علق
إيان بلاك، محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "
الغارديان"، على مشاركة الدول العربية في
التحالف، الذي تتحدث عنه الولايات المتحدة، لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "
داعش"، والتي يثور حولها جدل كبير بسبب تباين المواقف بين المحاور العربية حول طبيعة المهمة.
وقال "بلاك" إن تلك المشاركة ستكون رمزية لكنها مهمة؛ لأنها تعطي انطباعا بأن الحرب الجديدة في العالم العربي ليست أميركية، وتظهر الدور الذي تلعبه الدول السنية في مواجهة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
ويقول الكاتب إن القدرات العسكرية لكل من السعودية وقطر والإمارات ليست مشكلة، ولكن الخبرة القتالية هي المشكلة؛ فهي مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي لا خبرة لديها في التنسيق العسكري. كما أن القتال إلى جانب الأميركيين يحتاج إلى تصميم أكثر من ذلك الذي احتيج لمواجهة الجهاديين في المنطقة.
ويضيف ان عروضا للمساعدة ستأتي على الغالب من السعودية والإمارات، وهو ما يظهر خطورة الوضع، ولكن الولايات المتحدة ستكون حذرة؛ لأن أيا من دول الخليج ليست لديها الخبرة في القتال إلى جانب أميركا، كما فعلت مع الجيش العراقي.
ويؤكد الكاتب أن الإمارات أكثر دول الخليج تصميما من بين دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أرسلت طائرات إلى ليبيا، وأغارت على مواقع للإسلاميين في العاصمة قبل طرابلس، ولم تنجح في منع سقوط مطار العاصمة بأيديهم، وطرد كتائب الزنتان، التي تسيطر عليه منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي.
ولكن الرياض المترددة تفضل أن يطلب منها تمويل العشائر العراقية وتدريب قوات المعارضة السورية لبشار الأسد.
ويضيف إن كلا منهما سيكون قلقا حول المدى الذي سيذهب فيه الرئيس باراك أوباما لتحقيق ما وعد به ضد "داعش"، في ضوء سياساته غير الواضحة من سورية ومحادثاته مع إيران بشأن الملف النووي.
ويشير بلاك إلى أن السعودية والإمارات تخشيان من تعزيز موقع إيران والميليشيات المؤيدة لها في العراق بعد القضاء على "داعش".
ومع ذلك أكدت الولايات المتحدة إن المشاركة الإيرانية في التحالف لن تكون مناسبة بسبب دعمهما القوي للاسد، ولكن الحكومة الإيرانية تساعد الحكومة العراقية في قتالها ضد "داعش" باستخدام الميليشيات.
ويشير الكاتب إلى مشاكل التحالف التي بدأت تظهر من رفض تركيا استخدام قواعدها العسكرية لضرب مواقع "داعش" شمال العراق، فيما طلبت مصر على لسان رئيسها عبد الفتاح السيسي والذي أكد في نهاية الأسبوع أهمية الجهود لمكافحة التطرف، بمن فيهم أنصار بيت المقدس، الجماعة الجهادية الناشطة في شبه سيناء، وضد الإسلاميين في ليبيا.
ويرى بلاك أن المسؤولين في الخليج بدأوا مرحلة جديدة في التعاون ولكن "هناك الكثير من الأمور غير المعروفة حول ما سيحصل في الأشهر المقبلة"، حسب تيودور كراسيك الباحث في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري في دبي "تحديدا، خطوة واحدة غير موفقة من الولايات المتحدة التي تقود التحالف ضد "داعش"، قد تمحو كل حسن النية التي رأيناها الأسبوع الماضي".
وكتب رامي خوري في "ديلي ستار" الصادرة في بيروت عن الثغرة في استراتيجية أوباما؛ لإضعاف والقضاء أخيرا على "داعش" والمشاكل العملية والسياسية في بناء تحالف قوي وفعال يعمل مع الولايات المتحدة، حيث قال إن "دفع العرب والأتراك للتحالف أمر لا يدعو للحماس أو الثقة، وأشعر بالحزن، حزن حقيقي لقول هذا، لأن دينامية محلية وفعالة هي القادرة على هزيمة الدولة الإسلامية والاتجاهات المنحرفة والخطيرة في مجتمعنا".
وأضاف خوري: "يبدو كيري أقل من قائد الأوركسترا وأكثر من شرطي يقوم بجمع جماعات محلية مترددة لملاحقة الرجال الخطيرين والأشرار".
وبحسب الموقع الأمني الاستشاري المعروف "ستراتفور" فهزيمة "داعش" لن تنهي مشاكل العالم العربي "يمكن للولايات المتحدة المساعدة في تخفيف قبضة "داعش" عن سورية والعراق"، ولكن "لن يستطيع اللاعبون الإقليميون التحرك وبناء نظام جديد قادر على احتواء النزاع الطائفي".