نشرت صحيفة "
واشنطن بوست" تقريرا لمراسلتها في
دولة الاحتلال، شيرا روبن قالت فيه؛ إن الأسلحة الجديدة والأساليب التي يستخدمها جيش الاحتلال في المناطق الفلسطينية المحتلة، تزيد من تورط الولايات المتحدة في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.
وقالت الصحيفة؛ "إن مروحيات أمريكية الصنع قصفت مدينة فلسطينية (
جنين)، والمستوطنون يعيثون الخراب داخل قرية فلسطينية، يعيش فيها مواطنون أمريكيون (ترمسعيا)، لتجد إدارة الرئيس جو بايدن نفسها وسط نزاع في تصاعد مستمر".
تسلسل الأحداث في الضفة
وذكرت الصحيفة تسلسل الأحدث الأخيرة في الضفة، حين تحولت مداهمة لجيش الاحتلال قبل فجر يوم الاثنين في جنين إلى معركة استمرت ثماني ساعات، نشرت فيها قوات الاحتلال مروحيات أباتشي لإخراج الجنود الذين كانوا تحت إطلاق النار، بعدما انفجرت عبوات ناسفة زرعت في الطريق وجعلتهم عالقين في المدينة.
ولفتت إلى تصاعد الأحداث في اليوم التالي عندما قام مسلحان تابعان لحركة حماس بقتل أربعة مستوطنين انتقاما في الضفة الغربية. وفي يوم الأربعاء هاجم 400 مستوطن مسلح بلدة ترمسعيا، في الضفة الغربية، التي يشكل فيها الفلسطينيون- الأمريكيون نسبة 85%، أي حملة الجنسية المزدوجة، حسب رئيس بلديتها.
وأحرق المستوطنون عددا من البيوت والسيارات والحقول وأطلقوا النار على المدنيين. وفي وقت متأخر من ذلك اليوم، أعلنت إسرائيل أنها استخدمت مسيرات لأول مرة منذ 2006 لقتل ثلاثة فلسطينيين، وقطع المستوطنون من مستوطنة يزهار المتطرفة خطوط الكهرباء على بلدة عوريف، التي جاء منها منفذا الهجوم على مستوطنة عيلي.
ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتل، عندما سئل عن وجود أسلحة أمريكية قتلت مسلحين ومدنيين: "نواصل العمل مباشرة مع شركائنا الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية لدفع خطوات خفض التوتر".
وفي يوم الخميس، عبر السفير الأمريكي توم نايدز في لقاء مع شباب إسرائيليين وفلسطينيين عن موقف متشدد، حيث قال؛ إن الولايات المتحدة "لن تقف متفرجة على عنف المستوطنين، وندفع الإسرائيليين لعمل ما يجب عمله ووقف هؤلاء الناس"، ولكن القنصل السابق بنكاس قال؛ إن الولايات المتحدة قد تضطر للتخلي عن هذه الأفكار المبتذلة؛ لأن اليمين المتطرف في إسرائيل دعا علنا إلى العقاب الجماعي للمدنيين كجزء من استراتيجية ردع، وحصل على تأثير واسع على السياسات المدنية والعسكرية في الضفة الغربية. وفقا للصحيفة.
الحكومة تنفذ مطالب اليمين
ودعا وزير المالية في حكومة اليمين، بتسلئيل سموتريش الذي يحتفظ بمنصب بارز بوزارة الدفاع، لشن عمل عسكري واسع واستخدام الطيران الإسرائيلي، و"سحق شبكات الإرهابيين" في شمال الضفة الغربية ومدنها ذات الكثافة السكانية.
وعندما سألت إذاعة "كان" عضو الكنيست عن القوة اليهودية، يتسحاق كروزير، إن كان هو وزملاؤه في الحزب دفعوا نحو استخدام المسيرات، أجاب: "نحن مسرورون بأن مطالبنا نفذت".
ويعيش مئات الفلسطينيين- الأمريكيين في مجموعة من القرى قرب مدينة رام الله، ويطالبون الولايات المتحدة بالعمل على حماية شعبها، الذي يواجه الجيش والمستوطنين المسلحين، الذين يريدون استفزازهم وطردهم من أرضهم.
ونقلت "واشنطن بوست" عن تامر نصار المقيم في دالاس، الذي قتل قريبه عمر القطين، والذي يحمل البطاقة الخضراء يوم الأربعاء بترمسعيا، قوله: "لماذا تذهب أموال الضرائب التي أدفعها لتمويل حكومة إسرائيل التي تقتل مواطنين أمريكيين؟".
وقال نصار: "كأمريكي، يجب علي الدفاع عن بلدي ويجب على بلدي حمايتي أينما ذهبت"، وقال؛ إنه جاء وعائلته إلى ترمسعيا لقضاء الصيف، ولأن أولاده الأربعة صدموا من حرق المستوطنين للبيت ولشعورهم بعدم الأمان، فإنهم يخططون للعودة إلى أمريكا في أقرب وقت.
وقال المحلل العسكري الفلسطيني واصف عريقات: "نريد مزيدا من الضغط الأمريكي الذي يقول لإسرائيل؛ إن عليها التوقف عن بناء المستوطنات، وإلا فإنها ستتوقف عن إرسال الأسلحة".
وأضاف للصحيفة، أن المداهمات المستمرة لجنين شجع الجماعات المسلحة مثل حماس والجهاد الإسلامي وجماعات محلية صغيرة، على تجنيد أفراد وبأعداد غير مسبوقة وتطوير متفجرات وقنابل مصنعة محليا.
و"يعتقد المقاتلون الآن أن الطريقة الوحيدة لمواجهة الإسرائيليين هي قتالهم، وشجعهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش اللذان يقولان؛ إنه لا فرصة للفلسطينيين للعيش هنا". وفق عريقات.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي بارز؛ إنه على مدى عام ونصف، أصبحت المداهمات بسبب زيادة التفوق لدى الفلسطينيين "طويلة ومعقدة أكثر"، مما يجعل من عملية عسكرية مرجحا، التي قد تأخذ شكل إعادة احتلال جنين كما يقول محللون.