أدان لبنان ومنظمات وحركات عربية، مساء الثلاثاء، اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح
العاروري في بيروت.
واستشهد العاروري مع 6 من كوادر كتائب القسام؛ إثر عملية اغتيال نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية على مقر للحركة في الضاحية الجنوبية من بيروت.
إدانة من لبنان
وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، مساء الثلاثاء، في بيان، إن "هذا الانفجار جريمة إسرائيلية جديدة تهدف إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات، بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب، التي تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى".
وأضاف: "لبنان ملتزم بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لا سيما القرار 1701، ولكن الذي يسأل عن خرقه وتجاوزه هي إسرائيل التي لم تشبع بعد قتلا وتدميرا (...) والمطلوب ردعها ووقف عدوانها".
كما أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، الثلاثاء، في بيان، أنها تقدمت باحتجاجين "شديدي اللهجة"، إلى الأمم المتحدة، بشأن الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت التي استهدفت قياديين بحركة "حماس"، بينهم العاروري.
حزب الله
وقال حزب الله اللبناني، في بيان، إن عملية اغتيال العاروري "اعتداء خطير على لبنان، ولن تمر من دون رد وعقاب".
ورأى الحزب أن "هذه الجريمة النكراء لن تزيد المقاومين في
فلسطين ولبنان واليمن وسوريا وإيران والعراق إلا إيمانا بقضيتهم العادلة، والتزاما وتصميما أكيدا وثابتا على مواصلة طريق المقاومة والجهاد حتى النصر والتحرير".
إدانة حوثية
بدوره، قال المتحدث باسم جماعة الحوثي اليمينية، محمد عبد السلام، في منشور، بمنصة إكس: "نعزي حركة المقاومة الإسلامية حماس باستشهاد نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ المجاهد صالح العاروري".
وأضاف: "ندين بشدة جريمة الاغتيال التي تشكل عدوانا غادرا على لبنان"، مؤكدا "وقوف جماعة الحوثي إلى جانب المقاومة في فلسطين ولبنان".
وقفة احتجاجية بالمغرب
وفي المغرب، شارك العشرات في وقفة احتجاجية أمام مبنى البرلمان بالرباط، تنديدا باغتيال العاروري في بيروت، ومطالبين بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ورفعوا شعارات تندد بالعملية، وقاموا بحرق العلم الإسرائيلي.
إخوان الأردن
وفي الأردن، أدانت جماعة الإخوان المسلمين عملية اغتيال العاروري ورفاقه، في بيان لها، مؤكدة أنها ستذكي "جذوة الجهاد والمقاومة، وتكون نوراً على درب التحرير القادم، وناراً على العدو الصهيوني وأذنابه وعملائه".
فيما اعتبر حزب "جبهة العمل الإسلامي"، وهو الذراع السياسية للجماعة، خلال بيان له، أن "استشهاد العاروري وإخوانه لن يثني هذا الشعب عن طريق المقاومة حتى تحقيق النصر والتحرير".
وأعلن الحزب بأنه سيستقبل التهاني "بعرس الشهيد" في مقر أمانته بالعاصمة عمان، مساء الأربعاء، يعقبها مسيرة باتجاه المسجد الكالوتي بمنطقة الرابية، القريب من سفارة إسرائيل لدى المملكة.
كما قدمت جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر عام 1928، في بيانين منفصلين، التعازي لحماس في صالح العاروري، واعتبرت اغتياله "محاولة غادرة من
الاحتلال الصهيوني لانتهاك سيادة الدول، بعد حالة الفشل العسكري التي مُني بها في قطاع غزة الصامد".
وشددت على أن "هذه الجريمة لن تنجح في تحقيق نصر حقيقي لهذا الاحتلال الصهيوني الغشوم"، مشيرة إلى أن "حركات التحرر الوطني لا تموت بموت قائد"، وأن "ارتقاء العاروري وإخوانه سيكون نوراً على طريق تحرير المسجد الأقصى".
حركة النهضة تدين
بدورها، أدانت حركة النهضة التونسية عملية الاغتيال، وقال في بيان له، إن ما جرى تغطية على فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه من وراء العدوان الإجرامي الغاشم على قطاع غزة الصامدة المستمر منذ ثلاثة أشهر من عملية طوفان الأقصى البطولية.
وقالت الحركة إنها "تستنكر بشدة عملية الاغتيال الصهيوني للقائد الشيخ صالح العاروري وإخوانه من قادة القسام تنفيذا لتهديدات قادة الكيان المحتل بتصفية قادة المقاومة أينما كانوا، في خرق للقانون الدولي ولسيادة الدول".
ودعت الحركة "كل الأحرار وكل القوى العاملة على محاصرة رقعة الحرب وإيقاف العدوان الهمجي وحماية الشعب الفلسطيني، إلى إدانة جريمة الاغتيال النكراء، واعتبار الممثلين الشرعيين للشعب الفلسطيني ومقاومته النبيلة الباسلة شريكا كاملا في إيجاد أفق سياسي وحل عادل وشامل يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وبسط سلطته وسيادته على أرضه فلسطين على أنقاض منظومة التمييز العنصري الصهيوني".
ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991ـ 1992) بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.