تسبب العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ35 على التوالي على قطاع
غزة، بتشريد الكثير من العائلات وقطع تواصلهم مع أقاربهم خارج القطاع، فيما العديد من المواطنين
العالقين بمصر ينتظرون السماح لهم بالعودة لغزة.
انتظار مؤلم
ودفع العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة، العديد من المواطنين خارج القطاع إلى العودة عبر مصر، لكن الأخيرة لم تسمح لهم بذلك، وقامت بإغلاق
معبر رفح البري مع القطاع الذي تعرض للقصف الإسرائيلي في الجانب الفلسطيني منه.
ولأجل الوقوف على واقع معاناة العالقين من سكان غزة بمصر، تواصلت "
عربي21" مع العديد منهم، وأوضح مهند أبو هلال (28 عاما)، الذي يرافق زوجته ووالدتها المريضة وآخرين من أقاربه، أنه يقيم منذ بداية الحرب في منطقة قرب المعدية، وينتظر ومن معه من العالقين في القاهرة والعريش ومنطقة الشيخ زويد، فتح معبر رفح والعودة إلى القطاع.
وأوضح في حديثه لـ"
عربي21"، أن "السفارة الفلسطينية في مصر، وفرت للعالقين سكنا في منطقة السبيل بالعريش، لكن للأسف غير مسموح لأي فلسطيني بالعبور عبر "الفردانة"، لا عارفين نروح على
العريش نقعد بالسكن المتوفر، ولا عارفين نروح على بيوتنا".
وأضاف أبو هلال: "لا عارفين نرجع على بلادنا، ووضعنا صعب جدا، أنا معي حماتي مريضة مركبة بلاتين في ضهرها، وقسما بالله نحن نعاني معاناة لا يعلم بها إلا الله، نحتاج إلى حل سريع، حتى ما معنا من نقود نفدت، وغير قادرين على التواصل مع أهلنا في غزة لإرسال نقود لنا، الحوالات متوقفة".
وتابع الغزي العالق بمصر: "نحن لا نريد مالا من أحد ولا مساعدات، نريد العودة لديارنا، بدنا نرجع على بلدنا"، مناشدا السلطات المصرية بضرورة العمل من أجل عودتهم إلى غزة، وقال: "نريد أن نرجع إلى غزة، إلى بيوتنا وأهالينا"، معربا عن أسفة الشديد لعدم مساعدتهم من قبل الجهات المختلفة من أجل العودة لغزة.
وعن تعامل السفارة الفلسطينية مع أزمة العالقين، ذكر أبو هلال أنه "جرى التواصل مع السفارة، لكنها ربطت عودتنا بفتح معبر رفح، ووعدت بتنسيق الأمر"، مضيفا: "تواصلت معهم بخصوص الدعم المادي، طلبوا تقديم طلب في السفارة، ومن ثم دراسة الأمر".
وختم بقوله: "للأسف، كلها مظاهر فقط ليس أكثر، لا أحد مدور علينا ولا أحد ينظر لنا"
عوائل مشردة
وفي بيان مناشدة صادر عن المرحلين من مطار القاهرة إلى المعبر وصل إلى "
عربي21"، والآن يوجدون في الشيخ زويد بمصر، حيث لا يسمح لهم بدخول مصر وحرية الحركة، وجاء في البيان: "مع أول أيام الحرب، لم نستطع تحمل ما يحدث لأولادنا وآبائنا ونحن بعيدون عنهم، فآثرنا المخاطرة والرجوع إلى قطاع غزة؛ لإعالتهم والوقوف بجانبهم".
وأضاف البيان: "نزلنا إلى مصر يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بطريقة الترحيل مباشرة إلى معبر رفح، وعندما وصلنا إلى بوابة المعبر تم قصفها وعلى إثره تم الإغلاق، ثم تم أخذنا وإسكاننا في منطقة الشيخ زويد بشكل مؤقت - كما قيل لنا-، على أن يتم إدخالنا في اليوم الذي يليه، وها نحن ننتظر دخولنا إلى قطاع غزة".
وأكد أن العالقين يعيشون "ظروفا نفسية صعبة وقاسية، العديد فقد زوجته وجميع أبنائه، وآخرون فقدوا بيوتهم وشردت عوائلهم، ومنا من فقد الاتصال بأسرهم ولم يعودوا يعلمون شيئا عنهم، كل هذا عدا عن ظروفنا المعيشية الصعبة".
وفي رسالتهم إلى الحكومة المصرية ولجنة العمل الحكومي بغزة، طالبوا بسرعة العمل الحثيث من أجل عودتهم إلى قطاع غزة.