هددت
كوريا الجنوبية بتعليق الاتفاق العسكري مع جارتها الشمالية إذا تكرر انتهاك بيونغيانغ لمجالها الجوي، بعد توغل طائرات مُسيرة في المجال الجوي لسيئول.
وقال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول إنه سيدرس تعليق الاتفاق العسكري المبرم بين الكوريتين عام 2018 إذا انتهكت
كوريا الشمالية مجال بلاده الجوي مرة أخرى، داعيا إلى بناء "قدرة رد ساحقة تتجاوز حدود التناسب".
وذكرت وكالة يونهاب للأنباء أن الرئيس اطلع على الإجراءات المضادة لطائرات كوريا الشمالية المسيّرة التي حلقت فوق بلاده الأسبوع الماضي، حيث انتقد يون طريقة تعامل الجيش مع الحادثة، وألقى باللوم جزئيا على اعتماد الإدارة السابقة على اتفاق 2018 الذي يحظر الأنشطة العدائية في المناطق الحدودية.
وأفادت الوكالة بأن يون أمر وزير الدفاع بتدشين وحدة شاملة للطائرات المسيّرة تقوم بمهام متعددة، بما يشمل المراقبة والاستطلاع والحرب الإلكترونية.
ودعا رئيس كوريا الجنوبية أيضا إلى تسريع عمليات التطوير لإنتاج طائرات مسيّرة لا يرصدها الرادار هذا العام، والإسراع بإنشاء نظام مضاد للطائرات المسيرة.
ونهاية العام الماضي، توغلت خمس طائرات مسيّرة كورية شمالية داخل المجال الجوي الكوري الجنوبي، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ خمس سنوات.
وفي أعقاب ذلك، اعتذر وزير الدفاع الكوري الجنوبي لفشل دفاعاته في إسقاط أيّ من تلك المسيّرات الخمس، رغم محاولة ذلك على مدى خمس ساعات.
من جهة أخرى، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي "كلفا فرقهما بالتخطيط لرد منسق فعال على عدد من السيناريوهات، من بينها استخدام السلاح النووي من جانب كوريا الشمالية".
وأوضح المتحدث أن المناورات النووية المشتركة مع كوريا الجنوبية ليست مطروحة لأن سيئول لا تمتلك أسلحة نووية، لكنه أضاف أن "الولايات المتحدة متمسكة بشكل تام بالتحالف معها… وتقدّم الردع الموسع من خلال المجموعة الكاملة للقدرات الدفاعية الأمريكية".
وتضاربت التصريحات مؤخرا بشأن هذه المناورات، حيث أكد بايدن الاثنين أنه لا توجد مناقشات بين الطرفين بشأن إجراء مناورات نووية مشتركة، لكن عقب هذا النفي بقليل جددت كوريا الجنوبية إعلان الرئيس يون أن البلدين يبحثان تنفيذ عمليات مشتركة تستخدم فيها القدرات النووية الأمريكية.
وكان الرئيس الكوري الجنوبي قال في مقابلة صحفية إن الأسلحة النووية مملوكة للولايات المتحدة، لكن تحضيرها وتَشارك المعلومات والمناورات والتدريبات يجب أن يُجرى بشكل مشترك مع بلاده، مضيفًا أن واشنطن تتلقى هذه الفكرة "إيجابيًا".
وجاءت تصريحات يون بعد دعوة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، إلى زيادة "هائلة" في ترسانة بلاده النووية، وتطوير صواريخ باليستية جديدة عابرة للقارات.
وتصاعدت التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية بشكل حاد عام 2022، مع إجراء كوريا الشمالية اختبارات على أسلحة كل شهر تقريبا، بما في ذلك إطلاقها صاروخًا باليستيا عابرا للقارات هو الأكثر تقدما.