وجه مجند سابق في الجيش
المصري استغاثة إلى رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي عبر صحيفة يومية داعمة للإنقلاب، يطالبه فيها بعدم افتتاح "
قناة السويس الجديدة"، التي يحل موعدها الخميس، إلا بعد الثأر له من أمين شرطة، تعرض لظلمه.
وتسبب نشر الاستغاثة على صحيفة "الوطن" في إقالة رئيس التحرير من منصبه بعد بيومين فقط، من نشر رسالته، على خلفية خلافات حول سقف تناول الصحيفة للموضوعات المختلفة، لا سيما ما يتعلق منها بالسيسي والجيش، مع رئيس مجلس إدارتها، رجل الأعمال المحسوب على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، "محمد الأمين".
ونشر "معتمد أحمد عبد الله" "استغاثة يرافقها عتاب"، كما سماها، في إعلان بالصفحة الثالثة من جريدة الوطن، "إلي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية" خاطبه فيها بأنه يستغيث به ويستصرخه كابن من أبناء القوات المسلحة السابقين، الذي شرف فيها بالخدمة تحت قيادته، وما أخرجني منها إلا الإصابة بتاريخ 1-7-2014، وحرمتني شرف استكمال حياتي بالقوات المسلحة، وأستغيث بكم أيضا كشاب من الشباب الذين تحدثت عنهم كثيرا بأنك سند لهم".
وأضاف المواطن: "كل ما أطلبه ليس إلا الحق والعدل في التحقيق بالمحضر رقم 2568 لسنة 2015 إداري قسم إمبابة، المحرر مني ضد ضابط قسم إمبابة بالتزوير الواضح دون لبس أو سب أو إهانة المؤسسة التي شرفت بالانتماء إليها، وذلك كله تنكيلا بي لصالح أمين شرطة بالقسم بيني وبينه خلافات مالية".
ووبخ المواطن السيسي بقوله: "لو كنت ذا قوة أو خلفي نقابة أو كيان يدافع عني لأتيت لي بحقي في لمح البصر.. فهل سابق خدمتي بالقوات المسلحة لا يستحق أن تأمر برد حقي، ومعاقبة المخطئ؟".
وتابع مخاطبا السيسي: "سيادة الرئيس.. أستحلفك بالله ألا تفتتح قناة السويس الجديدة قبل أن تساعدني في رفع الظلم عني".
وزاد المواطن السيسي توبيخا فقال: "سيادة الرئيس.. لقد أنعم الله عليك، ولم تذق طعم الظلم من إنسان أنعم الله عليه بالسلطة، فاستغلها في ظلم إنسان لإرضاء آخر"، على حد قوله.
واستمر معتمد أحمد قائلا: "سيادة الرئيس.. أرجو من الله أن تهتم بابن القوات المسلحة كما كان اهتمامك بلاعب كرة من أبناء دولة شقيقة" (يقصد لاعب نادي ليوبار الكونغولي "رودي نداي"، الذي أصيب فى مباراة الفريق الأخيرة بالكونفدرالية أمام الزمالك بالقاهرة، وقررت القوات المسلحة علاجه على نفقتها).
وناشد المواطن مديرة المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية رشا علام "إطلاع فخامة الرئيس على استغاثتي الأولى والثانية".
وأشار إلى أنه نشر استغاثة سابقة "كمواطن مصري بتاريخ 23-6-2015 بجريدة "الوطن"، ولم تغثني"، مخاطبا الإعلاميين الموالين للسيسي، وهم: مجدي الجلاد، وخالد صلاح، وخيري رمضان، ويوسف الحسيني، متسائلا: "هل من بينكم من يتبنى قضية مواطن شاب يريد الحصول على حقه؟".
ولم ينس "معتمد" أن يوجه استغاثته أيضا، بخلاف السيسي، إلى كل من: النائب العام، ووزير الداخلية.
وبالرغم من أن هذه الاستغاثة قد نشرتها صحيفة "الوطن" السبت الماضي، إلا أنه لم يصدر أي رد فعل على مظلمته، سواء من قبل رئاسة الجمهورية، أو استضافه أي من هؤلاء الإعلاميين، ممن يعتبرون أذرعا إعلامية للسيسي، له في برامجهم، خوفا من غضب الجيش.
ورأى مراقبون أن الرسالة تبرز دلالة واضحة على مدى شيوع الظلم في عهد السيسي، حتى بات "مجند جيش" لا يستطيع الحصول على حقه من "أمين شرطة"، إلا بعد الاستغاثة بالسيسي شخصيا، كما يدل على مدى الجبروت الذي يتمتع به العاملون بجهاز
الشرطة، ومداراة بعضهم على أخطاء بعض.