عاد رئيس النظام
المصري، عبد الفتاح
السيسي، إلى ما بدأه قبل عشر سنوات، يعد المصريين ويمنيهم بالعسل واللبن، عندما قال، "بكره تشوفوا مصر"، ومنذ ذلك الوقت أطلق العديد من الوعود التي لم تتحقق بل ما بعدها كان أسوأ مما قبلها.
تقول تقارير إخبارية دولية إن السيسي الذي يدخل
انتخابات رئاسية محسومة لصالحه للمرة الثالثة مع مرشحين مغمورين حاملا الرقم (1) ونسبة الفقراء رسميا عند 30% لكن التقديرات تتحدث عن هبوطه نحو 30% آخرين تحت خط الفقر.
ويدلي المصريون بأصواتهم، اليوم الأحد، ولمدة 3 أيام، في انتخابات رئاسية ستضع السيسي في ولاية ثالثة وأخيرة في الحكم حتى 2030، في وقت تواجه فيه البلاد واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية وجعلت مصر على شفا الانهيار.
ورغم ما تعانيه البلاد من أزمات اقتصادية، يقول المستشار محمود فوزي رئيس حملة السيسي، إن مرشحهم عازم على استكمال "الإنجازات" وأن يحصد المصريون ثمارها، ووعد أن تشهد البلاد مزيدا من التحسن في الأحوال الاجتماعية والاقتصادية في "الـ6 سنوات" المقبلة.
ويتساءل نشطاء ومراقبون ردا على تصريحات النظام المصري بأنه حقق "إنجازات" تاريخية غير مسبوقة لماذا تلهث الحكومة المصرية لإجراء محادثات لزيادة حجم برنامج الإنقاذ من صندوق النقد الدولي لأكثر من 5 مليارات دولار، بدلا من 3 مليارات حاليا.
المستشار محمود فوزي رئيس الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي: الفترة الرئاسية الثالثة ستشهد تحسنا في الأحوال المعيشية
في آذار/ مارس 2018، أعيد انتخاب السيسي لولاية ثانية لمدة 4 سنوات (كان يفترض أن تكون الأخيرة) بأغلبية بأكثر من 97% من الأصوات.
لكن في نيسان/ أبريل 2019، أدخل تعديلا على الدستور من أجل تمديد ولاية السيسي إلى 6 سنوات والسماح له بالترشح لولاية ثالثة في 2030.
هذا الوعد الجديد بتحسن أحوال المصريين، هو الأطول مدة من بين كل الوعود السابقة التي كانت تتحدث عن عامين و6 شهور وهكذا ليطول أمدها إلى 6 سنوات، فهل يؤشر ذلك إلى استمرار الأوقات العصيبة التي بدأت مع توليه السلطة في منتصف 2014.
أيلول/ سبتمبر 2014 وعد السيسي "اصبروا معايا سنتين وحاسبوني"
حزيران/ يونيو 2015: "سنتين كمان و تستغربوا مصر بقت كده إزاي"
كانون الأول/ ديسمبر 2016: "اصبروا معايا ست شهور بس"
تموز / يوليو 2018:"اصبروا وسترون العجب العجاب في مصر"
تشرين الأول/ أكتوبر 2018: "هوريكم دولة تانية في 30 يونية 2020"
تموز/ يوليو 2019: بكرة تشوفوا مصر في شكلها الجديد"
تشرين الثاني/ يناير 2021: "هتشوفوا مصر خلال 3 سنين".
ويخوض 3 مرشحين مغمورين سباق الرئاسة في مواجهة السيسي دون اكتراث يذكر، هم الأول، رئيس الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي، فريد زهران، والثاني هو رئيس حزب الوفد، عبد السند يمامة، والثالث هو رئيس حزب الشعب الجمهوري، حازم عمر.
يشير أحد تقارير موقع "بلومبيرغ" إلى أن مصر إذا لم تفلح في تدبير مزيد من العملة الصعبة، فقد تتعرض لخطر التخلف عن سداد ديون خارجية بقيمة نحو 165 مليار دولار، ما يترتب عليه تحييدها عن خريطة المستثمرين في العالم.
