ألغى رئيس الوزراء
المصري شريف إسماعيل، زيارة كانت مقررة، أمس الأحد، إلى مدينة
رشيد الساحلية التي شهدت الأسبوع الماضي غرق مركب يحمل مئات المهاجرين في البحر المتوسط، بعد تلقيه تحذيرات أمنية.
وكان مركب مصري يحمل مئات المهاجرين غير الشرعيين من مصر والسودان والصومال وإريتريا، قد تعرض للغرق الأربعاء الماضي، أمام سواحل مدينة رشيد، وكان على متنه أكثر من 450 شخصا.
"خوفا على سلامتك"
وعلمت "
عربي21" من مصدر مطلع بمجلس الوزراء المصري أن الأجهزة الأمنية حذرت إسماعيل من وجود خطورة على سلامته، بسبب حالة الغضب الشديد التي تسيطر على أهالي ضحايا المركب الغارق جراء التقاعس الشديد من جانب السلطات في انتشال جثث ذويهم، وأنه لا يمكن توقع رد فعلهم.
وأكد المصدر أن رئيس الوزراء استجاب للتحذير الأمني خوفا على حياته، كما أن مستشاريه نصحوه بعدم إحراج النظام أكثر من هذا إذا اعتدى الأهالي بدنيا أو لفظيا عليه أو على أحد أعضاء الوفد الوزاري المرافق له، فاكتفى الرجل بإصدار توجيهات روتينية معتادة عند وقوع كل كارثة.
وكان أهالي ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية قد نظموا مظاهرات احتجاجية يوم السبت الماضي وقطعوا الطريق الدولي الساحلي، احتجاجا على تقاعس السلطات وتجاهلها لمأساتهم وعدم مشاركة القوات البحرية أو قوات الجيش في جهود البحث عن جثث الضحايا، والاعتماد حتى الآن على مراكب الصيادين فقط.
"اقطعوا البث عن الكذابين"
واستمرارا لحالة الغضب بين أقارب الضحايا، قطع عشرات الأهالي الغاضبين البث المباشر عن قناة "سي بي سي" مساء الأحد، أثناء نقل مراسلها على الهواء آخر تطورات الأوضاع بالقرب من موقع غرق مركب رشيد الذي تتم فيه عمليات البحث وانتشال جثث الضحايا.
وكان المراسل يتحدث عن الجهود التي تبذلها الحكومة والقوات المسلحة لانتشال جثث الضحايا وتسخير كل الإمكانيات لمساعدة أهاليهم، وتواجد عربات الإسعاف وقوات الشرطة وحرس الحدود والقوات البحرية في المكان، قبل أن يعترض عليه المواطنون المحيطون ويرددوا عبارة "أنت كاذب".
وحدثت مشادات على الهواء بين فريق القناة والمواطنين الذين طالبوهم بإنهاء البث بسبب كذبهم وتزييفهم للحقائق، ما اضطر القناة إلى إنهاء البث المباشر من الموقع والعودة إلى الأستوديو.
وقال الأهالي إن وزارة الصحة أو الداخلية أو القوات المسلحة لم تقدم لهم أي مساعدة، حتى إن الجثث التي يتم انتشالها من البحر تظل ملقاة لساعات طويلة على الطريق دون أن توفر الحكومة سيارات تنقلها إلى المشرحة، ما اضطر الأهالي إلى تغطية الجثث بقطع الثلج، في مشهد مؤسف شاهده العالم أجمع.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية الأحد، عن ارتفاع عدد الجثث التي تم انتشالها من مياه البحر إلى 169 جثة، بالإضافة إلى نجاة 164 آخرين، فيما بقي عدد غير محدد في عداد المفقودين.
الجيش متقاعس لليوم السادس على التوالي
وتعرض النظام المصري لانتقادات لاذعة بسبب تجاهله للكارثة التي تعد الأسوأ منذ سنوات طويلة، حيث عقد
مجلس الوزراء أول اجتماع لمناقشة الكارثة بعد أربعة أيام من غرق المركب.
وعلى الرغم من مرور ستة أيام كاملة على غرق المركب، فإن القوات البحرية وقوات حرس الحدود ما زالت متقاعسة عن القيام بدور يذكر في انتشال جثث الضحايا من مياه البحر.