هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت وكالة رويترز تقريرا عن اهتمامات المصريين بانتخابات الرئاسة المصرية، التي يرى مراقبون أن نتائجها محسومة سلفا لصالح رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وقالت الوكالة: "في مفترق طرق مزدحم على أطراف حي بولاق بالقاهرة، تنطلق الموسيقى من مكبرات الصوت وتحث شاشة إلكترونية عملاقة الناس على التصويت لصالح السيسي في انتخابات الرئاسة المصرية.. لكن هذا الصخب يختفي داخل حارات الحي الفقير وأزقته".
وأضافت: "وعلى الرغم من أن الانتخابات المتوقع أن يفوز فيها السيسي بفترة رئاسية ثانية اكتسبت بعض الزخم في مناطق أرقى من العاصمة المصرية فإنها قوبلت بشيء من الفتور في حي بولاق بل واستخف بها البعض."
وقال حازم أبو إسماعيل وهو شاب يبلغ من العمر 28 عاما "في هذا الشارع كله، أعتقد أن خمسة أو ستة أشخاص فقط انتخبوا. لن نكسب شيئا من وراء التصويت خاصة إذا انتقص من وقت السعي وراء الرزق".
وفي نهاية الشارع الذي يقطنه أبو إسماعيل توجد حارة ضيقة تعلق فيها الملابس المغسولة من نوافذ يعلوها التراب. ودخل عدد ضئيل من الناخبين، أغلبهم من كبار السن، مدرسة في الحارة تحولت إلى مركز للاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
وقال أبو إسماعيل الذي استخدم اسما مستعارا خشية تعرضه للعقاب من السلطات لأنه انتقد الحكومة "الانتخابات كلها مسرحية. ربما يكون للأمر علاقة بالطبقة الاجتماعية فالأغنى هم من يدلون بأصواتهم في الأغلب".
اقرأ أيضا: بدء ثاني أيام انتخابات رئاسة مصر.. ورهان على المشاركة (ملف)
ويشكو مصريون كثيرون من أن إجراءات التقشف التي اتخذتها الحكومة خلال الفترة الرئاسية الأولى للسيسي جعلتهم أفقر بكثير خاصة تعويم الجنيه.
وقال شبان، يخشى الكثيرون منهم أن تشهد الفترة الرئاسية الثانية للسيسي المزيد من التقشف، إنهم لا يريدون التصويت لرئيس لا يؤيدونه مما سيمنحه تفويضا أقوى.
وقال علي وهو عامل سباكة يبلغ من العمر 31 عاما "كم شخص تلطخ إصبعه بالحبر بيننا؟ يعطيك هذا فكرة عن الإقبال" في إشارة إلى الحبر الذي يغمس الناخب إصبعه فيه عند الإدلاء بالصوت.
وأضاف علي "صوتنا في 2012 ولكن ماذا كانت الفائدة؟ ما زال الفساد موجودا ونحن أسوأ من أي وقت مضى". وأدت تلك الانتخابات إلى وصول الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة بعد انتفاضة 2011 التي أطاحت بحسني مبارك.
وتتناقض الأجواء الهادئة قرب مراكز الاقتراع في بولاق بغرب القاهرة وأحياء أخرى فقيرة على الضفة الأخرى لنهر النيل مع الحال في أحياء أرقى مثل الزمالك ومصر الجديدة حيث أقبل المزيد من الناخبين على التصويت وردد بعضهم شعارات مؤيدة للسيسي.
اقرأ أيضا: هكذا سخر عادل إمام من ضعف الإقبال على مراكز الاقتراع (شاهد)
وتتجه الأنظار إلى نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات التي تجرى على ثلاثة أيام في ظل غياب أي منافسة جدية بعد خروج المنافسين الرئيسيين للسيسي من السباق تحت ضغوط على ما يبدو.
ولا ينافس السيسي سوى مرشح واحد وهو موسى مصطفى موسى الذي أعلن تأييده للرئيس.
وقال أبو مصطفى (51 عاما) "إذا انتخبت فسأفسد صوتي بترك علامة في الخانتين. لا أريد أيا منهما".
وفي حي الشرابية، رددت مجموعة من الناس شعارات مؤيدة للسيسي ولوحوا بالأعلام المصرية وجابوا الشوارع لحث السكان على التصويت.
لكن صحفيا من رويترز رأى أقل من عشرة ناخبين يدخلون ثلاثة مراكز اقتراع مختلفة في الحي مساء أمس الاثنين.
اقرأ أيضا: "خليك في البيت" دعوات لمقاطعة الانتخابات بمصر (إنفوغراف)
ولم يقابل الجميع الانتخابات بهذا الفتور. وقال محمد حسين الذي يملك متجرا للأحذية في الشرابية ويبلغ من العمر 40 عاما إنه لم يصوت لكنه يعتزم التصويت للسيسي. وبسؤاله عن سبب ذلك قال إن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها السيسي مهمة حتى وإن تسببت في زيادة الأسعار.
وتابع "الأسعار طبعا عليت جدا على الكل بس يمكن كانت واطية قوي زمان وده كان بيشكل عبء على الحكومة. وكمان هو عمل مشروعات كبيرة كتير يمكن احنا مش شايفين الفوائد بتاعتها دلوقت بس إن شاء الله بكرة تجيب خير".