ويؤكد التقرير أن الأسواق لا تزال تنظر إلى فشل مصر على أنه احتمال وارد، إذ تبلغ علاوة إصدار سنداتها الدولارية نحو 15%، وهو ما يقربها من دائرة التعثر، ولكنه ليس بنفس القدر من الخطورة الذي كان عليه قبل الحرب على قطاع غزة.
وتذهب غالبية التقارير الاقتصادية أن مصر تتجه بعد الانتخابات، إلى تطبيق خفض جديد لقيمة العملة الجنيه، مما سيفاقم أزمة تكاليف المعيشة المرتفعة بالأساس بأكثر من 300% في أقل من عام، والقفز بمعدلات التضخم إلى أرقام جديدة.
وعود السيسي تسحق المصريين
يصف السياسي المصري، خالد الشريف، مثل تلك الوعود بأنها "فن ممارسة الخداع، السيسي يجيد ممارسة سياسة الخداع والكذب مع الشعب ومع خصومه.. 10 سنوات مرت على حكمه ومصر تعيش من سيء إلى أسوأ على كافة المستويات".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21": "أوضاع اقتصادية متردية للغاية وديون متراكمة وضياع وتبديد ثروات البلاد فضلا عن إهدار لكرامة وآدمية وحريات المواطنين في ظل سحق العدالة والديمقراطية وموت السياسة في مصر".
الأدهى وأمر فيما يجري، بحسب الشريف، هو انسحاق المصريين، الفقر يتصاعد وأعداد الفقراء في ازدياد..حتى وصلت معدلات 60% في المائة.
إضافة إلى ما سبق يرى السياسي المصري أنه "لايوجد أفق سياسي وأمل في التغيير في ظل ديكتاتورية السيسي الذي أغلق المجال العام وفصل الانتخابات الرئاسية على مقياسه فقط....ولا زال يخادع الناس بحكم الحديد والنار".
وعود بلا محاسبة
بدوره، يقول الكاتب الصحفي المصري، قطب العربي: "يبدو أن النظام فهم أن هذا الأسلوب وهو مطالبة المصريين بمنحه مهلة هو أسلوب مقبول مع الناس، فقد سبق أن طلب 6 شهور ثم سنة ثم سنتين ولم يحاسبه أحد على تلك الوعود التي لم ينفذ منها شئ بل بالعكس ازدادت أوضاع المصريين سوءا".
مضيفا لـ"عربي21": "وحين يطلب الآن مهلة ست سنوات فهو واثق أن أحدا لن يستطيع محاسبته في نهاية المدة بل ربما سيقوم السيسي بتعديل الدستور لفتح مدد الرئاسة.. العيب ليس على السيسي أو حملته لكن العيب على من يصدقه في وعوده بعد أن جرب هذه الوعود مرة ومرتين وثلاثة وثبت له كذبها في كل مرة".
وأعرب عن اعتقاده: "الآن ينتظر الشعب ست سنوات عجاف جديدة، سيتم خلالها رفع ما تبقى من دعم على السلع الرئيسية، وستزداد البطالة، و ستتضاعف الديون الداخلية والخارجية، وستفرض المزيد من الضرائب والرسوم".
وعود على شفا الانهيار
اقتصاديا، يقول الخبير الاقتصادي، حسام الشاذلي، إن "مصر على الآن باتت قاب قوسين أو أدنى من حافة الانهيار على كل المؤشرات الاقتصادية الدولية، وكل الإجراءات التي يتخذها النظام هو إطالة أمد الأزمة، وشراء المزيد من الوقت".
وأكد في حديثه لـ"عربي21": أن مصر أفلست مع تأجيل الإعلان، لا شيء يمنع من إعلان
الإفلاس سوى عقد صفقة على حساب القضية الفلسطينية بقبول تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر مقابل مليارات الدولارات التي ستمتصها المنظومة الفاسدة كغيرها".
وذهب إلى القول "لا سبيل لإنقاذ مصر من إفلاس محقق إلا بتغيير سياسي شامل؛ يبني منظومة اقتصادية متقدمة تفعل الصناعة الإلكترونية المتقدمة وتؤصل لمرحلة جديدة من الاقتصاد الرقمي ؛ وتعيد الثقة للمنظومة الاقتصادية المصرية مع الشركاء الدوليين وتضمن حيادية السوق وفصل الأدوات السياسية عن الاقتصادية".