ملفات وتقارير

هكذا شمت أنصار السيسي في عمر عبدالرحمن ونعاه الإسلاميون

عمر عبد الرحمن- غوغل
بينما نعاه الإسلاميون بحرارة، وفي مقدمتهم جماعة "الإخوان المسلمون" والجماعة الإسلامية، وحتى "الدعوة السلفية"، أظهر عدد من أنصار رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، وإعلامييه شماتة واضحة في وفاة مؤسس الجماعة الإسلامية بمصر، الشيخ عمر عبد الرحمن، الذي وافته المنية في أحد السجون الأمريكية، السبت.

شماتة أنصار السيسي


وفي البداية، انتقد الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية، أحمد موسى، بحث وزارة الخارجية المصرية في إجراءات نقل جثمان الشيخ، قائلا: "عار عليكم".

وزعم، عبر برنامجه "على مسؤوليتي"، بفضائية "صدى البلد"، مساء السبت، أن الخارجية ليس من دورها نقل جثمان عمر عبد الرحمن، مضيفا أن الإخوان من خلال علاقتهم بأمريكا يستطيعون نقل جثمانه "بكرة الصبح"، بحسب قوله. 

وتابع: "يعني عمر عبد الرحمن ما كانش موجود في أمريكا على أنه مواطن صالح.. ده اللي أفتى باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، واللي كفّر الرئيس الراحل عبدالناصر، وكفر كل رؤساء مصر".

 وأردف: "عار على الخارجية إذا كانت بتتكلم على أنها تبدأ إجراءات نقل جثمان عمر عبدالرحمن.. مش دور الخارجية.. الإخوان والجماعات الإرهابية بعلاقتهم يقدروا يخلصوا الحكاية دية.. ينقلوه الصبح.. أرجو يكون الكلام مش صحيح".      

وبدت الشماتة واضحة كذلك في جريدة "أخبار اليوم"، التي قالت: "بعد وفاته بسجون أمريكا.. عمر عبد الرحمن.. القاتل بفتواه".

وبحسب ما كتبه نادر عيسى، فإن "صاحب الفتاوى التكفيرية، مفتي تنظيم الجهاد، مؤسس الجماعة الإسلامية، وزعيمها الروحي، كلها ألقاب حملها شخص واحد، هو د.عمر عبد الرحمن، أحد رموز قيادات الفكر الإرهابي في العالم"، وفق زعمه.

وادعت "أخبار اليوم" أنه "منذ أفتى الشيخ بعدم جواز الصلاة على الزعيم جمال عبد الناصر، لأنه كافر، حتى أصبح الاسم الأشهر والعقل المفكر للمعارضة المتشددة للرئيس السادات، إذ كانت محاضراته وندواته بؤرة للتشدد وللمتعصبين، خاصة في صعيد مصر"، حسبما زعمت.

وأردفت أنه "على الرغم من مسؤولية شيخ الجماعة المباشرة عن تلك الحوادث، سعى الرئيس الأسبق محمد مرسي إلى إقناع أمريكا بإطلاق سراحه، وتعهد بالعمل على ذلك".

 وفي جريدة "وطني" القبطية، القريبة من الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، بدت الشماتة واضحة أيضا
بقولها: "وفاة الإرهابي "عمر عبد الرحمن" بالسجون الأمريكية".

وبحسب نادر شكري، فإن عمر عبد الرحمن "إرهابي معروف بتورطه في أحداث عنف كثيرة، وكان قائدا لعمليات إرهابية كثيرة بدأت بمحافظة الفيوم"، وفق زعمه.

وبعناوين عريضة، قالت "اليوم السابع": "الأب الروحي" أمام محكمة الله.. وفاة عمر عبد الرحمن في سجون أمريكا".

وأضافت أن "الرئيس المعزول محمد مرسي كان قد أشار في خطاباته الأولى عقب فوزه بالرئاسة إلى عمله على الإفراج عن عمر عبد الرحمن، بينما هنأ "عبد الرحمن" جماعة الإخوان وحلفاءهم بفوز
مرسي بالرئاسة في 2012، ورغم العداء بين الجماعة الإسلامية والإخوان، كان عمر عبد الرحمن محافظا على علاقة وطيدة مع التنظيم، إلى جانب علاقاته مع التنظيمات والتيارات الإسلامية الأخرى"،
بحسب الصحيفة.

