الإقدام على خطوة الاستفتاء لا بد أن يكون بتمهيد الأجواء بالمزيد من القمع، لأن السيسي يدرك أنه إذا اشتعل الرفض الجماعي فلن يمكنه ممارسة المزيد من التنكيل
لم تعد الأهداف غائبة عنا، بحضور الشيخ أسامة الأزهري، المستشار الديني للجنرال السيسي، إلى حلبة الجدل الذي أثاره "إبراهيم عيسى" حول الصيدلي والقرآن الكريم
الأمر كله يتوقف على حدود الفعل الغربي، فحتى لو عمت الفوضى في الشوارع لن يتراجع عبد الفتاح البرهان، لأن الحاكم العسكري بطبيعته لن يشغله فوضى أو خراب أو نحو ذلك، لأنه لا يفكر سوى أن يكون في القمة، قمة الجبل أو قمة المستنقع..
إن ظهور التيار الإسلامي كمنافس سياسي، كان ضرره كبير على الفكرة، إن لم يكن بتفريطه ففي تنازل الآخر السياسي عنها، وفي المقابل فإن هذا التيار عندما حكم، كان كالمنبت الذي لا أرضا قطع ولا ظهراً أبقى
هذا الخروج من السلطة ليس خروجا يسمح بالعودة بعد دورة أو أكثر، فالتجربة أليمة، وتمثل درساً معتبراً في كيف يمكن الإجهاز على الخصم بدون إطلاق رصاصة أو فتح زنزانة، فقد سلمهم الملك حبل المشنقة ليشنقوا أنفسهم بأيديهم وأيدي الجماهير، التي اندفعت لانتخابهم من قبل
يبقى خيار الانتخابات لو تم اللجوء إليها لأي سبب من الأسباب، فلا أعتقد أن الإخوان فقدوا نواتهم الصلبة في الشارع المصري رغم كل ما حدث، لكن هذه النواة لا يمكن أن تكرر التجربة من جديد، لتكون النتيجة هزيمة جديدة لا تصيبنّ الذين فشلوا خاصة!
المسيحيون، والحقوقيون، يرون أن حرص الدولة على الإبقاء على خانة الديانة في البطاقة هو تصرف طائفي يستهدف التمييز لكي يُستبعد المسيحيون من وظائف بعينها، وكأن هذا هو العلامة الدالة على التمييز، ولا يعرف الناس المسلم والمسيحي بمجرد الاسم، وكأن المسيحيين لا يمارسون التمييز الطائفي بدق الصلبان على أيديهم؟!
الحقيقة، أن طالبان انتصرت، كما انتصر المجاهدون الأفغان من قبل، وأن انتصارها حدث بالتراكم وبالنقاط ولم يكن فجأة، لكن الذين يعيشون الهزيمة لا يمكن أن يقروا بذلك، وقد صاروا عبئاً على أنفسهم باللجوء لنظرية المؤامرة..
الدولة التي فرضها الاحتلال الأمريكي لم تكن أبداً دولة عصرية، ولم يسمح فيها للشعب باختيار من يحكمه، ولم تسمح بحرية الصحافة وتداول المعلومات، وكانت بحسب منظمة الشفافية هي دولة فساد كبرى، والسكوت على هذه الدولة يسحب صفة الموضوعية ممن نفروا خفافاً وثقالاً ضد رجعية طالبان الآن!
جاء الدور للرد، فقد استقام السلفيون أكثر مما ينبغي وهذّبوا لحاهم، وارتدوا ملابس الفرنجة، ثم ذهبوا يقدموا أنفسهم للدوائر الغربية وسفارات الدول الأجنبية على أنهم بديل جاهز للإخوان. وهذه الدوائر تدرك ما لا يدركه النظام العسكري الآن، وإن كان يدركه النظام البوليسي في عهد مبارك