يُرتقب الأحد
إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين في اليوم الثالث للهدنة
المؤقتة بين
الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعد
الإفراج عن دفعتين الجمعة والسبت.
وتواصل
شاحنات المساعدات الإنسانية دخول قطاع
غزة المحاصر والمدمر جراء سبعة أسابيع من
القصف الإسرائيلي المكثف عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته "حماس"
على مستوطنات الاحتلال في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وفي المجموع،
سلّمت الحركة يومي الجمعة والسبت إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 26 أسيرة
إسرائيلية تحمل بعضهن جنسية أخرى، بينما أطلقت "إسرائيل" سراح 78 أسيرة وطفلا
فلسطينيا.
وأطلقت "حماس" على مدى اليومين سراح 15 من الأجانب غير الإسرائيليين، في إجراء لم يكن مدرجا في الاتفاق.
وأشارت
الحكومة الإسرائيلية مساء السبت، إلى تسلّمها لائحة بالأسرى الذين يُفترض أن يُطلق
سراحهم الأحد، من دون أن تكشف تفاصيل إضافية بشأنهم.
وتؤكد السلطات
الإسرائيلية أن نحو 240 شخصا أخذوا أسرى خلال هجوم "حماس" وتمّ نقلهم إلى داخل قطاع
غزة.
حياة السجن لا
تطاق
وعمّت
الاحتفالات شوارع الضفة الغربية المحتلة احتفاء بالفلسطينيين المفرج عنهم.
واحتشد الآلاف
في ساحة مدينة البيرة احتفاء بعودة الأسرى الذين كان الفتية منهم يرتدون زيا
رياضيا رماديا من السجن، ووضع بعضهم الكوفية على أكتافهم.
ووصل المفرج
عنهم على متن حافلة تابعة للصليب الأحمر، وعانقوا أقاربهم وأصدقاءهم الذين حملوهم
على أكتافهم وساروا بهم في الشوارع. ورفع المحتشدون الأعلام الفلسطينية ورايات "فتح" و"حماس"، وهتفوا بشعارات مؤيدة لقائد كتائب القسام محمد الضيف.
وقالت ميسون
الجبالي التي أمضت ثمانية أعوام خلف القضبان من أصل حكم بسجنها 15 عاما: "كان
وضعنا في السجن صعبا جدا، وكانت الحياة في السجن لا تحتمل نهائيا". وأضافت: "أخذوا منا كل الأدوات وضيّقوا علينا كثيرا... لم نعد نخرج ولا نتنفّس ولا
نشمّ الهواء".
وفي القدس المحتلة،
عانقت إسراء جعابيص (38 عاما) أفراد عائلتها بحرارة وتأثر بالغ بعيد وصولها إلى
منزلهم.
وتعد جعابيص
من أبرز المفرج عنهم، وهي أدينت بتفجير أسطوانة غاز في سيارتها على حاجز عام 2015،
ما أدى إلى إصابة شرطي إسرائيلي، وحكم عليها بالسجن 11 عاما. وعانت جعابيص من حروق
بالغة خصوصا في الوجه، وتعد من "أخطر الحالات الطبية بين الأسيرات"، وفق
نادي الأسير الفلسطيني.
وقالت وهي
تعانق ابنها معتصم: "أوجاعي مرئية، لا داعي أن أحكي عنها، غير أوجاعي من ناحية
المشاعر والأحاسيس والشوق للأهل. لكن هذه هي ضريبة السجن للسجين، وضريبة المحبة
الشوق والحنين".
مساعدات لغزة
وتحمل
الهدنة
بعض الهدوء لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة والذين نزح منهم 1.7 مليون
شخص.
وأتاحت الهدنة
القابلة للتمديد، إدخال مزيد من المساعدات الى قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر، يؤمل
منها أن تساهم في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها سكان القطاع
البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وفرض الاحتلال على القطاع الخاضع أصلا لحصار منذ وصول حركة حماس إلى السلطة عام 2007، "حصارا
كاملا" منذ التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وقطعت عنه الماء والغذاء
والكهرباء والدواء والوقود.
ودخلت 268
شاحنة محمّلة بالمساعدات إلى غزة السبت، حملت 61 منها عبوات مياه ومواد غذائية وطبية إلى
شمال القطاع، وفق ما أفادت به الأمم المتحدة.
وتتركز
العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال القطاع. وطلبت قوات الاحتلال من سكانه
إخلاءه والانتقال جنوبا منذ بدء الحرب، ومنعتهم من العودة لتفقد ممتلكاتهم خلال
الهدنة.
على الرغم من ذلك، فإن آلاف الغزّيين يسعون للعودة إلى الشمال. وبحسب وزارة الصحة التابعة للحركة، فإنه أصيب
سبعة أشخاص بجروح السبت في إطلاق نار إسرائيلي لدى محاولتهم القيام بذلك.
وفي مستشفيات
جنوب قطاع غزة، تُواصل قوافل من سيارات الإسعاف إجلاء المصابين من مستشفيات
الشمال.
وأكد المتحدث
باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، أشرف القدرة، أنه "لا توجد سعة فيها (..)
لاستيعاب من يتم نقلهم إليها"، مضيفا أنها تفتقد "لأي مقومات صحية
لاستقبال المصابين".