يواصل جيش
الاحتلال ملاحقة الفلسطينيين في مصادر عيشهم تحت ذرائع أمنية واهية، سواء كانوا من العمال العاملين في الداخل، أو المزارعين في المناطق التي تقام عليها المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، أو
الصيادين في عرض
البحر المتوسط قبالة شواطئ قطاع غزة.
منظمات حقوقية ممثلة لأصحاب مراكب الصيد في غزة أكدت أن الإجراءات الإسرائيلية تضر بمعيشة الصيادين الفلسطينيين، الذين يخرجون لكسب لقمة العيش في البحر، "لكنهم يشكلون صداعا يوميا لجنود الاحتلال ولذلك يخضعون لقيود شديدة بزعم الحفاظ على أمن الدولة، وأمن منشآتها الاستراتيجية وأمن الجنود".
يوآف إيتيل مراسل موقع
ويللا قال في تقرير ترجمته "عربي21" إن "الصيادين الفلسطينيين يحتكون يوميا بالقوات البحرية الإسرائيلية التي تلجأ لإرسال الإنذارات، والإعلان عبر مكبرات الصوت، ورشّ المياه، وإطلاق النار في الهواء أو الماء قرب زوارقهم، وفي حالات استثنائية، توقيف بعض القوارب، وحتى الاستيلاء عليها مؤقتًا، ثم تعيدها مرة أخرى بعد أيام أو أسابيع قليلة". وفق زعمه.
ونقل عن منظمة "مسلك" الحقوقية التي تمثل الصيادين أصحاب القوارب، أن "قطاع غزة يعاني منذ سنوات من تداعيات السياسة الإسرائيلية المتمثلة بفرض القيود على دخول معدات الصيد، وتقييد دخول الصيادين إلى البحر، ويقتصر على منطقة صيد محدودة يفرضها الاحتلال بشكل غير قانوني، فيما يواجه الصيادون الفلسطينيون مضايقات سلاح البحرية، من اعتقالهم ومصادرة قواربهم، مع العلم أن الصيادين مدنيون، وليسوا طرفًا في نزاع مسلح، ولا ينبغي تطبيق قوانين الحرب عليهم على الإطلاق".
وكشفت عن "محاكمة تجري في المحكمة المركزية بمدينة حيفا في غياب الصيادين من غزة، خاصة الصياد محمد الهسّي، الذي يعمل مع أربعة من أبنائه على متن السفينة، وكان والده حسين وأعمامه وإخوته من الصيادين المعروفين في غزة، ويعملون بمهنة الصيد طيلة حياتهم، والمركب مملوك للعائلة منذ سنوات عديدة، ويستخدمونه وأسرهم كمصدر وحيد للرزق، وفي المجموع يكسب خمسون شخصًا رزقهم بأجر يومي يبلغ 50 شيكل من القارب، الذي ينتج 1000-500 شيكل يوميًا".
وأوضحت أنه "حين يستولي الاحتلال على بعض القوارب، يتم حرمان أصحابها من مصدر رزقهم، ويصبح وضعهم الاقتصادي سيئا، حيث يتدهور بشكل كبير، ويعيش جميعهم في فقر مدقع، ويصبحون غير قادرين على إعالة أسرهم، وسداد المدفوعات العديدة التي يدينون بها للناس مقابل نفقاتهم".
وتؤكد العديد من إفادات الصيادين الفلسطينيين أن جنود الاحتلال سرعان ما يبدأون بإطلاق النار على القارب، وقبل إطلاق النار لا يسمعون أي تحذير، ولا يفهمون ما إذا كان إطلاق نار أو رصاصا مطاطيا، ويصبحون خائفين للغاية على حياتهم، وفي بعض الأحيان يقوم الجيش بتعصيب أعينهم، وتقييد أيديهم، وأخذهم مع القارب لسفينة الجيش، حيث يتم تجريدهم من ملابسهم، وتعريضهم للضرب من الجنود.
يذكر أن الاحتجاز طويل الأمد للسفن يزيد من سوء حالتها، ويهدد الأمن الغذائي للصيادين، وستكون سابقة خطيرة ستؤدي لتفاقم الأضرار التي لحقت بصناعة الصيد في غزة بشكل كبير، وتسمح لبحرية الاحتلال بمصادرة قوارب الصيد كأداة عقابية غير لائقة بحق الفلسطينيين، لأن القانون الدولي يعطي حماية خاصة لقوارب الصيد، لكن الاحتلال يحاول تهديدها، وفي الوقت نفسه حرمان العشرات من الصيادين من وسائل العيش، ممن باتوا يعيشون في حالة فقر مدقع.