هاجم مدير عام قناة العربية ورئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سابقا عبد الرحمن الراشد وزارة الصحة
السعودية على إثر تصاعد الإصابات بفيروس
كورونا، مطالبا إياها بترميم العلاقة والسمعة والمصداقية، ومصارحة المواطنين بالحقائق للحد من انتشار الشائعات.
وتعد مهاجمة وزير سعودي بهذا الشكل أمرا نادرا في السعودية.
وقال الراشد إنّ مشكلة وزارة الصحة ليست تطويق الوباء بعلاجه والوقاية منه، بل أيضا بل منع الانهيار النفسي عند الناس، وتوجيه الرأي للتعامل بشكل صحيح مع الوباء وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط.
وأضاف الراشد عندما تظهر بوادر وباء، من حق الناس أن تعرف ما يحدث بشفافية كاملة، فالمسألة حياة أو موت، لا تفيد فيها التطمينات، ولا التسويف، وبالتأكيد يكون التجاهل أسوأ أسلوب لأنه يثير الشائعات، وينشر الخوف، ومن ثمّ الغضب على حدّ تعبيره.
خبير صحي يحذر
من جهته حذّر خبير الأمراض الجرثومية والميكروبات والأوبئة الأردني الدكتور عبد الحميد القضاة من خطورة فيروس كورونا؛ خاصة أنّه لا زال فيروسا غامضًا لا يعلم حقيقة الأسباب المؤدية له ولا طريقة انتقاله، مطالبا بتظافر الجهود الدولية للوقوف على حقيقة هذا الفيروس ومكافحته لمنع وصوله إلى حالة الوباء.
وقال القضاة في حديثه لـ "عربي21" إن كورونا يشبه الفيروسات المسببة للانفلونزا، ويصيب الجهاز التنفسي، ويتسبب بفشل كلوي لكبار السن الذين يعانون من ضعف في أجهزة مناعتهم.
وأضاف أن القراءة المسحية للوفيات والإصابات التي ظهرت في دول خليجية وغربية تشير إلى أنّ المرض ينتشر عبر الرذاذ الناتج عن السعال والعطاس والإفرازات الناتجة عن الجهاز التنفسي.
وشدد القضاة على أنّ عدد
الوفيات حتى الآن مقلق، وهذا ما يستدعي إطلاق صافرة الخطر، للحد من أضرار هذا الفيروس، عن طريق الأبحاث العلمية الجادة للوصول إلى أمصال ومضادات حيوية، ونشر ثقافة النظافة العامة وخاصة تعاليم الإسلام المتعلقة بالوضوء والطهارة، وأشار إلى أهميّة الابتعاد عن التجمعات الكبيرة لغير الضرورة خاصة لكبار السن والمرضى ومن يصابون بضعف جهاز المناعة.
ودعا القضاة المسلمين إلى عدم الخوف من الذهاب إلى العمرة أو الحج؛ لأنّ من ينوي الذهاب لزيارة مكة والمدنية يحمل عزيمة قوية ويحافظ دائما على طهارته بالوضوء والاغتسال.
وأكد على أهميّة مراجعة الأطباء المختصين في حالة الشعور بأي عرض من أعراض المرض، ونوّه إلى أن فيروس كورونا يجب معاملته كأي فيروس، دون نشر الشائعات والهلع والخوف بين الناس، فالذين يموتون بفيروسات الرشح العادية أكثر من الذين يموتون بكورونا وفقاً للقضاة.
إقالة وزير الصحة السعودي
وأصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز أمرا الاثنين بإقالة وزير الصحة عبدالله الربيعة من منصبه في الوقت الذي تتكاثر فيه الإصابات بفيروس كورونا في المملكة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن العاهل السعودي أصدر أمرا ملكيا "أعفى عبد العزيز الربيعة وزير الصحة من منصبه وعينه مستشارا بالديوان الملكي برتبة وزير".
وتم تكليف وزير العمل عادل الفقيه بالقيام بعمل وزير الصحة بالإضافة إلى عمله.
وكان وزير الصحة عقد مؤتمرا صحفيا أكد فيه أن انتشار الفيروس في المملكة لم يصل إلى مستوى الوباء.
