سيكون لوباء كورونا ما بعده، وقد دلت تجارب التاريخ أن البشرية قادرة على إعادة بناء الاقتصاد وتحريك عجلة الإنتاج ووضعها على سكتها الطبيعية، لكن ما هو أصعب ويتطلب وقتا وجهدا وصبرا، هو إعادة بناء رؤية جديدة للعالم ومصير بشريته
سيكون لجائحة كورونا ما بعدها، إن تمكنت البشرية من الفوز في الحرب عليها، والتغلب على قدراتها المهولة والمخيفة في الانتشار السريع، والفتك بالأرواح وتكاثر الضحايا. أما ماذا سيكون ما بعدها، أي ما بعد القضاء عليها، فكثير ومتعدد، ومتنوع المظاهر
تكمن خطورة استمرار العالم مهيمنا عليه من قبل "الأوليغارشية" الأوروبية والأطلسية (الأمريكية)، في تفاقم الاختلالات التي طبعت العالم منذ العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، وازدادت استفحالا خلال الألفية الجديدة
الخطة ليست الأولى التي ادعى أصحابُها السعيَ إلى حلّ القضية الفلسطينية، بل سبقتها خطط ومشاريع، كان مآلها مجتمعة الفشل والموت التدريجي. أما صناعُها من الأمريكيين ومن هم في ركبهم، فقد عكفوا على صياغة المشروع منذ بداية تولي "ترامب" ولايته الرئاسية.
يرتبط حلّ الأزمة الليبية ارتباطا وثيقاً بالجانب الدولي والإقليمي، أي بإرادة الفاعلين المؤثرين في ما آلت إليه ليبيا أولا، كما يستطيع الليبيون ثانيا، إن هم امتلكوا من جديد وعي خطورة المنحى الذي يسير عليه وطنهم، وتسلحوا بالشجاعة الكافية لتجنيب بلادهم ولوج نفق لا تبدو معالم الخروج منه واضحة
المسافة بين الرغبة والمأمول والحاصل فعلاً في الواقع ما انفكت تتسع، وتزداد خطورة وتعقيدا، بل إن تحقيق المأمول في حدّه الأدنى لا يبدو واضحاً ويقينيا في الزمن المنظور، وأن الراجح فيما هو قادم سيسير على خط المماثلة
تحتاج البيئة الحاضنة للنموذج التنموي الجديد إلى خلق مناخ سياسي ونفسي جديد، يُلين علاقات الدولة بالمجتمع، وينزع عنها مظاهر التوتر، ويوسع مساحات الفضاء العام، ويُعيد لحم المواطنين ببيتهم المشترك
تبدو الموجة الثانية من الحراك العربي أكثر عمقاً من سابقتها، وتحمل عناصر التأثير في المنظومة السياسية بقدر أقوى من الأولى، ولأن الموجة الأولى من الحراك وقفت في نصف الطريق، أو ابتليت بردّة وتراجع إلى الخلف، فإن الحراك في الموجة الثانية قدّم حتى الآن مؤشرات واضحة عن قدرة أصحابه على الذهاب بعيدا بالنصر
العربي بروافده الإسلامية لم يخرج بعد من الشرنقة التي لفّت بعنقه، على الرغم من تعدد الخطابات وتنوع مرجعياتها، وبغض النظر عن الاجتهادات التي قام بها مفكرون من مغرب الوطن العربي ومشرقه
تتطلع فئات واسعة من الشعب التونسي إلى أن يقود الرئيس الجديد البلاد نحو التغيير وتحقيق مطامح الثورة، ويأمل الشباب الذين شكلوا قاطرة "قيس سعيد" نحو الفوز الكبير والمُذهل أن يفتح لهم أفقاً لتغيير أوضاعهم، وإعادة الشعور بالأمان في نفوسهم
تونس في حاجة إلى رئيس قوي، وحكومة وبرلمان متوافقين وقويين وقادرين على ترسيخ الديمقراطية، وجني ثمارها في الاقتصاد، وتغيير أحوال الناس، وتأمين الأمان لهم في معيشهم
بعد أن اجتاحت هبّاتُ الاحتجاجات والجهر بالغضب بعضَ البلاد العربية في السودان والجزائر ومصر، يتجدد سؤال: هل نحن أمام مرحلة ثانية للثورات العربية؟ وهل ستكون "ثورات بروح جديدة، ونتائج مغايرة؟
لم يكن لأسلوب "المناظرة الرئاسية" أن يمر دون ردود فعل داخلية وفي دول الجوار الإقليمي. فبعد التفاعل الإيجابي للتونسيين مع آلية التناظر، أشعلت هذه الأخيرة شبكات التواصل الاجتماعي في أكثر من بلد عربي..