شدد مسؤول فلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية، على أن دولة الاحتلال تتصرف مثل "عصابة" بسبب ممارساتها "التنكيلية والانتقامية" بحق
الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ بدء العدوان على قطاع
غزة مطلع الشهر المنصرم.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى التابعة للمنظمة، قدورة فارس، إن "الانتقام كان وما زال سيد الموقف في السجون الإسرائيلية"، موضحا أنه "اتضح له أن إجراءات الاحتلال في السجون لا دخل لها بحالة الحرب ولا علاقة لها بالأمن، هي فقط انتقام كان وما زال".
وأضاف فارس في حديثه لوكالة الأناضول، أن الاحتلال ينتهج سياسة تجويع الأسرى، ومصادرة المقتنيات والأغطية والفرشات والوسائد، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وشدد المسؤول الفلسطيني على أن "الأخطر هو الاعتداء الجسدي على الأسرى، بحيث يتعرضون للضرب بالهراوات من قبل نحو 10 سجانين على كل أنحاء الجسد، غير آبيهن بوضعهم الصحي أو أعمارهم".
وقال: "السجانون لديهم ضوء أخضر بالتنكيل بالأسرى، وإذا ما قتل أحدهم فإنه لن يتعرض أي سجان للمساءلة والتحقيق والمحاسبة".
وتابع:"إسرائيل أطلقت يد الوحدات الخاصة بالسجون الذين يدخلون الأقسام بسلاحهم الرشاش وهذه أول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة"، وفق فارس.
اعتقال 3 آلاف فلسطيني
الجدير بالذكر أن الاحتلال يشن منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" حملات اعتقال واسعة بشكل يومي في مدن
الضفة الغربية المحتلة، في إطار عدوانه الشامل على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكافة الأراضي المحتلة.
واعتقل الاحتلال خلال حملاته المتتالية أكثر من 3 آلاف فلسطيني من عموم الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، يضافون إلى أكثر من 5 آلاف معتقل قبل ذلك التاريخ، بحسب مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى.
يأتي ذلك فيما يواصل الاحتلال حربه المدمرة على قطاع غزة لليوم الـ46 على التوالي، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 13 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف و500 طفل و3 آلاف و500 سيدة، فضلا عن إصابة ما يزيد على الـ30 ألفا آخرين بجروح مختلفة جلهم من الأطفال والنساء، وفقا لأحدث أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وأشار رئيس هيئة شؤون الأسرى، إلى أن "الأسرى تولد لديهم شعور بأنهم يستدرجون إلى مواجهة جماعية حتى يكون مسوغا للاعتداء عليهم بالنار وقتلهم"، كاشفا عن استشهاد 6 أسرى في سجون الاحتلال منذ بدء معركة "طوفان الأقصى".
وشدد فارس على أن "كل هذه الانتهاكات تدل على أنه يجب إسقاط صفة الدولة عن إسرائيل ومؤسساتها كونهم يتصرفون كمجموعة من العصابات"، بحسب وكالة الأناضول.
تنكيل وحرمان من الحقوق
ولفت إلى أن غرف الأسرى تكتظ بالمعتقلين بدون فرشات وأغطية، منهم من ينام على الأرض في ظل دخول فصل الشتاء، موضحا أن كل غرفة تضم نحو 10 أسرى بينما سعتها 6 أشخاص.
وبيّن أن الاحتلال يقدم للأسرى في الغرفة الواحدة طعاما يكاد لا يكفي لاثنين منهم فقط، مشيرا إلى أن غالبية الأسرى فقدوا من 5 إلى 10 كغم من أوزانهم منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ويمنعون من حلاقة شعر رؤوسهم أو ذقونهم.
ومن السياسات العقابية بحسب فارس، قامت مصلحة السجون بمصادرة كل مقتنيات الأسرى وكتبهم وصورهم وذكرياتهم وبإلقائها في القمامة.
وقال إن "أي أسير يعترض على أمر ما يجري عزله والاعتداء عليه بالضرب المبرح"، وأضاف: "هناك أسرى أصيبوا بكسور وجروح ولم يقدم أي علاج لهم، بينهم من هو بحاجة إلى 15 غرزة ولم يُعط مسكنا أو مطهر جروح".
وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي مرات عديدة مقاطع تظهر تعامل السلطات الإسرائيلية مع الأسرى بالضرب والإهانة وتجريدهم من الملابس، وعن ذلك يقول فارس: "هذا توثيق الجنود نفسهم، وكلها تم جمعها وتسليمها للجهات الدولية ولسفراء وقناصل من أجل فضح ممارسات إسرائيل ووقف تلك الانتهاكات".
وتحدث فارس عن موقف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قائلا: "صمت اللجنة الدولية يزعجنا".
واستطرد: "قلنا لهم إنه بما أن دولة الاحتلال تمنعكم من القيام بدوركم فإن عليكم التحدث وإصدار بيان يوضح من يمنعكم، أو تغادروا وتعلنوا أنه لا حاجة لوجودكم كون إسرائيل تمنعكم من القيام بمهمتكم".
وأشار إلى أن "هذا (إصدار بيان توضيحي من الصليب الأحمر) قد يستجلب الرأي العام الدولي ويشكل ضغطا على إسرائيل، لكن اللجنة الدولية تبقى صامتة حتى الآن".
ونوه فارس، ردا على سؤال حول أسرى قطاع غزة، إلى أن "الاحتلال يبقي الموضوع في الكتمان لا معلومات بشأنه، وهذا تصرف العصابة التي قد تكون لديها نوايا مبيتة كأن يتعرض أسرى غزة إلى تحقيق قاس ثم قتلهم والادعاء بأنهم قتلوا في ساحة المعركة وتحفظوا على جثامينهم".
وطالب المسؤول الفلسطيني خلال حديثه لوكالة الأناضول، المجتمع الدولي بالإلحاح لمعرفة مصير أسرى قطاع غزة.