وفي الإجمال تم حتى الأن إحصاء 244 إصابة بهذا الفيروس في المملكة السعودية توفي منهم 76 حسب وزارة الصحة.
السعودية تستنجد بالشركات العالمية
وفي ذات السياق أفصح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة خالد مرغلاني عن قرب وصول إحدى الشركات العالمية المتخصصة إلى السعودية، وذلك لمناقشة تصنيع لقاح مضاد لفيروس كورونا ودعم الجهود القائمة حالياً، مؤكداً وجود أبحاث مستمرة لإيجاد علاج ناجع لهذا الفيروس.
وأوضح أنه سيتم تكثيف الاجتماعات وبشكل يومي مطلع الأسبوع الحالي لأعضاء اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية واللجنة العلمية لمكافحة العدوى لمناقشة مستجدات وضع فيروس كورونا ميرس، ومراجعة نتائج فحص جينات الفيروس التي سبق أن أرسلت لمختبرات خارج المملكة لتحليلها ومقارنتها بما تم عزله من قبل.
كورونا يرعب جماهير كرة القدم
وفي سياق متصل اضطرت جماهير الأهلي والاتحاد، التي حضرت لقاء الديربي الأحد، ضمن ذهاب دور الأربعة من كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، إلى لبس الكمامات الطبية خوفا من مرض كورونا، بعد تناقل عديد من الرسائل حول أن المرض ينتقل عن طريق التنفس ويصيب الجهاز التنفسي.
وزارة الصحة تحذر
وحذرت وزارة الصحة السعودية عبر نشرات توضيحية وتعريفية المواطنين من مخاطر كورونا، مؤكدة أنّ المصاب بهذا الفيروس لا يمكن بطبيعية الحال، أن يعرف أنه مصاب بهذا المرض تحديدًا إلا بعد تشخيصه في المنشآت الصحية. كما لا يوجد علاج نوعي لهذا المرض حتى الآن.
وأكدت وزارة الصحة أنه يجب التعامل مع المرض مثل أي مرض تنفسي معدٍ آخر كالأنفلونزا؛ حيث يجب على المريض اتباع الإرشادات التالية: تناول الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنات، الإكثار من السوائل وأخذ قسط كافٍ من الراحة والحفاظ على تناول الغذاء الصحي.
كذلك اتباع الإرشادات المتعلقة بالحد من انتقال العدوى التي من أهمها؛ استعمال المناديل عند العطس والسعال والتخلص من البلغم والتخلص منها بطريقة آمنة وفي سلة المهملات، و غسل الأيدي بصفة دورية، وعدم مشاركة الآخرين في الأدوات الشخصية كالمناشف أو الأكواب والملاعق وغيرها. والحد من الخروج خارج المنزل إلا للضرورة. ونبهت إلى أنّه في حال الضرورة أو اشتداد أعراض المرض، يجب زيارة المنشأة الصحية مباشرة.
ونصحت كبار السن والعاملين الصحيين والمخالطين للإبل والمصابين بالأمراض المزمنة أو الأمراض التي تؤثر في جهاز المناعة بمراجعة المنشأة الصحية عند الشعور بأعراض المرض.
من الجدير بالذكر أن فيروس (كورونا) تشكل فصيلاً كبيرًا يشمل فيروسات يمكن أن تسبب نزلات البرد، وفي بعض الحالات يمكن أن تسبب متلازمة العدوى التنفسية الحادة (سارس). ومعظم حالات الإصابة بهذا الفيروس بسيطة، ومن أبرز أعراضه: ارتفاع درجة الحرارة، آلام في الجسم، احتقان بالحلق، ورشح وسعال؛ حيث تستمر هذه الأعراض لمدة أيام ثم تختفي، إلا أن فيروس (كورونا) الذي ظهر مؤخرًا هو فيروس جديد لا يُعرف حتى الآن الكثير عن خصائصه وطرق انتقاله، وتعكف الوزارة مع منظمة الصحة العالمية والخبراء الدوليين على معرفة المزيد من المعلومات حوله وفقا لوزارة الصحة السعودية.