قال المستشار السياسي لرئيس حركة
النهضة، لطفي زيتون، إنّ أطرافا ترغب في إسقاط "النموذج
التونسي في الانتقال الديمقراطي؛ من خلال ضرب العلاقة بين الحركة والدولة، عبر استفزاز الحركة، والترويج لوجود توتّر في علاقة رئيس البلاد برئيس النهضة.
وتابع زيتون خلال مقابلة على إذاعة موزاييك الخاصة، الخميس، بأن "النهضة حزب كبير في تونس، والتوافق الذي تحقّق في البلاد هو في جوهره، من وجهة النهضة، إنهاء حالة التصادم والاضطراب مع الدولة ومؤسساتها"، وفق تعبيره.
وأشار إلى وجود خطابين "يهدفان إلى إفساد العلاقة بين حزبي النهضة والنداء، وبشكل أدق، ضرب التوافق الذي يسود علاقة رئيس الدولة
الباجي قايد السبسي برئيس النهضة راشد الغنّوشي"، وفق تعبيره.
نظرية المؤامرة
وأوضح بقوله: "هناك أناس يقدّمون أنفسهم على أنهم ثوريون، يزعمون أن حركة النهضة أصبحت تتذيل لحزب نداء تونس، وتابعة له، ولا تلوي العصا في يده، وتطبق كل ما يصدر عنه"، لافتا إلى أنّ عددا من هؤلاء "من عندنا وعلى هامشنا"، بحسب قوله.
أما الخطاب الثاني، بحسب زيتون، فيروّج العكس، أي أنّ حركة النهضة تغوّلت وهي تقود خيارات نداء تونس. مشيرا إلى أنّ الهدف المشترك للخطابين هو ضرب التوافق القائم بين الحزبين، والسعي إلى بث مزاعم تفيد بقرب انتهاء العلاقة القائمة بين قايد السبسي والغنّوشي.
ولفت المستشار السياسي لرئيس النهضة بأنّه لا يؤمن بـ"نظرية المؤامرة"، لكنّه لا يستبعدها، "رغم أنّني لا أملك أدلة لاتهام أي طرف يشتغل على تحريك هذه اللعبة".
وأضاف أنّ "الواقع يقول هذا (وجود استهداف للنهضة ومؤامرة)، من خلال التأمل في ما يكتب في الصحف منذ شهر ونصف، وهو تقريبا بمعدل 70 أو 80 بالمئة من المقالات"، متابعا: "نحن لا نلعب دور الضحية؛ لأننا لسنا كذلك، وهذا العهد ولّى وانقضى".
ليست علاقة تماهي
وكان المستشار السياسي للغنوشي قال في حوار نشرته صحيفة الصباح، الثلاثاء، إنّ العلاقة بين الرئيس قايد السبسي والشيخ
راشد الغنوشي "لم تكن في أي وقت علاقة تماهي وتطابق، فكل منهما سليل مدرسة في الفكر".
وتابع: "السياسة مختلفة عن الأخرى، وهنا يأتي الإنجاز التونسي بالتقاء هاتين الشخصيتين، في توافق تاريخي أخرج البلاد من مأزق كاد يؤدي إلى احتراب أهلي بين كتلتين بشريتين كبيرتين في مرحلة تأسيسية هشة، افتقدت فيها البلاد مؤسسات الضبط الديموقراطي والقوانين المؤطرة لعملية التنافس السياسي".
وفي سياق ثان، انتقد زيتون، خلال المقابلة الإذاعية، الخميس، كُلّا من حركة النهضة وحزب الوطنيين الديمقراطيين (وطد)، بعد الضجّة التي أحدثتها صورة نشرها المكتب الإعلامي لزعيم النهضة على فيسبوك، تظهر الأخير مُصافحا نائب الـ(وطد) محمد جمور (أقصى اليسار)، ردّ عليها حزب الأخير ببيان شديد اللهجة أصدره في الغرض.
مبالغة من النهضة والوطد
وقال زيتون إنّ النهضة وقعت في المبالغة بالاحتفاء بصورة المصافحة، التي التقطت خلال مراسم إحياء العيد الوطني الألماني، وإعطائها بعدا سياسيا، "بينما هي عرضية، ولا تكتسي أي بعد سياسي".
وتابع بأنّ حزب الـ(وطد) بالغ بدوره بشكل ممجوج في إعلاء سقف التنديد بنشر الصورة، كأنما يريد العودة بنا إلى ما قبل المصافحة، كأن شيئا لم يكن"، وفق تعبيره.
وكان الإعلامي والمحلل السياسي، صلاح الدين الجورشي، قال في تصريح لـ"عربي21"، قبل أسبوع، إن اهتمام وسائل الإعلام بما يجري داخل الحركة لا يعني بالضرورة وجود مؤامرة ضدّ "النهضة"، مفسرا حرص وسائل الإعلام على رصد كل مشكل يطرأ داخل أو خارج الحركة، بكونها الحزب الوحيد الذي استطاع إدارة خلافاته واختلافاته، وحافظ على تماسكه الداخلي.
كما استبعد التسليم بوجود تناقضات أو فتور في علاقة الشيخين (السبسي والغنوشي)؛ "إذ لا يزال التوافق بينهما هو الغالب، رغم وجود تباينات حول بعض المسائل".