نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للكاتب مايكل صافي، يقول فيه إن دراسة حول تلاعب التنظيم بالإعلام الغربي سيتم نشرها قريبا، تقترح على النشرات التلفزيونية إهمال
الدعاية التي يقوم بها التنظيم، من خلال
أشرطة الفيديو أو التنبيه بوضوح بأن تلك الفيديوهات هي دعاية للتنظيم.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن البحث، الذي سيتم نشره الأسبوع المقبل من معهد لوي للفكر في أستراليا، يشير إلى أن
تنظيم الدولة استغل صعوبة نقل التقارير بشكل مستقل من سوريا والعراق، ويظهر فهما عميقا لقطاع الإعلام، يساعده على تشكيل تغطية التنظيم في الصحف الغربية.
وينقل الكاتب عن مؤلفة البحث التي عملت سابقا في رئاسة تحرير صحيفة "ديلي ستار" في بيروت، وتعمل الآن صحافية حرة في سيدني، لورن وليامز، قولها: "إنهم مدركون لدور الأخبار، وما هو مهم إخباريا، ويحيكون مادتهم على مبدأ الأهمية الإخبارية، واستطاع (تنظيم) الدولة ممارسة سيطرة كبيرة على الطريقة التي يصور بها الكيفية التي ينظر إليه بها".
وتضيف وليامز أن مصادر الأخبار تحسنت في التعرف على اللقطات البارعة التي يبثها التنظيم، والمصممة للعرض في نشرات الأخبار الغربية، "وقامت ببعض الخطوات للتخفيف من ذلك"، مشيرة إلى أن بعض منتجي التلفزيون الفرنسي مثلا، بدؤوا بوسم اللقطات التي يبثونها من أشرطة تنظيم الدولة بشعار "دعاية".
وتلفت الصحيفة إلى أن وليامز تقول إن الوضع المثالي هو أن تهمل المؤسسات الإعلامية أشرطة تنظيم الدولة وتغريداته ومواده الإعلامية المطبوعة، مستدركة بأن الواقع هو "أن هناك سوقا إعلامية تجارية، حيث هناك شهية كبيرة لقصص تنظيم الدولة".
ويفيد التقرير بأن وليامز اقترحت أن يقترن عرض أي إنتاج لتنظيم الدولة باستضافة خبراء يفندون ادعاءات التنظيم، أو يضعونها في سياقها، وهذا يتطلب تعاونا أكبر من الأمن والمؤسسات الحكومية الأخرى.
ويبين صافي أنه يجب استخدام العائدين من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المخيبة آمالهم؛ لقيمتهم الدعائية.
وتورد الصحيفة نقلا عن وليامز قولها إن المحتوى الإعلامي لتنظيم الدولة يركز على ثلاث أفكار رئيسة؛ هي الاضطهاد والوحشية والطوباوية (فكرة المدينة الفاضلة).
وتضيف وليامز: "بدأت فكرة الطوباوية تحل محل الوحشية في المحتوى الدعائي، فتعرض صورا للدولة الإسلامية، كونها مجتمعا فاعلا، حيث تسير الأمور بانتظام، وحيث هناك حكومة فاعلة وشرطة فاعلة ومكان سعيد بعيدا عن صور الحرب"، بحسب الصحيفة.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن أحد الأمثلة على ذلك كان فيديو في نيسان/ أبريل، الذي يظهر فيه الدكتور طارق كاملة من جنوب أستراليا، الذي أثنى على الرعاية الطبية التي يوفرها التنظيم، ودعا الأطباء المسلمين الآخرين للانضمام إليه.