قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين يوم الاثنين، سحب القوات الروسية من
سوريا، بعد أقل من ستة أشهر من بدء الغارات ضد القوى المعادية لرئيس النظام السوري بشار
الأسد جاء مفاجئا للجميع.
ويستدرك التقرير بأن بوتين وصف قراره بأنه محاولة لدعم الجهود السلمية، وذلك بعد بدء الجولة الجديدة من المحادثات بين المفاوضين من الحكومة والمعارضة لها، وهي التي تلقى دعما من موسكو وواشنطن، مشيرا إلى أن بوتين لم يقدم جدولا زمنيا للانسحاب أكثر من قوله إنه سيبدأ اليوم الثلاثاء، حيث قال بوتين: "لقد عبدنا الطريق أمام العملية السلمية".
وتشير الصحيفة إلى أن إعلان الانسحاب يتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة السورية، التي بدأت في 15 آذار/ مارس عام 2011، وبدأت ثورة سلمية، ومن ثم تطورت إلى عسكرية، لافتة إلى أنه تم التوافق على اتفاق لوقف الأعمال العدائية في 27 شباط/ فبراير بشكل أدى إلى تخفيض مستوى العنف، بحسب مسؤولين أمريكيين وروس.
ويذكر التقرير أن الرئيس الروسي أكد نجاح الحملة العسكرية في سوريا وما حققته هناك، مشيرا إلى أن حملته أدت إلى استعادة مئات القرى والبلدات، وأدت إلى تدمير المعارضة وترسانات الأسلحة التي تملكها، وقوافل النفط، بالإضافة إلى عدة إنجازات.
وتلفت الصحيفة إلى أن بوتين عبر عن ثقته بقدرة جيش النظام السوري والجماعات المتحالفة معه، التي خدمت على الأرض بدعم من الطيران الروسي، على الاحتفاظ بالمكاسب، مبينة أن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد لا يزال نقطة مثيرة للجدل.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن الولايات المتحدة لا تتوقع انسحابا كاملا للقوات الروسية من سوريا في الأشهر المقبلة، بحسب مسؤول رفض الكشف عن هويته.
ونكشف الصحيفة عن أن المخابرات الأمريكية تعتقد أن إعلان بوتين عن سحب قواته جاء من أجل الضغط على الأسد للتنحي جانبا، والسماح لحكومة صديقة لروسيا بتسلم السلطة، مشيرة إلى أن رحيل الروس عن سوريا يعني خسارة المناطق التي استعادها النظام خلال الأشهر الماضية.
وينوه التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين قد انتقدوا التدخل الروسي في سوريا، ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسد علانية إلى التنحي عن السلطة، مستدركا بأن التدخل الروسي أسهم في تقوية سيطرة الأسد على البلاد، ولا تزال نسبة 60% من السكان تسكن في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، بما في ذلك دمشق وحمص وغرب حلب والمناطق الساحلية.
وتذهب الصحيفة إلى أن نشر
روسيا لقواتها في سوريا كان مناسبة لاستعراض آخر منتجاتها العسكرية من المقاتلات وصواريخ "كروز" والمصفحات، حيث شنت روسيا ألاف الغارات ضد الجماعات المعارضة للأسد، التي عدتها "إرهابية"، لافتة إلى أنه مع بدء تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار تراجع مستوى الغارات الجوية الروسية، وانخفض العنف بنسبة 90%.
ويشير التقرير إلى استهداف الروس جبهة النصرة وأي جهة تتعاون معها، وزعمت الحكومة السورية أنها منحت فرصة للعديد من المقاتلين للعودة إلى مناطقهم ضمن جهود المصالحة الوطنية.
وتستدرك الصحيفة بأن النقاد يقولون إن هذه الجهود ليست إلا استسلاما، وتمت الموافقة عليها من أجل تجنب الجوع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن من بين المقاتلين الذين تدفقوا إلى سوريا أعدادا من المتطوعين الروس، وقالت موسكو إن جزءا من أهداف الحملة هو التأكد من عدم عودة الروس الذين تعرضوا للتشدد في سوريا إلى بلادهم.