تعرضت أربع مدارس في
بلجيكا لهجمات إضرام نار، في أوقات مبكرة من فجر الأربعاء الماضي، وسط تزايد غضب أولياء أمور الطلبة عقب إدخال
دروس التربية الجنسية الإلزامية إلى المنهاج التربوي.
وبدأت خدمات الطوارئ في مدينة شارلروا البلجيكية بالتعامل مع الهجمات رسميا على أنها محاولات حرق متعمدة، فيما أشارت الشرطة إلى "الاشتباه بوجود نوايا إجرامية".
وأوضحت وسائل إعلام محلية أن جميع المواقع المتضررة هي عبارة عن مدارس ابتدائية محلية، وهي: مدرسة نورد، شارع غاتي دي غاموند؛ ومدرسة هوبلينبو؛ ومدرسة إيكول دي لا بيتيت في مارسينيل؛ ومدرسة فوند جاك في كوييه.
بدوره، أطلق مكتب المدعي العام في شارلروا تحقيقا في هجمات إضرام النار، مشيرا صراحة إلى أنها مرتبطة بـ "عدم الرضا عن مشروع التربية الجنسية الإلزامية"، واصفا تلك الأعمال التي استهدفت المدارس العامة بأنها "همجية وشكل من أشكال الإرهاب".
تأتي هذه الهجمات بعد إقرار إلزامية دروس التربية الجنسية في اتحاد والونيا-
بروكسل (FWB)، المعروف باسم "إيفراس - EVRAS"، حيث يتلقى جميع الطلاب الناطقين بالفرنسية هذا المنهج اعتبارا من بداية العام الدراسي الحالي. وهو ما واجه غضبا واسعا من أولياء أمور الطلبة، لا سيما بين صفوف الجماعات الدينية والأسر المحافظة.
ورأى منتقدو المنهاج الجديد أنه يقدم مفاهيم النوع الاجتماعي والهوية الجنسية للأطفال في وقت مبكر جدا، مشددين على أن الأمر متروك للعائلات لمناقشة هذه المواضيع مع أطفالها.
إلى ذلك، عبرت الطبيبة النفسية للأطفال، صوفي ديشين، عن قلقها من أن بعض المواضيع في المنهاج الدراسي قد تكون ضارة للأطفال.
وأضافت في حديثها لقناة "RTL" المحلية أن "الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات قد يتعلمون عن الهوية الجنسية بينما يتم تقديم موضوعات تتعلق بالتحول الجنسي وإعادة تحديد الجنس اعتبارا من سن التاسعة"، محذرة من أن تقديم هذه المواضيع "قد يكون مؤلما للأطفال الصغار".
من جهتها، سارعت السلطات التعليمية إلى الإشارة إلى أن "الكتاب المدرسي الجديد هو دليل حول كيفية التعامل مع الموضوعات التي تنشأ في الفصل المدرسي وأن المعلمين ليسوا ملزمين بتدريس أي موضوع رأوا أنه غير مناسب".
وأوضحت أن المنهاج "تم تطويره بعد مناقشة وثيقة مع جميع الجهات ذات الصلة والمتخصصين التربويين وخبراء الصحة".
ودعت وزيرة التعليم، كارولين ديزير، إلى الهدوء مؤكدة أن المنهاج لا يشجع على الإفراط في ممارسة الجنس بين الشباب أو يشجع المناقشات حول التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية أو الممارسات الجنسية الصريحة. و اعتبرت أنه "من غير المقبول زرع الخوف بين أولياء الأمور حول هذا الموضوع".
والأسبوع الماضي، تظاهر المئات من أولياء التلاميذ أمام برلمان فيدرالية والونيا بروكسل المجتمع الفرنسي، احتجاجا على دروس التربية الجنسية الجديدة، معتبرين أنها انتهاك للحقوق الدينية للطلبة.