نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرا لدينس حسنزادة أجيري، حول محاولات الحكومة
الصينية تضييق الخناق على التعبير الديني. وقد منعت الصين الصيام خلال شهر
رمضان في منطقة
شينجيانج ذات الأغلبية المسلمة.
ويشير التقرير إلى أن الصين منعت الموظفين الحكوميين والطلاب والأساتذة في الإقليم الغربي من الصيام خلال شهر رمضان، وأمرت المطاعم أن تبقى مفتوحة، بحسب تقرير للوكالة الفرنسية الخميس.
وتورد الصحيفة تعليقا تم وضعه على موقع إدارة الأغذية والأدوية جنغي يقول: "ستعمل الأماكن التي تقدم الطعام في الأوقات العادية خلال شهر رمضان".
ويلفت التقرير إلى أن المسلمين قد احتفلوا في أنحاء العالم ببداية شهر رمضان يوم الخميس، الذي يفرض فيه عليهم الصيام من الفجر وحتى المغرب، ولكن الحزب الشيوعي الحاكم في الصين يحاول حظر هذه الفريضة في منطقة شينجيانج.
وذكرت الفرنسية في تقريرها أن التعليمات الصادرة للمسؤولين في مقاطعة بول هي ألا "يشاركوا في الصيام أو القيام أو أي أنشطة دينية".
وتبين الصحيفة أن مؤتمر اليوغور العالمي دعا الصين الخميس الماضي إلى رفع الحظر، وقال البيان إن مثل هذا الحظر "يعمق الانقسام ويزيد من الاستياء من الدولة"
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن هناك ما يقدر بـ 12 مليون يوغوري مسلم في إقليم شينجيانج، وهم من السنة ويتكلمون لغة من أصول تركية، ويعدون أنفسهم قريبين من شعوب وسط آسيا من ناحية عرقية وثقافية. ويجاور الإقليم منغوليا وروسيا وكازاخستان وطاجيكستان وأفغانستان وباكستان والهند.
وتورد الصحيفة أن الغالبية العظمى لسكان إقليم شينجيانج هم من اليوغور، ولكن التطوير جذب سكانا آخرين. ففي عام 1949، عندما تمت إقامة جمهورية الصين الشعبية، وأصبح الإقليم رسميا تابعا للصين، كانت نسبة الـ "هان"، وهي أكبر الفئات العرقية في الصين، في إقليم شينجيانج 6.7%، ومع حلول عام 2000، ارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 40%، بحسب إحصائية عام 2000، بينما يشكل اليوغور45%.
ويذكر التقرير أن تدفق الـ "هان" قد خلق توترا؛ بسبب الوظائف، حيث تذهب معظم الوظائف الجيدة للـ "هان"، وتبقى الأعمال اليدوية الصعبة لليوغور، الذين يناضلون من أجل فرص عمل أفضل.
وتوضح الصحيفة أن التغيير الديمغرافي والقمع الحكومي قد تسبب بموجات من العنف في المنطقة لأكثر من عقدين. ففي عام 2009، قتل أكثر من 200 شخص خلال مظاهرات في المنطقة، وفي ربيع عام 2014 قتل أكثر من 60 شخصا في سلسلة من الهجمات.
وينوه التقرير إلى أن بيجنغ قامت منذ ذلك الحين بتقييد الممارسات الإسلامية، وكانت العام الماضي قد منعت الطلاب والموظفين الحكوميين من الصيام خلال شهر رمضان.
وتختم "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرها بالإشارة إلى أن محققا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قد أبدى قلقه في أيار/ مايو حول القيود التي تفرضها الصين على الإسلام، وقال إن هذه السياسات هي التي تسببت بالعنف في إقليم شينجيانج.