في زيارة هي الثانية من نوعها إلى الخارج منذ تعيينه رئيسا لحكومة
المغرب (2016-2021)، حل عبد الإله بن كيران ضيفا على
قطر، في إطار فعاليات معرض ومؤتمر قطر لتكنولوجيات المعلومات (كيتكوم 2017).
وركز أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أثناء استقباله
ابن كيران، الإثنين، بالديوان الأميري بالدوحة، على الجانب
الاقتصادي، إذ أكد الشيخ تميم عزم دولته بذل مزيد من جهودها الرامية إلى تكثيف
الاستثمارات الكبرى في المغرب وتوطيد العلاقات الاقتصادية، فيما عبر ابن كيران عن ترحيب المغرب بالاستثمارات القطرية وعمله على توفير الظروف الملائمة لنجاحها وتوسيع نطاقها.
وأكد متتبعون لزيارة رئيس حكومة المغرب لقطر أنها تأتي لتأكيد وتعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين، وأن تأثير الزيارة لن يكون إلا إيجابيا من أجل استكمال المشاريع المقررة بين البلدين، والاتفاق على استثمارات جديدة.
شراكات واعدة
وبخصوص الزيارة، أكد المحلل الاقتصادي محمد الشرقي في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن العلاقات المغربية – القطرية الرسمية جيدة جدا خاصة بعد صعود تميم بن حمد آل ثاني لإدارة الدولة.
وقال الشرقي إن "زيارة ابن كيران لقطر تأكيد وتعزيز للشراكة الثنائية، وأن تأثير الزيارة لن يكون إلا إيجابيا من أجل استكمال المشاريع المقررة بين البلدين، مع جلب والاتفاق على استثمارات جديدة".
وأضاف أن قطر تقدم للمغرب منحة سنوية ذات طبيعة تنموية قدرها 1.25 مليار دولار في إطار الاتفاق الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي والمغرب الممتدة إلى 2018، والذي تصل قيمته الإجمالية إلى 5 مليارات دولار.
واستدرك الشرقي، أنه بالرغم من تأخر بعض الدول في الوفاء بتقديم مساهمتها في وقتها، بسبب انخفاض سعر النفط إلا أن المغرب يترقب ارتفاع الأسعار سنتي 2017 – 2018 حتى يصل الدعم القطري إلى 16 مليار درهم سنة 2018 يخصص لقطاعات الصحة والسكن والبنى التحتية مع بناء وإصلاح مجموعة من الموانئ.
وفي القطاع الخاص، كشف المحلل الاقتصادي محمد الشرقي أن قطر من خلال مجموعة من شركاتها الكبرى قامت بالاستثمار بالمغرب أو شراء حصص شركات تنشط بالمغرب من بينها وأهمها شراء شركة قطر للبترول، والتي اشترت حصة 30 في المئة من امتياز الاستكشاف البحري في ثلاث مناطق بالمياه العميقة قبالة سواحل المغرب من الشركة الأمريكية "شيفرون المغرب".
وأشار إلى الاتفاق بين بنك قطر الدولي الإسلامي والقرض العقاري والسياحي المغربي بإنشاء بنك تشاركي (إسلامي) لتقديم مجموعة من التمويلات في القطاعين العقاري والسياحي بالمغرب.
وشدد المحلل الاقتصادي محمد الشرقي على أن المغرب أصبح وسيطا بين مجموعة من الدول الخليجية في مجموعة من الشراكات مع مستثمرين، وكذا في علاقاتها مع دول أفريقيا خاصة مع تراجع دور الدول الأوربية المتأثرة بالأزمة العالمية في السنوات الأخيرة.
إثارة المستثمرين
وفي السياق ذاته، قال رشيد أوراز المحلل الاقتصادي والباحث في المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية، إنه "حسنا فعل عبد الإله بن كيران بقبوله الدعوة القطرية، وتمثيله المغرب في القمة الدولية الكبيرة لأنه سيسجل حضور المغرب كدولة استراتيجية، كما أنه سيثير انتباه المستثمرين للمغرب كوجهة قادرة على استقبال استثمارات في مجال تكنولوجيات المعلومات الجديدة".
وأوضح رشيد أوراز في تصريح خاص لـ"
عربي21" أن "ابن كيران لن يتحول بطبيعة الحال إلى مفاوض حول استثمارات معينة، لكن تسجيل حضور المغرب مسألة مهمة للاقتصاد الوطني، إلا أنه منذ مدة غير قصيرة أصبح المتتبع يرى هذا التداخل الكبير في أجندات السياسيين بين المصالح السياسية والمصالح الاقتصادية للبلدان".
وأشار أوراز إلى أن "حضور أي مسؤول مغربي يعد فرصة للمغرب كوجهة في حاجة ماسة لاستثمارات خليجية، خصوصا استثمارات إنتاجية تتولاها الصناديق السيادية لهذه الحكومات، وهي فرص تبحث عنها حتى الاقتصادات الصناعية المتقدمة، فإذا أخذنا مثلا الاستثمارات القطرية في البلدان الأوربية، وخصوصا فرنسا وبريطانيا سنفهم درجة حيوية وقدوة استثمارات هذه البلدان".
وأبرز المحلل الاقتصادي أنه بخصوص تلبية دعوات البلدان الخليجية التي تتوفر على صناديق سيادية تؤدي أدوارا استثمارية، فهي تعد فرصة لتأكيد رغبة المغرب في تعميق الشراكات الاقتصادية ودعم الاستثمار الأجنبي، خاصة في المجال الذي تنعقد حوله القمة، ألا وهو تكنولوجيات المعلومات الجديدة.
هذا ويتواجد رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، بالعاصمة القطرية الدوحة استجابة لدعوة من رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني لحضور افتتاح فعاليات معرض ومؤتمر قطر لتكنولوجيات المعلومات (كيتكوم 2017).
وتأتي زيارة ابن كيران لقطر في سياق سياسي استثنائي بالمغرب، خاصة بعد دخول أزمة تشكيل الحكومة شهرها الخامس دون إيجاد توافق بعض الأحزاب السياسية للتحالف مع حزب العدالة والتنمية المتصدر للانتخابات التشريعية التي أجريت في 07 تشرين الأول/ أكتوبر.
وسبق أن توجه ابن كيران في 28 كانون الأول/ ديسمبر الماضي إلى الجمهورية الموريتانية من أجل حل الخلافات التي نتجت عن تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط حول تصريحاته التي اعتبر فيها موريتانيا أرضا مغربية.
وفي 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عين العاهل المغربي محمد السادس، عبد الإله بن كيران رئيسا للحكومة، وكلفه بتشكيلها بعد تصدر حزبه (العدالة والتنمية)، الانتخابات البرلمانية بـ 125 مقعدا من ما مجموعه 395 مقعدا في البرلمان المغربي.