تسود حالة من الحذر والترقب
مخيم عين الحلوة للاجئين
الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي
لبنان في أعقاب اغتيال القيادي العسكري بحركة فتح العقيد طلال البلاونة المعروف في الأوساط الفلسطينية في لبنان بـ"طلال الأردني".
ولوحظت الأحد حركة خفيفة للأهالي في شوارع المخيم، فيما فتح عدد قليل من المحال أبوابه خشية حدوث أي تطور أو اشتباكات.
وكان مجهولون أطلقوا النار السبت على الأردني ومرافقيه من مسافة قريبة في المخيم ما أسفر عن مقتله وأحد مرافقيه وإصابة آخر، ووجه مقربون منه أصابع الإتهام إلى عناصر إسلامية متشددة، لا سيما بعد انتشار تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر صورة للبلاونة مع خلفية أنشودة يرددها أنصار تنظيم الدولة الإسلامية.
وفيما مر اليوم الأول بعد اغتيال الأردني دون أي توترات أمنية تتجه الأنظار إلى حدثان مهمان، سيتحدد على أساسهما إلى أين ستتجه الأمور في المخيم، الإثنين، حيث ستعقد اللجنة الأمنية العليا المنبثقة عن الفصائل والقوى الفلسطينية اجتماعا لبحث تداعيات الحادث، حيث قال قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيمات لبنان اللواء منير المقدح لفضائية فلسطين اليوم التي تبث من بيروت إن الاجتماع سيكشف عن أسماء مرتكبي عملية الاغتيال.
وقررت قيادتا
حركة فتح والأمن الوطني الفلسطيني تشييع العقيد الأردني عصر الإثنين وسط مخاوف من أن يتبع عملية التشييع توتر أمني، وقالت مصادر فلسطينية في المخيم لـ"
عربي21" إن مساع تبذل لتجنيب المخيم ذلك، في حين تم تشييع مرافقه في المخيم بمشاركة ممثلي الفصائل دون أي توترات.
ويعرف طلال الأردني بأنه مقرب من القيادي المفصول من حركة فتح محمد
دحلان، ويسمى بالأردني لأنه يحمل الجنسية الأردنية إلا أنه متواجد في لبنان منذ بدايات وجود الثورة الفلسطينية في لبنان، ويصنف الرجل الثاني من العناصر المحسوبة على دحلان بعد العميد محمود عيسى المعروف باللينو.
اتصالات وتهديدات
وفيما صدر تعميم من حركة فتح لعناصرها بعدم إطلاق النار تحت طائلة المسؤولية، وصل "
عربي21" بيان صادر عما يعرف بـ"التيار الإصلاحي في حركة فتح" ينعي "العقيد البطل طلال الأردني الذي استشهد على يد الغادرين العابثين بأمن مخيماتنا الذين ينفذون أجندات خارجية للقضاء على الشاهد الوحيد على قضيتنا الفلسطينية".
وأشار البيان إلى "أننا نؤكد دائما وما زلنا حرصنا الدائم على أمن مخيماتنا وأبناء شعبنا، وما زالت هذه الأيادي الخبيثة تطلق رصاصها اتجاه فتيل يشعل القنبلة الموقوته في مخيم عين الحلوة"، مؤكدا في الوقت ذاته "أن دماء الرجال الشرفاء في حركة فتح لن تذهب هدرا".
حزب الله واللينو
إلى ذلك قال مسؤول سياسي فلسطيني في لبنان لـ"
عربي21" إن اتصالات تجري بين الفصائل الفلسطينية وعلى أعلى المستويات بمنع انزلاق المخيم لتوتر جديد، لا سيما وأن أجواء المخيم متوترة في الأونة الأخيرة بعد سلسلة أحداث أمنية.
ولفت المسؤول الفلسطيني، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن حادث الاغتيال يأتي بعد يومين من حديث العميد اللينو عما أسماه "محاربة التكفيرييين في المخيم"، حيث يعتقد، والحديث للمسؤول الفلسطيني،أن ذلك يأتي بدعم من حزب الله لمصلحته في قتال ما يعرف بمجموعة الشباب المسلم التي تضم عناصر إسلامية تعارض حزب الله وتدخله في سوريا، ووجهت لهم اتهامات في وقت سابق بتصفية أحد عناصر الحزب بعد استدراجه إلى داخل المخيم، إضافة إلى تصفية آخرين مقربين من الحزب بينهم فلسطينيون.
وكان العميد اللينو وصل بيروت السبت الماضي قادما من الخارج للمشاركة في تشييع الأردني، وسط أنباء تتحدث عن رفضه أي تهدئة وإصراره على تسليم المتورطين في عملية الاغتيال، حيث وجه مقربون من اللينو أصابع الإتهام مباشرة للقيادي في تجمع الشباب المسلم بلال بدر والذي يتزعم مجموعة مسلحة توجه لها اتهامات بالمسؤولية عن سلسلة اغتيالات.