يبدو أن قوات النظام السوري بصدد نقل معاركها من جنوب
حلب، بعد سيطرتها مؤخرا على بلدة خان طومان، إلى الجهة الغربية من طريق حلب- دمشق الدولي، وهذا ما سيحتم على الثوار الاستعداد لخوض
معارك قد تكون مفصلية في الصراع مع النظام، للدفاع عن مدن كبيرة مثل تفتناز وسراقب التي باتت مهددة اليوم، كما يرى مراقبون وعسكريون.
وفي هذا السياق، يرى المنسق بين الفصائل في حلب، عبد المنعم زين الدين، أن "المعارضة بحاجة في الفترة المقبلة إلى زيادة في التنسيق بين فصائل حلب وجيش الفتح، وإلى ضخ السلاح النوعي".
ويشير زين الدين، في حديث لـ"
عربي21"، إلى أن الحديث عن التسليح السابق لا يتضمن الحديث عن مضادات طيران امتنعت الأطراف الداعمة للثورة عن تقديمه للمعارضة، لكنه يخص الحديث عن صواريخ قادرة على استهداف طيران الاستطلاع الذي يسهل من استهداف مقرات الثوار.
ويلفت إلى ضعف موقف المعارضة على الأرض التي تحاول تقليص من فجوة توازن القوى. ويضيف: "المعارضة زجت بكامل قوتها، وأي حديث عن بدائل تمتلكها الفصائل هو حديث غير مقبول، بالتأكيد لن يأتي الدعم من السماء، لكن البديل المتاح هو زيادة اللحمة بين هذه الفصائل".
وينوه زين الدين إلى عامل يراه حاسما في سير المعارك على الأرض، يتعلق بالعامل المعنوي، موضحا بالقول: "لقد اعتمدت قوات النظام منذ البداية على التقدم في جغرافيا هشة لتحقيق نصر معنوي، أما حديث النظام الراهن عن توسيع السيطرة إلى غرب طريق حلب- دمشق الدولي، هو حديث إعلامي الغاية منه تحقيق انتصارات معنوية فقط".
وأضاف: "الريف الجنوبي يتشاطر في الوقت الراهن مع جبهة الساحل امتصاص حدة الهجمات الشرسة لقوات النظام على كامل الأراضي في
سوريا".
من جانبه، يرجح قائد لواء صقور الجبل، النقيب حسن حاج علي، أن تكون الغاية من فتح معارك الريف الجنوبي من قبل النظام هي إشغال المعارضة عن معارك أهم كانت المعارضة بصدد تنفيذها في حماة والساحل.
ويقول حاج علي لـ"
عربي21": "إن الانهيار الحاصل في صفوف قوات النظام أرغم قيادة تلك القوات على تأجيل الصراعات الحاسمة في المناطق التي تتمتع بها بحاضنة شعبية، ولذلك تم إعلان (من جانب النظام) هدف الوصول إلى قريتي كفريا والفوعة (الشيعيتين) المحاصرتين في ريف إدلب، لضمان انخراط المليشيات الإيرانية في المعركة بزخم غير مسبوق".
ويتابع قائد اللواء التابع للجيش الحر الذي يمتلك صواريخ مضادة للدروع: "لم تعد كمية السلاح التي تصلنا، بعد التدخل الروسي المباشر الذي رجح الكفة لصالح قوات النظام بشكل جزئي، قادرة على صنع شيء من التوازن، ولذلك يجب على الفصائل أن تبحث عن المشتركات فيما بينها حتى تكون بحجم الدور الذي تفرضه المرحلة".
بدوره، استبعد النقيب عبد السلام أحمد، الناطق الرسمي باسم حركة نور الدين الزنكي، إمكانية امتداد المعارك إلى الجهة الغربية من طريق دمشق - حلب الدولي، والذي يمر بريف إدلب وحماة وحمص، مشيرا خلال حديثه لـ"
عربي21" إلى أن "النظام أضعف من أن يكون قادرا على التقدم بعد تدارك قوات المعارضة للثغرات السابقة التي ظهرت في صفوفها".
ولفت النقيب أحمد إلى توقف الدعم عن غالبية الفصائل التي تشارك في معارك الريف الجنوبي في حلب، وقال: "لا ننكر أن للسلاح النوعي دور كبير في حسم المعركة، بالمقابل لا يملك النظام إلا الطيران الروسي كورقة رابحة لتحقيق المزيد من الانتصارات".