اعتدى
مستوطنون يهود، السبت، على تجمعين
فلسطينيين وسط
الضفة
الغربية، في هجوم اعتبرته وزارة الخارجية الفلسطينية "تحديا" لفرض واشنطن
عقوبات على مستوطنين بتهمة ممارسة العنف ضد الفلسطينيين.
وقالت هيئة مقاومة الجدار (حكومية) في بيان: "عصابات
المستعمرين الإرهابية اقتحمت بيوت السكان في منطقة عرب المليحات شمال غرب مدينة أريحا
(...) بحماية جيش وشرطة الاحتلال (الإسرائيلي)".
واعتبرت الهيئة أن "هدف الهجمات المتكررة وتضييق سبل العيش
وعمليات الهدم والتدمير للممتلكات دفع سكان التجمع لترك أراضيهم وأماكن سكنهم".
ونشرت الهيئة مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر
مستوطنين مسلحين وهم يقتحمون حظيرة أغنام.
بدوره، قال المشرف العام على منظمة البيدر للدفاع عن حقوق
البدو (غير حكومية) حسن مليحات، في بيان، إن "عشرات المستوطنين اقتحموا تجمع عرب
المليحات في منطقة المعرجات شمال غرب أريحا".
وأضاف: "المستوطنون فرضوا حصارا بأجسادهم وأغنامهم لمنع
سكان التجمع من إخراج أغنامهم من الحظائر في ساعات الصباح الباكر، في محاولة منهم لتضييق
الخناق على التجمع".
ويشهد تجمع عرب المليحات "
اعتداءات" يومية منذ
مطلع عام 2024، في محاولة من "إسرائيل" ومستوطنيها ممارسة ضغوط لترحيل التجمع،
بحسب مليحات.
ونشرت المنظمة صوراً ومقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي
تظهر مستوطنين وجنودا إسرائيليين وهم يحيطون بقطيع من الماعز في التجمع.
كما قالت منظمة البيدر، إن "مستوطنين بحماية جيش الاحتلال
اقتحموا صباح هذا اليوم (السبت) تجمع راس عين العوجا، وقاموا بمطاردة أغنامهم بهدف
سرقتها على مرأى ومسمع من أصاحبها".
وأضافت في بيان أن "المستوطنين اقتحموا التجمع البدوي، وقاموا بسرقة الأغنام بحضور جيش وشرطة الاحتلال".
من جهته، قال مليحات: "يبلغ عدد سكان التجمعين نحو
800 نسمة يعملون في مهن الزراعة ورعي الأغنام".
وفي سياق متصل، فرّق الجيش الإسرائيلي وقفة نظمها الفلسطينيون،
تنديدا بالاعتداء على أراضيهم ومراعيهم، في منطقة نير بمسافر يطا جنوب مدينة الخليل،
بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
واعتقل الجيش الإسرائيلي خلال تفريق الوقفة شابا، وأصيب عدد
آخر بالاختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، وفقًا لوكالة "وفا".
بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن الاعتداءات
تأتي "تحديا" لقرار واشنطن فرض عقوبات على 4 مستوطنين بتهمة ممارسة العنف
ضد الفلسطينيين.
وقالت في بيان إن "المستوطنين يتحدون الأمر التنفيذي
الأمريكي، ويواصلون اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين بحماية إسرائيلية رسمية".
وأضافت أن "الحكومة الإسرائيلية لا تُعير أي اهتمام
للمطالبات الدولية والأمريكية الداعية لوقف الاستيطان، أو محاسبة المسؤولين عن عنف المستوطنين
ضد الفلسطينيين، كما طالبت بذلك وزارة الخارجية الأمريكية".
والخميس، وقّع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمرا تنفيذيا يسمح
بفرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة الغربية
المحتلة، فضلا عن إدراج 4 منهم على القائمة السوداء، وفق مصادر رسمية.
ومنذ بدء حربه المدمرة على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر
2023، كثّف المستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، متسببين في مقتل
10 فلسطينيين وترحيل 22 تجمعا، من بين 25 تجمعاً بدوياً فلسطينياً كانت تسكتها 266
عائلة جرى تهجيرها خلال 2023.
وخلفت الحرب على غزة، حتى السبت "27 ألفا و238 شهيدا
و66 ألفا و452 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في
"دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.