نددت الدول النامية والناشئة، في مؤتمر شرم الشيخ للمناخ
كوب27، بعدم توفير
الدعم الكافي، لتعويض خسائرها جراء أزمات
المناخ.
وبرزت مسألة
التعويضات، في صلب المفاوضات بمطالبة الدول النامية باستحداث آلية خاصة لتمويل
"الخسائر والأضرار" التي تعرضت لها جراء تداعيات الاحترار المناخي.
وينص مشروع قرار عرضته
مجموعة الـ77 + الصين التي تمثل أكثر من 130 دولة ناشئة وفقيرة على أن يقرر كوب27
"إنشاء صندوق للدول النامية لتغطية تكاليفها على صعيد الخسائر والأضرار
الاقتصادية وغير الاقتصادية".
ويشمل المشروع أيضا
مرحلة انتقالية على أن تقر "المبادئ والتدابير التشغيلية" للصندوق خلال
مؤتمر كوب المقبل على أبعد تقدير، أي في نهاية العام 2023.
وعلق هارجيت سينغ من
شبكة "كلايمت أكشن نتوورك" التي تضم منظمات غير حكومية، بأن "الدول
الغنية والصناعية ولاسيما الولايات
المتحدة والاتحاد الأوروبي يمكنها أن تقرر الانضمام إليها أو الاستمرار بالوقوف
إلى الجانب السلبي من التاريخ فيما يعاني ملايين الأشخاص".
في المقابل، قال
الاتحاد الأوروبي إنه يفضل "إطلاق عملية" على غرار المسهلين الذين
عينتهم رئاسة المؤتمر الذين بعرضهم المواقف المختلفة المتباعدة تحدثوا عن
"عملية" لمواصلة المحادثات حتى 2024.
وأكد كونرود هونته
مفاوض أنتيغوا وباربودا التي ترأس تحالف الدول الجزرية الصغيرة: "لن تخرج أنتيغوا وباربودا من هنا من دون صندوق أخضر للخسائر والأضرار" مهاجما بقوة
مصادر الطاقة الأحفورية.
وحملت الدولة النامية
التي توالت على منبر المؤتمر طوال النهار بقوة على الأهداف غير الطموحة للدول
المتطورة.
من جانبه قال وزير
البيئة السنغالي أليون ندوي باسم مجموعة أقل الدول تقدما: "غياب القيادة
والطموح في مجال تخفيف انبعاثات غازات الدفيئة مقلق" منددا بثلاثة عقود
"زاخرة بخيبات الأمل".
وأضاف: "يجب أن
يتمتع جيلنا بالشجاعة والحكمة لتحمل مسؤولية تغيير مسار التاريخ لنسلم الأجيال
المقبلة كوكبا قابلا للعيش".
وسأل وزير التغير
المناخي في بيليز أورلاندو هابيت: "كم من مؤتمرات كوب طالبنا فيها بتحركات
مناخية عاجلة؟ وكم من المؤتمرات الإضافية سنحتاج؟ كم من الأرواح سيضحى بها؟"،
مطالبا مجموعة العشرين و"كبار الملوثين الآخرين" بتحركات.
وتتجه أنظار الكثير من
المشاركين في كوب27 إلى قمة مجموعة العشرين المنعقدة في بالي يومي الثلاثاء
والأربعاء ليروا بأي طريقة سيتناول قادة هذه البلدان الأزمة المناخية وتحركهم على
صعيدها، آملين بنبأ سار سيعطي دفعا للمفاوضات الحاصلة في مصر.
وقال فرانس تيميرمانس
نائب رئيسة المفوضية الأوروبية في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر:
"لا تدعوا أحدا هنا أو في الخارج يقول لكم إن الاتحاد الأوروبي يتراجع. لا
تدعوهم يقولوا لكم إن غزو روسيا لأوكرانيا يقضي على الميثاق الأوروبي الأخضر وإننا
نهرول وراء الغاز".
وأوضح أنه بفضل إقرار
تشريعات عدة في الأسابيع الأخيرة فقد "بات الاتحاد الأوروبي مستعدا لتحديث
التزاماته" لخفض الانبعاثات بما لا يقل عن 57% بحلول 2030 مقارنة بمستويات
العام 1990 في مقابل 55% على الأقل راهنا.
وعلى غرار إعلان تركيا
زيادة التزاماتها الثلاثاء، فقد لقي كلام الاتحاد الأوروبي استقبالا فاترا من جانب
الناشطين.
فقالت كيارا مارتينيلي
من "كلايمت أكشن نتوورك أوروبا": "الأزمة المناخية الملحة التي نحن
فيها تستحق أكثر من الفتات الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي".
ومن المقرر أن يشارك الرئيس
البرازيلي المنتخب لويس إينياسيو لولا دا سيلفا مع ترقب خطته لحماية الأمازون بعد
قطع كثيف لأشجار هذه الغابة المطيرة التي تعتبر "رئة العالم"، خلال عهد
جايير بولسونارو.
وكتب اليساري لولا
الذي تولى رئاسة البرازيل سابقا بين العامين 2003 و2010، في تغربدة من شرم الشيخ
في مصر حيث يعقد مؤتمر المناخ السنوي الذي تنظمه الأمم المتحدة: "ستعود
البرازيل مرجعا على صعيد المناخ العالمي".
في عهد اليميني بولسونارو،
أصبحت البرازيل، وهي أكبر دولة في أمريكا اللاتينية، معزولة على الساحة الدولية،
بسبب سياسات تفاقم قطع أشجار الأمازون في غابة حيوية دمرت الحرائق جزءا كبيرا
منها.
وكان الرئيس المنتهية
ولايته يتخّذ قرارات تصبّ في مصلحة الصناعات الغذائية المكثفة والقطاع المنجمي
ويقتطع في ميزانيات حماية البيئة.
في المقابل، وعد لولا
بالعمل على الوقف التام لقطع أشجار الغابات.
وتشكّل غابة الأمازون
المدارية التي تقع 60% من مساحتها الإجمالية في البرازيل، أكبر بئر للكربون في
العالم، وهي حيوية لمكافحة الاحترار المناخي.
وبسبب الاحترار وقطع
الأشجار، فقد باتت الغابة في وضع هش جدا. وأظهرت دراسة نشرت في آذار/ مارس الماضي أن
الغابة أصبحت تقترب بسرعة أكبر من المتوقع من "نقطة اللاعودة" التي قد
تحولها إلى سافانا (أرض عشبية مع موسم جفاف طويل).
وأكدت وزيرة البيئة
البرازيلية السابقة مارينا سيلفا العضو في فريق الرئيس المنتخب والتي قد تتولى هذه
الحقيبة مجددا، أن حماية الأمازون "ستشكّل أولوية استراتيجية" بعد تولي
لولا مهامه في الأول من كانون الثاني/ يناير 2023.
وأكدت أن بلادها
ستتحرك "بوسائلها الخاصة" من دون أن تربط جهودها هذه باستئناف المساعدة
الدولية التي علقتها دول عدة بسبب سياسات بولسونارو التي أعطت امتيازات للصناعات
الغذائية على حساب غابة الأمازون.