تحدثت وكالة "
بلومبيرغ"
عن وجود مخاوف من سباق تسلح نووي عالمي، مشيرة إلى أن
روسيا صدرت ما يقرب من 7 أضعاف
كمية اليورانيوم عالي التخصيب إلى
الصين، خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من العام
الماضي، وفق بيانات معهد رويال يونايتد للخدمات في لندن.
وأوضحت
الوكالة أن صادرات روسيا إلى الصين من اليورانيوم عالي التخصيب، تتيح القدرة على
إنتاج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في
الأسلحة النووية، لافتة إلى أن الصادرات ستستخدم
في مفاعل "CFR-600"
الجديد الواقع بجزيرة "تشانغبياو" النائية.
وتوقع مسؤولو
المخابرات الأمريكية، أن يبدأ المفاعل النووي الصيني بالعمل خلال العام الجاري، لإنتاج
بلوتونيوم يمكن استخدامه في تطوير الأسلحة النووية، ما يساعد بكين على زيادة مخزون
الرؤوس الحربية النووية بنحو أربعة أضعاف في السنوات الـ 12 المقبلة.
ومن شأن ذلك
أن يسمح للصين بمضاهاة الترسانة النووية التي تنشرها الولايات المتحدة وروسيا
حاليا.
وقال الباحث
في برنامج العلوم والأمن العالمي بجامعة برينستون، تونغ تشاو، "إن السرية
المتزايدة والجهود الدبلوماسية القوية ضد توفير شفافية أكبر، أثارت الشكوك
الدولية".
وأضاف:
"لا أعتقد أن أي شخص يمكنه استبعاد الاستخدام العسكري المحتمل" لهذه
المواد.
وبحسب وكالة "بلومبيرغ"،
فإن مساعي الصين تأتي لتوسيع أسلحتها الذرية في وقت تتعرض فيه المعاهدة التي تحد
من المخزونات الاستراتيجية للولايات المتحدة وروسيا لخطر الانهيار، في ظل الحرب
على أوكرانيا.
وقال المحلل
بمعهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، بافيل بودفيغ، "من الممكن تماما أن
يكون برنامج الإنتاج (الصيني) مدنيا"، لكن الشي الوحيد الذي يوحي بالقلق هو
أن الصين توقفت عن الإبلاغ عن مخزونات البلوتونيوم.
ورأت الخبيرة
الألمانية في الحد من التسلح، هانا نوت، أنه "من الواضح أن الصين تستفيد من
الدعم الروسي"، موضحة أن الخطر بالنسبة لبكين هو توسع الولايات المتحدة في
مخزونها النووي الخاص ردا على خطوات الصين، وكذلك إلغاء الكرملين لمعاهدة الحد من
التسلح، مما يجعل "التضارب يزداد مرة أخرى".
وأفاد مسؤولو البنتاغون
بأن إمدادات شركة "روساتوم" الروسية المملوكة للدولة في 12 كانون الأول/
ديسمبر البالغة 6477 كيلوجراما من اليورانيوم يغذي برنامجا نوويا يمكن أن يزعزع
التوازن العسكري في آسيا، حيث تتزايد التوترات بشأن تايوان والسيطرة على بحر جنوب
الصين.
وفي 21 فبراير
الماضي، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا تعلق مشاركتها في اتفاقية
"ستارت"، وهو قرار وصفه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بـ"الخطأ
الكبير".