هل بالغ رئيس الوزراء
الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في تصرفاته للوصول إلى مقدمة التظاهرة ضد الإرهاب في باريس؟ فمشهده وهو يزاحم كبار القادة أضحك أو أحرج الإسرائيليين الذين يعترفون مع ذلك بأن سلوكه يعبر عن إحدى خصائصهم.
وفي المشاهد المتتالية، علقت في الأذهان صور قادة العالم أجمع يسيرون في مقدمة التظاهرة، وفي الصف الأمامي
نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على بعد أمتار من بعضهما البعض إلى جانبي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
وتصرف نتنياهو أوحى لشبان من لائحة العماليين - الحركة، وهم خصومه في الانتخابات التشريعية المرتقبة في آذار/ مارس المقبل، بابتكار
لعبة إلكترونية حول هذا الموضوع تحمل اسم "اضغط على البيبي".
واللعبة مفادها مساعدة نتنياهو على الوصول إلى الموكب والوقوف في الصف الأمامي، حيث كان يسير هولاند وكيتا وعباس وكذلك المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.
وعند انتهاء اللعبة الإسرائيلية تظهر الرسالة القائلة "حين يفوز بيبي، كل الناس يخسرون. نحن بحاجة لقيادة جديدة تدفع إسرائيل إلى الصف الأمامي، لكن بدون مزاحمة".
وسلوك نتنياهو لم يكن الأمر المستغرب الوحيد بخصوص هذه التظاهرة في إسرائيل. فمن جهتها عمدت صحيفة "هاميفاسر" الإسرائيلية المتشددة جدا الملتزمة بموقفها من عدم نشر صور نساء، نشرت صورا لمسيرة باريس خالية من ميركل ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أو رئيسة بلدية باريس آن ايدالغو.
وحرص نتنياهو على عدم إظهار عباس في الصورة التي نشرها على صفحته في "فيسبوك".
لكن مشاهد أخرى أقل رسمية، علقت في الأذهان أيضا، فعند بدء التظاهرة، بادر نتنياهو الذي كان في الصف الثاني إلى الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا الواقف أمامه وصافحه بحرارة، وبلمح البصر أصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي في الصف الأول.
ولفت مراقبون إلى أن إسرائيل ومالي لا تقيمان علاقات دبلوماسية.
والإسرائيليون وجدوا في ذلك مادة للضحك أو الاستغراب أو النميمة، حول لغة جسد رئيس وزرائهم في باريس.
أما الصحف المعارضة لنتانياهو مثل "هآرتس"، فاغتنمت هذه الفرصة لتوجيه انتقادات لاذعة له، لكن في الوقت ذاته كتب المحلل الرئيسي في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، بسخرية، أن نتانياهو تصرف بشكل نمطي كأي إسرائيلي.
وكتب فيرتر: "تجاوُزُ الصفِّ والتدافعُ للصعود إلى حافلة والمزاحمة للوقوف في الصف الأمامي هو تصرف نمطي إسرائيلي يشبهنا، ويشبه اللجنة المركزية لليكود (حزب نتنياهو) إلى حد أنني أرغب في الهتاف: أنا بيبي!".
وإحدى الصفات التي يتمسك بها الإسرائيليون هي عدم الحرص على احترام دور الآخرين في المحلات أو على الطرقات.
ومن الصور الأخرى لنتنياهو تلك التي تظهره منتظرا مع آخرين حافلة لتقلهم إلى مكان انطلاق التظاهرة، وبدت عليه علامات القلق والتوتر.