نشرت صحيفة "أرغومينتي إفاكتي" الروسية، تقريرا استعرضت فيه أشهر
الخرافات التي يتداولها الناس حول مرض
السرطان، وأبرز ما كشفت عنه الدراسات العملية الحديثة فيما يتعلق بها.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن مرض السرطان يعتبر من أكثر الأمراض خطورة في هذا العصر، فهو السبب الرئيس لموت مئات الملايين من الأشخاص حول العالم سنويا، حسب العديد من الدراسات.
وبالرغم من التطور العلمي والطبي في مجال الكشف عن مرض السرطان ومعالجته، إلا أن العديد من التكهنات والمفاهيم الخاطئة حول المرض لا زالت منتشرة بين الناس.
وذكرت الصحيفة أن السرطان عبارة عن ورم خبيث غالبا ما يتخذ شكل خلايا ظاهرية في الأنسجة المكونة للدم (الأغشية المخاطية للأعضاء الداخلية، والجلد، والعظام والأنسجة الرخوة، والدم، والغدد الليمفاوية، والبروستاتا، وغيرها). وعموما، ينتشر الورم في الجسم، ويقوم بتدمير الأنسجة والأعضاء المحيطة بها.
وبينت الصحيفة أن أحد أكثر الاعتقادات الخاطئة شيوعا حول المرض وفقا لما ذكره العلماء يتمثل في التسليم بأن كل أنواع السرطان لها نفس التأثيرات الجانبية على
صحة الإنسان، نظرا لتساوي درجة خطورتها.
وفي هذا السياق، أوضحت الدراسات أن كل نوع من أنواع السرطان يختلف تماما في طريقة ومراحل علاجه. وعلى سبيل المثال، تختلف طرق ومراحل علاج سرطان الثدي بالمقارنة مع سرطان البنكرياس.
وأضافت الصحيفة أن العديد من الأشخاص يعتقدون أن مرض السرطان غير قابل للشفاء، خاصة إذا ما تم اكتشافه خلال مراحله الأخيرة. بينما أثبت العلماء أن نجاح وفعالية العلاج يعتمد بالأساس على نوع النسيج الورمي وخصائصه البيولوجية، ومدى انتشار المرض في جسم المريض عند اكتشافه.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من مرضى السرطان قد تماثلوا للشفاء إثر المعالجة الجذرية للمرض، بالرغم من أنهم كانوا في المراحل الأخيرة من تطور المرض.
وقالت الصحيفة أن هناك اعتقاد سائد بأن مرضى السرطان لا يمكن شفاؤهم. وهو ما نفاه تماما العلماء الذين أكدوا بأن بعض العمليات الجراحية تساعد على استئصال الورم الخبيث في مراحل مبكرة من المرض، وهو ما يضمن الشفاء التام والكلي للمريض.
وفي الواقع، إن الخضوع للعمليات الجراحية بهدف استئصال الأورام السرطانية الخبيثة يساهم في إنقاذ حياة المصاب بمرض السرطان، رغم أن البعض لا زال يصر على إتباع طرق العلاج الذاتية خوفا من فشل العمليات الجراحية.
وبينت الصحيفة أن العديد من الأشخاص يعتقدون بأن الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب تتسبب فعليا في مرض السرطان، إلا أن آخر الدراسات العلمية فندت هذه الأوهام، نظرا لأن بعض الدراسات التي تدعم هذه الفرضية مبنية على نماذج لأجهزة محددة، بينما تحرص كل الشركات الحديثة على تطوير أجهزتها بما يضمن سلامة مستخدميها.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأشخاص يربطون بين عملية استهلاك المواد الغذائية المصنعة والإصابة بمرض السرطان. ومن هذا المنطلق، تحرى فريق من العلماء حول تأثير بدائل السكر، أي مواد التحلية المصنعة، على الإنسان وحقيقة ارتباطها بمرض السرطان.
وقد أثبتت التجارب التي أجراها العلماء على بعض الحيوانات عدم وجود أي تأثيرات جانبية لبدائل السكر على صحة الإنسان.
وأكدت الصحيفة أن علاج الأورام السرطانية بفعالية يعتمد أساسا على المرحلة التي بلغها الورم عند اكتشافه، بالإضافة إلى مدى تفاعله مع الأدوية والعلاج الكيميائي. ولذلك، ترتبط نسبة الشفاء من مرض السرطان باستعداد الجهاز المناعي للمريض، وعمره وحالته البدنية.
وأضافت الصحيفة أن هناك أسبابا عديدة يمكن أن تؤدي للإصابة بمرض السرطان، ومن بينها التدخين، وزيادة الوزن، والسمنة، والأمراض الالتهابية المزمنة.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى ضرورة المواظبة على الفحوص الوقائية والتغذية الصحية والنشاط البدني. ولذلك، من المهم جدا الخضوع لفحوصات دورية حتى يتم تشخيص المرض في وقت مبكر ومعالجته على الفور قبل تفشيه في كامل الجسم.