تضاربت الأنباء بشأن كيفية تأمين دخول نحو 12 شاحنة محملة بالطحين إلى المناطق المحاصرة شمال قطاع
غزة، للمرة الأولى منذ أشهر، وسط المجاعة التي يعيشها
الفلسطينيون هناك.
وبينما قالت مصادر محلية، إن لجانا شعبية من الأهالي بالتعاون مع الشرطة في غزة، أمنت دخول
المساعدات إلى مناطق شمال القطاع، يروج إعلام
الاحتلال إلى أن مسلحين يتبعون حركة فتح، ومن العشائر هي من تكفلت بتأمين هذا الشاحنات حتى وصلت إلى مدينة غزة، ومخيم جباليا شمال القطاع.
ودخلت اثنتا عشرة شاحنة محملة بالطحين إلى شمال قطاع غزة، تحتوى على ثلاثة آلاف كيس دقيق، كل واحد يحتوي على 25 كيلو، فيما قالت مصادر لـ"عربي21" إن الشاحنة رقم 13 تعطلت على طريق صلاح الدين قرب المحافظة الوسطى، ولم تتمكن من بلوغ مناطق الشمال.
وتعبر شاحنات المساعدات من الجانب المصري لمعبر رفح، ومن ثم إلى معبر العوجا "نيتسانا" الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال، لإجراء تفتيش وتدقيق أمني، ثم تعود أدراجها إلى غزة ليتسلمها الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي يقوم بتوزيعها على نقاط التوزيع.
لكن الشاحنات التي تتجه نحو شمال القطاع، تشهد تعطيلا من قبل قوات الاحتلال، ويسمح فقط بدخول عدد محدود منها على فترات متباعدة، ما عمق أزمة الجوع وسوء التغذية.
ماذا قال الإعلام العبري؟
ويحاول الإعلام العبري تحييد دور الأجهزة الأمنية في غزة، حيث أوردت قناة "كان" الرسمية تقريرا قالت فيه، إنه "تحت سمع وبصر حماس، فإن هناك سيادة جديدة في شمال القطاع، حيث دخلت نحو 15 شاحنة محملة بالدقيق والأرز إلى مدينة غزة، كما دخلت لأول مرة منذ عدة أشهر إلى مخيم جباليا تحت حراسة مسلحين ملثمين يعتقد أنهم من أنصار حركة فتح وأبي مازن".
وأوردت مواقع محلية، أن العشائر هي من تولت إدخال المساعدات وتأمينها، وذلك في أعقاب مساعى الاحتلال لتمكين العشائر والعائلات من حماية المساعدات، وحكم مناطقها، وفق خطة أطلقها وزير الحرب يؤاف غالانت، إلا أن مؤشرات نجاح هذه الخطة لم تظهر بعد، وسط تشكيك في نجاحها.
"لجان شعبية"
بدورها، قالت "الجبهة الداخلية" في بيان لها، إن المساعدات الإنسانية وصلت بجهود اللجان الشعبية وتعاون الأهالي، مشيدة بما وصفته "الحس الوطني العالي" لأبناء الشعب الفلسطيني "الذين يجسدون الإيثار في وقت العسرة".
ودعت الجبهة إلى مزيد من التعاون مع اللجان الشعبية لاستمرار وصول المساعدات إلى الصامدين في محافظة الشمال، مؤكدة أن استمرار التعاون سيفضي إلى كسر الحصار الظالم المفروض على شعبنا، ويضمن العدالة الاجتماعية بوصول المساعدات للجميع.
وهذه المرة الأولى التي تصل فيها المساعدات إلى أقصى مناطق شمال قطاع غزة منذ أربعة أشهر على الأقل، حيث كانت رحلة المساعدات الشحيحة التي قد تصل إلى الشمال ينتهي بها المطاف في مناطق "دوار الكويت" جنوب شرق غزة، ودوار النابلسي، إلى الجنوب الغربي، بفعل حالة الفوضى التي كانت تصاحب إدخال الشاحنات، عقب تعمد الاحتلال استهداف المتجمهرين هناك من الجوعى المحاصرين، وارتكاب المجازر بحقهم.
وفي وقت سابق، أصدرت الأجهزة الأمنية في غزة تعميما دعت فيه، المواطنين إلى تأمين وضمان وصول المساعدات بشكل آمن، والحفاظ على سلامة السكان، وشملت التعليمات منع التوجه إلى دوار الكويت وسط مدينة غزة لتسلم المساعدات، حيث تم استهداف المكان من قوات الاحتلال عدة مرات.
وطالب التعميم بعدم التجمهر في شارع صلاح الدين أثناء قدوم المساعدات، وحذر التعميم من مخالفة التعليمات تحت طائلة المحاسبة، ودعا المواطنين في غزة إلى التحلي بالمسؤولية، وعدم المشاركة في إشاعة الفوضى وتجويع أبناء الشعب الفلسطيني.
وفور وصول المساعدات، جرى إيداع حمولة ست شاحنات في مركز تابع للأونروا قرب منطقة "السكة" شرق مخيم جباليا، في حين جرى إيداع الكمية المتبقة في مركز للمنظمة نفسها، بمدينة غزة، حيث يجري توزيعها على المحاصرين بكميات محدودة منذ صباح الأحد، لضمان شمول أكبر عدد ممكن من المحتاجين. وفق مصدر محلي تحدث لـ"عربي21".
وارتكبت قوات الاحتلال مجازر مروعة خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية بحق مئات الفلسطينيين، حينما كانوا يتجمعون قرب مناطق تدخل منها المساعدات جنوب مدينة غزة، ويحكم الاحتلال سيطرته عليها، ويمنع الاقتراب منها.
ويتواصل عداون الاحتلال على قطع غزة، مخلفا وراءه حصيلة صادمة من الشهداء والجرحى، والدمار غير المسبوق.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأحد، عن ارتفاع حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع لليوم الـ163 على التوالي.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن الحصيلة ارتفعت إلى 31 ألفا و645 شهيدا، و73 ألفا و676 إصابة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وذلك بعد ارتكاب جيش الاحتلال مجازر جديدة.