توفي العلامة السوري
الدكتور
خليل ملا خاطر، الجمعة، في
المدينة المنورة عن عمر يناهز الخامسة
والثمانين عاما.
وبحسب تلامذته، فقد
ولد الشيخ في عام 1938 في دير الزور شرقي سوريا، وتلقّى أول دروسه الفقهية والأصولية على
مذهب السادة
الشافعية، وتلقى أيضا الفرائض وعلوم الحديث والمنطق وعلوم الآلة.
كان
جده لأبيه من حملة القرآن الكريم فلازمه حفيده حتى آخر حياته, وحفظ القرآن في كنف هذا
الجد وصلى إماما بالناس، وهو في السابعة من عمره على مذهب الشافعية، في ذلك وكان الشيخ
خليل محط عناية من أهله، بسبب قلة من كتبت لهم السلامة من هذه الأسرة، فقد ثكلت جدته
أحد عشر ولدا ولم تقدر الحياة إلا لواحد هو والده، وكان الشيخ خليل أكبر أبناء والده,
قرأ القرآن على جده الشيخ ملا ثم جده لوالدته الشيخ ويس، ووالده الشيخ أحمد الذي كان
من شيوخ السلطان عبدالحميد الثاني.
بعد
تخرجه في كلية الشريعة بجامعة دمشق توجّه صوب الأزهر، فنال هناك درجتي الماجستير والدكتوراة في الحديث.
ثم انتقل إلى
السعودية في عام 1966، ودرس في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، ثم بعد ذلك
عمل في كلية التربية في جامعة الملك عبد العزيز في المدينة المنورة.
كان الشيخ يكثر
التردد على المدينة المنورة، وكان أحيانا يقضي رمضان كله في المدينة، وهناك التقى
بالعديد من العلماء والمشايخ من شتى أقطار العالم الإسلامي.
واختص
الشيخ بكتب الإمام الشافعي وسيرته ومناقبه وعلومه وشروح كتبه، وعمل على إخراجها وتحقيقها،
حتى غدا من أعرف الناس به وبكتبه وشروحها، وتأثّر بالشافعي جدا في أدبه وسلوكه وشخصيته،
وكان يقرّر في مجالسه أن الإمام الشافعيّ هو مؤسس علم المصطلح.
ترك
وراءه مؤلفات جليلة ورسائل تبلغ أكثر من ستين كتابا حقق فيها مسائل في السُّنّة وتاريخها
وقضاياها، وبعضها ما يزال مخطوطا ينتظر النور.
ومن
كتبه الشهيرة كتاب "فضائل المدينة المنورة"، وكتاب "عظم قدره صلى الله
عليه وسلم ورفعة مكانته عند ربه عز وجل"، وكتاب "مكانة الصحيحين".