بعد عقود من ممارسة طقوس "كولوا كوفا"، استبدل سكان المناطق الريفية أخيرا في منطقة "شاير" السفلى (جنوبا) مزيج
الأعشاب بطقوس
التطهير الجنسي.
وتقتضي طقوس "كولوا كوفا" أو الجنازة التقليدية في المنطقة أن يمارس أحد الرجال الجنس مع الأرملة من أجل تهدئة الروح الشريرة للمتوفى.
ويعتقد سكان مقاطعتي "شاير" السفلى أن روح الرجل الميت الشريرة يمكن أن تصيب الثكلى بأمراض فتاكة، إذا لم يتم تنفيذ الطقوس.
في البداية، يتم استئجار رجل، أو يتواجد في كل قرية "مطهر" محترف يأتي لتنفيذ المهمة، إذا امتنع أفراد الأسرة - وبخاصة إخوة المتوفى - عن أداء الشعيرة.
وتتراوح رسوم التطهير ما بين ألفين وثمانية آلاف كواتشا
مالاوية (ما بين 4 دولارات و16 دولارا أمريكيا)، تبعا لطبيعة الموت وقدرة الأسرة على التفاوض.
غير أنه في عصر فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، غالبا ما ينظر إلى المجتمعات التي تحافظ على هذه الممارسات الثقافية باسم طرد النذر السيئة للوفاة وسوء الحظ، على أنها بدائية، ولكن هذا الوضع قد تغير في الآونة الأخيرة.
وفي نهاية المطاف، فقد تم الاستغناء عن طقوس "التطهير الجنسي" لصالح تقليد آخر، هو شرب خليط عشبي كلما توفي أحد أفراد الأسرة.
وقال "نغابو"، القائد القبلي البارز في منطقة "تشيكواوا": "لم نعد نشجعهم على ممارسة الجنس لطرد الأرواح الشريرة".
وأوضح أنه "يطلب من الأرملة، أن تشرب الشراب المخمر، أثناء فترة الحداد على الزوج (الراحل)"، وكذلك الحال في حالة الرجل الأرمل.
وامتنع "نغابو"، عن كشف أنواع الأعشاب التي تستخدم في الخليط، والتي يتم إعدادها من قبل الطبيب القبلي أو شيخ القبيلة الذي يعرف المكونات المطلوبة. وأشار إلى أن الخليط يستخدم أيضا لتطهير المنزل لمنع وفيات إضافية في صفوف الأسرة.
ونوه "نغابو"، إلى أن شيوخ القبائل استجابوا لحملات التوعية المختلفة ضد طقوس "كولوا كوفا"، التي يلقي بعض النشطاء باللائمة عليها في انتشار فيروس الإيدز.
وبدوره قال "تشامبوكو"، وهو عمدة إحدى القرى في مقاطعة نسانغي، لوكالة الأناضول: "نتفق مع الحكومة في أن هذا التقليد يساعد على انتشار المرض القاتل (الإيدز)، ولهذا السبب أوقفنا التقليد في شاير السفلى".
وأشار إلى أنه كان يتحقق من أن رعاياه يشربون خليط الأعشاب، وأنه لا تطهير جنسيا يحدث في قريته.
وأضاف "تشامبوكو": "أنا أعاقب وأطرد أولئك الذين لا يزالون يرغبون في ممارسة التقليد الضار".
من جهته، أشاد "سفاري مبيوي"، المدير التنفيذي لـ"شبكة مالاوي للأشخاص الذين يعيشون مع الإيدز" (غير حكومية)، بجهود زعماء القبائل المحليين لإيجاد بديل لهذه الممارسة الجنسية الضارة.
وقال "مبيوي": "على الرغم من أنه من الصعب إقناع السكان المحليين بالتخلي عن تقاليدهم -التي ينظر إليها على أنها ضارة- فإني يجب أن أثني على الناس في المنطقة للتوصل إلى حل دائم لمثل هذا التقليد".
غير أن "مبيوي"، رغم ذلك، وصف المزيج العشبي بأن فيه خطرا محتملا على صحة أولئك الذين يشربونه.
ومضى قائلا: "يجب اختبار العلاج بالأعشاب من قبل مسؤولي الصحة. لست متأكدا مما إذا كان (المزيج) آمنا، وفي الوقت الراهن نحن سعداء فقط بأنه قد تم التخلي عن التقليد (كولوا كوفا)".