شهدت أسواق الأسهم في منطقة
الخليج مزيدا من الهبوط الأحد، حيث أذكى
تراجع أسعار
النفط لأدنى مستوى في خمس سنوات موجة بيع جديدة. وتبددت بذلك المكاسب التي حققتها أسواق الأسهم الخليجية منذ بداية العام باستثناء بورصتي قطر والبحرين.
وانخفض خام برنت بنحو ثلاثة بالمئة، ليغلق دون 62 دولارا للبرميل الجمعة، بعدما خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب في 2015.
ويخشى المستثمرون على نحو خاص من أن تعمد حكومات المنطقة إلى خفض الإنفاق مع هبوط إيرادات تصدير النفط، وهو ما سيضرّ بالنمو الاقتصادي في القطاعات غير النفطية.
وباستثناء سلطنة عمان والبحرين، حيث تعد الأوضاع المالية العامة ضعيفة نسبيا، يستبعد المحللون ومديرو صناديق تَحقُّق مثل هذا التصور. وعلى سبيل المثال توقعت وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية الأحد أن ينمو اقتصاد قطر 7.7 بالمئة العام القادم مدعوما بنمو حكومي قوي، وأن يتحقق فائض مالي كبير.
لكن معنويات المستثمرين لم تسمح لهم بالنظر لمثل تلك التوقعات الإيجابية وتراجع مؤشر بورصة الدوحة 5.9 بالمئة.
والنفط ليس العامل الوحيد وراء الهبوط الذي محا ما يزيد على 150 مليار دولار من قيمة أسواق الأسهم الخليجية منذ نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، فقام المستثمرون الأفراد الذين يهيمنون على البورصات الخليجية بعمليات بيع محمومة لتقليص الخسائر، بينما اضطر بعضهم للبيع لأنهم اشتروا الأسهم بأموال مقترضة.
وهوى مؤشر
سوق دبي 7.6 بالمئة إلى 3321 نقطة مسجلا أكبر خسارة يومية في ست سنوات، ومبددا جميع المكاسب التي حققها منذ بداية العام. وفي ذروة أيار/ مايو كان المؤشر مرتفعا 59.5 بالمئة.
وانخفض سهما إعمار العقارية وأرابتك القابضة للبناء اللذان هيمنا على أحجام التعاملات ثمانية بالمئة و9.7 بالمئة على الترتيب، وهبط سهما بنك دبي الإسلامي والاتحاد العقارية بالحد الأقصى اليومي عشرة بالمئة لكل منهما.
وقال سانيالاك مانيباندو مدير البحوث لدى أبوظبي الوطني للأوراق المالية "إنها المعنويات وليست العوامل الأساسية .. إنه نفس ما كان الناس يقومون به على مدى الأسابيع القليلة الماضية."
لكنه أضاف "هذه ليست 2008-2009" مشيرا إلى الأزمة المالية العالمية التي أدت لانهيار الأسهم الخليجية. فاقتصادات العديد من الدول المصدرة للنفط أقوى هذه المرة، وليس هناك انهيار في أسواق العقارات، والأنظمة المصرفية متينة، وعملات الخليج المربوط سعر صرفها بالدولار لا تواجه تهديدا.
وتعاني سوق دبي على وجه الخصوص من التقلبات؛ لأن بعض المستثمرين يمولون مشترياتهم من خلال قروض بنكية، إضافة إلى أن مستثمري منطقة الخليج يتعاملون مع دبي كنافذة لتحقيق الأرباح السريعة.
وتلقت بورصات أخرى في المنطقة ضربات هي الأخرى اليوم؛ فقد هبط المؤشر العام لسوق أبوظبي 3.6 بالمئة، مبددا أيضا المكاسب التي حققها منذ بداية العام. وقالت السوق بعد إغلاق الجلسة إنها ستعلق التداول لخمس دقائق للأسهم التي تتراجع خمسة بالمئة، لتصبح أول سوق أسهم في المنطقة تتخذ مثل هذا الإجراء، في رد فعل على الهبوط الحاد.
لكن متعاملين كثيرين يبدون شكوكا في جدوى تلك الخطوة.
وقال تيمور الدريني مدير المبيعات الإقليمية والتداول لدى نعيم للسمسرة في القاهرة: "من المفترض أن تكون السوق حرة .. مثل تلك القيود لا تمنح المستثمرين الثقة. إذا كانت الأسهم ستتراجع فلا مناص من ذلك".
السعودية ومصر
وانخفض المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 3.3 بالمئة إلى 8119 نقطة، مسجلا أدنى مستوياته في 13 شهرا.
وهوى سهم شركة التعدين العربية السعودية (معادن) 9.7 بالمئة، بعدما قالت البورصة إنها أودعت أسهما من إصدار حقوق بقيمة 5.6 مليار ريـال (1.5 مليار دولار) في حسابات بعض المستثمرين. وفي ظل الأجواء الحالية فإن المستثمرين سيميلون إلى بيع بعضها.
وهبط مؤشر سوق الكويت 2.9 بالمئة، بينما تراجع مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية 3.2 بالمئة. وانخفض سهم فيفا الكويت للاتصالات - الذي أدرج اليوم بعد ما يزيد على ست سنوات من الطرح العام الأولي - بنسبة 7.1 بالمئة.
وأصبحت بورصتا قطر والبحرين الآن الوحيدتين في منطقة الخليج اللتين حققتا مكاسب منذ بداية العام بصعودهما 7.1 و10.7 بالمئة على الترتيب. لكن صمود البحرين قد يرجع ببساطة إلى مستوى السيولة المتدني الذي يحد من فرص البيع.
كانت وكالة ستاندرد اند بورز للتصنيفات الائتمانية خفضت الجمعة نظرتها المستقبلية للتصنيف السيادي للبحرين البالغ BBB إلى سلبية من مستقرة.
واستسلمت بورصة مصر للاتجاه النزولي اليوم، وهوت 5.2 بالمئة، في أسوأ انخفاض ليوم واحد على مدى عامين.
وقال مدير المبيعات الدولية لدى فاروس محمد رضوان، لتداول الأوراق المالية في القاهرة: "بدأنا الأسبوع على وقع تراجع الأسواق العالمية، واستمرار الانخفاض في المنطقة، فسرنا على نفس المنوال".
وقد تستفيد مصر المستوردة للنفط من انخفاض أسعار الطاقة، لكن دول الخليج مانح رئيسي لحكومة القاهرة، ومصدر مهم للاستثمار. ويخشى المستثمرون من أن تتقلص تلك التدفقات إذا تراجعت إيرادات دول الخليج من تصدير الخام.
وفيما يلي مستويات إغلاق المؤشرات في أسواق المنطقة اليوم:
دبي.. تراجع المؤشر 7.6 بالمئة إلى 3321 نقطة.
أبوظبي.. تراجع المؤشر 3.6 بالمئة إلى 4210 نقاط.
السعودية.. تراجع المؤشر 3.3 بالمئة إلى 8119 نقطة.
مصر.. تراجع المؤشر 5.2 بالمئة إلى 8716 نقطة.
قطر.. تراجع المؤشر 5.9 بالمئة إلى 11114 نقطة.
سلطنة عمان.. تراجع المؤشر 3.2 بالمئة إلى 5624 نقطة.
الكويت.. تراجع المؤشر 2.9 بالمئة إلى 6275 نقطة.
البحرين.. تراجع المؤشر 0.6 بالمئة إلى 1382 نقطة.