مادتان في معاهدة حلف شمال الأطلسي "الناتو" كان يمكن أن تتفعلان في حال كانت روسيا وراء الانفجار في بولندا، إلا أنه تبين بأن صاروخا أوكرانيا كان السبب.
ماذا لو هاجمت القوات الروسية أحد أعضاء حلف
الناتو عن طريق الخطأ؟ هل نحن أمام سيناريو مخيف لحرب عالمية قادمة؟ سؤال مشروع بعد أن أثارت حادثة سقوط صارخ على الأراضي البولندية 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 ردودا متسارعة داخل حلف شمال الأطلسي، إلى جانب إعلان الحكومة البولندية النظر فيما إذا كانت ستحتاج إلى تفعيل المادة 4 من ميثاق الحلف.
سارعت أوكرانيا ووسائل إعلام بولندية لاتهام
روسيا بالوقوف وراء استهداف بولندا، ليتضح فيما بعد أن انفجار بولندا نتج عن صاروخ أوكراني.
ولكن ورغم تبرئة روسيا مما حصل، إلا أن الكثيرين سلطوا الضوء على المادتين الرابعة والخامسة من اتفاقية
حلف الناتو.
فما هما هذان البندان اللذان سيحددان شكل السيناريو القادم، إذا ما تعرضت دولة عضو في الحلف لهجوم روسي؟
اقرأ أيضا: هل بدأت دول "الناتو" بالاستعداد جديا لحرب نووية مع روسيا؟
تنص المادة رقم 4 من معاهدة حلف شمال الأطلسي، على أن لأي دولة عضو في الناتو تشعر بالتهديد من دولة أخرى أو منظمة إرهابية، الحق في تقديم طلب لبدء الدول الأعضاء مشاورات رسمية للبت فيما إذا كان التهديد موجودا وتحديد كيفية مواجهته، مع التوصل إلى قرارات بالإجماع.
ومنذ تأسيس الحلف، تم اللجوء للبند الرابع 6 مرات آخرها عام 2020 من قبل تركيا عندما طلبت عقد اجتماع طارئ للناتو لبحث الهجوم السوري في إدلب، الذي أسفر عن مقتل عشرات الجنود الأتراك.
أما المادة الخامسة فتعد جوهر الحلف، هكذا أطلق عليها الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، إذ تنص على أن "أي هجوم أو عدوان مسلح ضد طرف من أطراف الحلف يعد عدواناً عليهم جميعا. وبناء عليه، فإنهم متفقون على حق الدفاع المشترك عن أنفسهم".
وتنص كذلك على تقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التي تتعرض للهجوم.
ولم يجرِ تفعيل المادة 5 من المعاهدة إلا مرة واحدة في تاريخ الحلف، عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، حيث ألزم أعضاء الحلف بالوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في ردها على الهجمات.