اعتبرت كاتبة إسرائيلية، أن إطلاق الصواريخ من
لبنان الأسبوع الماضي هو التطور الأكثر خطورة في الفترة الأخيرة، محذرة من خطورة عملية إسرائيلية عسكرية-أمنية تجر
حرب شاملة.
واتهمت تل أبيب حركة "
حماس" بالوقوف خلف إطلاق تلك الصواريخ، حيث قام جيش
الاحتلال بشن غارات عنيفة على مواقع للمقاومة في قطاع غزة.
وأوضحت ليلاخ شوفال في مقال بصحيفة "
إسرائيل اليوم"، أن "إطلاق 34 صاروخا من جنوب لبنان نحو الجليل الغربي ظهر الأربعاء، هو بلا شك الحدث الأمني الأخطر في هذه الجبهة منذ حرب لبنان الثانية في 2006، التفسير الفوري للنار، هو رد فلسطيني على أحداث المسجد الأقصى (اقتحام المسجد وضرب المعتكفين بشكل وحشي)، لكن بخلاف النار من قطاع غزة، في الساحة الشمالية الوضع أكثر تعقيدا بكثير، إذ إن نصر الله (أمين عام
حزب الله) هدد بأنه سيرد على كل عملية إسرائيلية في لبنان، وتهديده مسنود بعشرات آلاف الصواريخ الموجهة نحو إسرائيل".
وأضافت: "تهديدات نصر الله بأنه سيرد على كل عملية إسرائيلية تجاه لبنان، دفعت إسرائيل إلى أن تتجلد مرة تلو الأخرى على أعمال استفزازية من جانب نصر الله على مدى أشهر طويلة"، منوهة إلى أن "سياسة الاحتواء والرد غير المباشر من جانب إسرائيل زادت جدا ثقة نصر الله بنفسه، الذي رفع رهانه، وأضيف إلى تآكل الردع الإسرائيلي بالطبع الوضع الداخلي المهزوز في إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، ما جر احتجاج واسع لرجال الاحتياط وتوترات بين واشنطن وتل أبيب".
وقدرت الكاتبة، أنه في ظل التطورات الحالية "لم يعد يمكن لإسرائيل أن تواصل سياسة التجلد والاحتواء، كون إطلاق 34 صاروخا يغير الوضع دراماتيكيا، فبقعة الضوء هي القبة الحديدية، التي اكتملت بالضبط 12 سنة على اعتراضها الأول (7 نيسان/ أبريل 2011). بفضل اعتراض 25 صاروخا اطلقت نحو مستوطنات في إسرائيل، وكان يمكن للقادة الأربعاء أن يتخذوا القرارات من الرأس، وليس من البطن، وأن يحاولوا إيجاد شكل الرد الذي قد لا يجر إسرائيل إلى حرب شاملة مع حزب الله".
ومن أجل تحديد اتجاه العملية الإسرائيلية، فقد أوضح الناطق العسكري لجيش الاحتلال، العميد دانييل هجري، أن "الحدث وإن كان متعدد الجبهات، لكنه أحادي التنظيم".
وزعم أن "مصدر النار في الساحتين هو فلسطيني؛ حماس، لكن أيضا في جهاز الأمن يفهمون جيدا بأن نارا بمثل هذا المدى من جنوب لبنان لا يمكن أن يتم بدون إذن، أو على الأقل علم من حزب الله، لكن الناطق العسكري لم يذكر في أقواله حزب الله، وقضى فقط بأنه "لدولة لبنان توجد مسؤولية حين تطلق النار منها"، ونبه بأن إسرائيل تفحص أيضا مشاركة إيران".
ولفتت شوفال، إلى أن "إسرائيل أجرت الخميس الماضي مداولات أمنية حثيثة حول شكل الرد الإسرائيلي، بداية في الجيش وفي "الشاباك"، وبعد ذلك لدى وزير الأمن، وأخيرا، دون مفر، أمر رئيس الوزراء نتنياهو بانعقاد الكابينت السياسي الأمني، ومع أنهم في إسرائيل فعلوا كل شيء في الأشهر الأخيرة كي يمتنعوا عن الرد من خلال الهجمات في لبنان، انطلاقا من أن عملا إسرائيليا في لبنان سيجر ردا مضادا من حزب الله".
وذكرت أنه "من الصعب أن نرى كيف ستنجح إسرائيل في هذه المرة في الامتناع عن رد عسكري في لبنان"، منوهة إلى أن "المعضلة الأساس لأصحاب القرار في إسرائيل، كانت كيف تقلص قدر الإمكان احتمال اشتعال كامل، لكن رغم الرغبة الإسرائيلية في تقييد رد الفعل وحصره بالفلسطينيين، من المهم أن نذكر بأنه في المرة السابقة التي رد فيها الجيش على مصادر نار فلسطينية من لبنان، في آب/أغسطس 2021، رد حزب الله بإطلاق 19 صاروخا نحو "هاردوف"
ونبهت الكاتبة، بأن "الأهداف المركزية لجهاز الأمن حتى الخميس الماضي، كانت التبريد الشديد للأجواء المتوترة في القدس والرد في قطاع غزة وفي لبنان دون الدخول في حرب، لكن في لبنان من الصعب توقع دينامية الأمور، ونحن بالتأكيد يمكن أن نجد انفسنا في عدة أيام قتالية، إذا لم يكن أكثر من هذا".