مع انتهاء موسم بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد التي شهدت تتويج الألماني سيباستيان
فيتل باللقب للمرة الرابعة على التوالي، سلطت الأضواء على جوانب في شخصيته تتسم بقدر كبير من التواضع والبساطة، منذ أن دخل المعترك قبل 7 مواسم.
فإلى مزايا "تحطيم الأرقام القياسية" التي امتهنها السائق البطل، ومنها أصغر متوج باللقب الغالي، واحتفاظه به هذا الموسم وهو في سن الـ26، وحصده الفوز الـ39 في مسيرته الاحترافية والـ13 هذا الموسم (معادلا رقم مواطنه مايكل شوماخر) والتاسع على التوالي، يبدو الشاب الأشقر نسيج نفسه مهما كدس من ألقاب.
لم تبهر الانجازات فيتل، فهو الوحيد بين كبار
سباقات الفورمولا الذي لا يسافر على متن طائرة خاصة، أو يملك يختا فاخرا وفيلا فخمة.
كما أنه الوحيد بين أبطال العالم الذين لا يزالون في المنافسة (البريطانيان لويس هاميلتون وجنسون باتون، الفنلندي كيمي رايكونن، والاسباني فرناندو الونسو) لا يعير الوشم على جسده اهتماما، علما أن مطّلعين على سلوكيات الأبطال والمشاهير يعتبرون هذه العادة من باب "التظاهر والتميز وحب الذات".
في المقابل، يستمتع فيتل بركوب دراجة هوائية في تنقلاته ونزهاته الريفية، وفي المدن الكبرى مثل طوكيو وبرلين المفضلتين لديه.
كما يسعد بركوب المترو أو القطار.
وفي المطارات ينتظر دوره بهدوء لانجاز معاملاته.
ولعل أكثر ما يعكس تواضعه الكبير، "طرفة" يرويها سائق رئاسي في ألمانيا، في يوم 12 شباط/ فبراير 2012 كان فيتل على موعد مع حفلة تكريم دعا إليها الرئيس الألماني هورست سيهوفر في المقر الرئاسي "قصر بلفو"، حيث تقرر تقليده أرفع وسام يمنح لرياضي.
وحين وصل فيتل إلى البوابة الرئيسية للمقر، طلب منه موظفو التشريفات ركوب سيارة فارهة وضعت بتصرفه.
لكنه شكرهم مفضلا السير تحت المطر بحجة أن المسافة قصيرة!
ويُجمع عارفو فيتل على أنه "غير معقّد، لا تبهره أضواء الشهرة".
يتصرف "سولو" على طريقة اعتماده اتخاذ القرارات بمفرده، ولو أنه يستشير آخرين أحيانا.
وهو نادرا ما يستعين بخبير قانوني أو محام حتى حين يوقع عقودا، علما أن فريق رد بول يضع بتصرفه اختصاصيا يدعى هلموت ماركو.
وعلى سبيل المقارنة، يكشف مهندس الفريق الفرنسي غيوم روكلين أن أبطالا كثرا عاصرهم يوكلون إلى طواقهم الفنية الاعتناء بتفاصيل شخصية حتى في "قمرة القيادة"، على عكس "فيتل الذي يأخذ هذه الأمور على عاتقه، ومنها أمور يدوية عملية صرفة".
أما ما يعهد به إلى معاونه الميكانيكي الدانمركي أولي، فينحصر بلصق رسوم ضاحكة على قمرة سيارته "كينكي كيلي" بعد كل سباق يحرز لقبه.
ويعتبر فيتل صديقا "مخلصا" للمعجبين، يتبادل وإياهم التحيات والكلمات، ويصر على مصافحتهم حتى ولو كان في عجلة من أمره. لا يحبط أحدا منهم ويتوقف ليلبي طلباتهم قدر الامكان.
وإذا كان الوقت الأدنى المسموح به لتوقيع الأوتوغرافات هو 10 دقائق خلال جولات بطولة العالم، فإن فيتل يمضي غالبا ساعة كاملة ملبيا رغبات المعجبين وملتقطا الصور معهم.
ومن منطلق تقديرهم واحترامهم يفضل التواصل المباشر معهم بدلا من استخدامه مواقع اجتماعية إلكترونية مثل "تويتر" للتعبير والاداء بآرائه.