هل مات قبل ثلاثة أيام؟

ومؤكدا أن هناك مؤشرات عدة حول موته قبل ثلاثة أيام، قال القيادي السابق في الجماعة الإسلامية، ناجح إبراهيم، إن عمر عبد الرحمن كان مؤيدا لمبادرة الجماعة بوقف العنف، مستطردا: "كثير من الأخطاء المنسوبة له وقعت ممن حوله، ولم تقع منه بشكل مباشر".

وادعى أن شباب الجماعة غرروا بالشيخ، وجروه للتطرف، "فقد كان عالما أزهريا، لكنه تورط في هذا الملف"، بحسب وصفه.

أما القيادي الجهادي السابق، المقرب من الأجهزة الأمنية، نبيل نعيم، فزعم في مداخلة هاتفية، عبر برنامج "90 دقيقة" على فضائية "المحور"، أن الشيخ عمر عبد الرحمن كان كارها للإخوان، ومؤيدا لثورة 25 يناير، ولثورة 30 يونيو، ويعلم أن جماعة الإخوان تنظيم لا علاقة لهم بالدين الإسلامي، ويقومون بتنفيذ أجندات أجنبية"، وفق زعمه.

هكذا نعاه الإسلاميون: نعي جماعة الإخوان

وفي المقابل، حرص الإسلاميون على نعي الشيخ، مثنين عليه.

وقالت جماعة الإخوان المسلمين إنها تنعي إلى الأمة فضيلة الشيخ عمر عبدالرحمن، الذي توفي في محبسه بالولايات المتحدة، وهو ابن الأزهر الشريف، وصاحب العطاء الذي راح ضحية غدر نظام المخلوع
مبارك".

وأضاف البيان: "تتقدم الجماعة بخالص العزاء إلى الجماعة الإسلامية، وإلى أسرته الكريمة وتلامذته ومحبيه، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يلهم أسرته وآله ومحبيه جميل الصبر، وحسن الثواب".

بيان "الجماعة الإسلامية"

ومن جهتها، قالت "الجماعة الإسلامية" في مصر، في نعيها، إنها "تنعى قائدها وأستاذها وزعيمها الروحي العالم الرباني الأزهري الجليل فضيلة الدكتور عمر عبد الرحمن، الذي قضى نحبه مساء الجمعة في السجون الأمريكية، بعد حياة حافلة بالعطاء والتضحية، وكفاح طويل في الصدع بكلمة الحق، ونشر الدعوة، ونصرة قضايا الأمة، ختمها بما يربو على عقدين من الزمان في حبس انفرادي لا إنساني، بعد أن تعرض لظلم فادح؛ بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة في قضية ملفقة زُج به فيها زورا وبهتانا".

وأضاف البيان: "الجماعة الإسلامية إذ تنعى قائدها وزعيمها إلى العالم الإسلامي، فإنها تتقدم بخالص العزاء إلى أسرته وتلاميذه وسائر محبيه، سائلين المولى أن يتقبل صبره وجهاده".

بيان "الدعوة السلفية"

وأصدرت "الدعوة السلفية"، عبر صفحها بموقع "فيسبوك"، بيانا قالت فيه إنها تتقدم بخالص العزاء إلى أسرة الدكتور عمر عبد الرحمن. وتذكر أن آخر أحوال الشيخ الفكرية هو تأييده لمبادرة وقف العنف، التي أطلقتها الجماعة الإسلامية".

وأضاف النعي: "نوصي تلامذته، إن أرادوا الوفاء له، ألا ينشروا من فكره إلا ما يوافق تلك المبادرة، من التبرؤ من فكر الصدام والاحتراب الداخلي في المجتمعات الإسلامية، ومن احترام العهود والمواثيق مع غير المسلمين"، وفق البيان.