رصدت الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية جملة من التطورات الإيرانية الأخيرة، داخليا وخارجيا، مما دفع جنرالات إسرائيليين للحديث عما أسموها اللحظة التاريخية المناسبة للتعامل مع التهديد الأول أمام دولة الاحتلال.
عاموس يادلين وأودي أبينثال الجنرالان الإسرائيليان
البارزان زعما في القناة 12، أن "ما تشهده إيران مؤخرا من احتجاجات، بجانب
تورطها المتزايد في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، يوفر لإسرائيل فرصة
نادرة تقريبًا لزيادة تآكل مكانة إيران الدولية، مما قد يستدعي الحاجة لتحرك
إسرائيلي باتجاهها، مع تحديث الاستراتيجية الفائقة، وصياغة خطط عملية ضد جميع
أبعاد التحدي الإيراني، وعلى رأسها القضية النووية، خاصة مع ظهور خمسة اتجاهات مهمة
في السياق الإيراني".
وأضافا في مقال مشترك ترجمته
"عربي21" أن "التطور الأول هو الاحتجاج الداخلي، رغم عدم قدرة
إسرائيل على التنبؤ بمآلاته، لكن من الواضح أن النظام لديه الموارد والقوى
والوسائل الفعالة للسيطرة والقمع، والثاني هو الانحياز الإيراني بوضوح لا لبس فيه
إلى روسيا، وتورطها حتى عنقها في مساعدة الجهود القتالية ضد أوكرانيا، عبر تزويد
روسيا بمئات الطائرات الانتحارية، وإرسال مدربين من الحرس الثوري لشبه جزيرة
القرم، وبات توريد الصواريخ الباليستية مطروحا على جدول الأعمال".
وأشارا إلى أن "التطور الإيراني
الثالث يتمثل باستمرار التوسع الإقليمي، ومحاولات ترسيخ نفسها في كل مراكز الشرق
الأوسط، بإنشاء حكومة موالية في العراق، وتواصل دعم نظام الأسد، وتسليح حزب الله،
وتهديد السعودية، وتمويل ودعم المنظمات الفلسطينية، والتطور الرابع هو الإضرار
بمكانة إيران الدولية والإقليمية، عقب القرار الغربي بأن إمداد إيران لروسيا
بالمسيرات يشكل انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن، وفرض عقوبات إضافية ضدها، مما سيؤدي
لزيادة الضغط عليها في الساحة الدولية".
وأكدا أن "الاتجاه الخامس والأخطر
هو استمرار التقدم في البرنامج النووي، رغم فشل العودة للاتفاق النووي 2015، لأن
التطورات الأربعة السابقة تجعل عودة الأوروبيين والأمريكيين للاتفاق أكثر صعوبة،
لكن يجب ألا نتجاهل حقيقة أنه في كل يوم بدون اتفاق، يقترب الإيرانيون من العتبة
النووية، وتكديس المواد الانشطارية والتخصيب لمستويات عالية".
اقرأ أيضا: NYT: هل ترد "إسرائيل" على مُسيرات إيران بدعم أوكرانيا؟
إيهود يعاري المستشرق الإسرائيلي وعلى موقع القناة 12، وضع يده "على تطور إيراني سادس بما تشهده حدودها الشمالية مع أذربيجان، وهي دولة شيعية، لكنها حليفة لإسرائيل، حيث تحدث تطورات مهمة، وصلت حد تبادل الضربات بين طهران وباكو، وهو تطور يعني كثيرا تل أبيب، خاصة المناورات الإيرانية الكبيرة على حدود أذربيجان في رسالة تهديد، وتضمنت نشر جسور عبر نهر آريس الفاصل بينهما، فيما كانت الموسيقى الخلفية سلسلة تصريحات لقادة الحرس الثوري، بأنهم لن يقبلوا بـ"القواعد الإسرائيلية" التي تعمل ضدهم من داخل أذربيجان، التي تنكر منذ سنوات الاتهامات الإيرانية بشأن هذه القضية".
وأضاف في مقال ترجمته
"عربي21" أنه "ليس سراً أن أذربيجان تشتري المعدات العسكرية
الإسرائيلية المتطورة، بما فيها الطائرات بدون طيار وصواريخ لورا، وهي أيضًا مورد
مهم من النفط الوارد لإسرائيل عبر خط الأنابيب من جورجيا إلى ميناء كيهان التركي
في البحر المتوسط، حتى أن إيران استنفرت مؤخرا حين قام وزير الحرب بيني غانتس
بزيارة جارتها الشمالية مؤخرًا".
في الوقت ذاته، رصدت المحافل الأمنية
الإسرائيلية زيادة التوتر في طهران عقب قيام الصحافة الأذرية بشن حملة إعلامية تدعو
لانسحاب ثلاث محافظات أذرية تقع في شمال غرب إيران، تحت مسمى "أذربيجان
الجنوبية"، فضلا عن إيواء باكو لقادة المعارضة من الأذريين الإيرانيين، مع
وجود 17 مليون أذري في إيران، لغتهم قريبة من التركية، ويعتبرون من أقلية البلاد،
حتى أن المرشد الأعلى خامنئي نصف أذربيجاني، ورغم ذلك فقد وقفت إيران مؤخرا بجانب
أرمينيا في نزاعها الأخير مع أذربيجان.
يشير الرصد الإسرائيلي الجاري للتطورات
الإيرانية الداخلية والخارجية، إلى توجه بتصوير إيران على أنها ليست مشكلة
لإسرائيل فقط، وليست تهديدا للشرق الأوسط فحسب، بل للعالم كله، بزعم انخراط أسلحتها
في الحرب الأوكرانية، مما يعني أنها تهدد أوروبا ذاتها، مما يستدعي جهداً مشتركاً
من المجتمع الدولي والغرب ودول الخليج وإسرائيل للتعامل معها، وزيادة الضغط عليها
لكبح برنامجها النووي المستمر في التوسع.
التقدير الإسرائيلي السائد أنه بعد
انتخاباتها، من المناسب دراسة مسار العمل مع الأمريكيين، بإنشاء جبهة مشتركة ضد
إيران في أوكرانيا، بحيث توافق إسرائيل على حمايتها من المسيّرات والصواريخ
الإيرانية، وفي المقابل تلتزم الولايات المتحدة بعدم العودة للاتفاق النووي 2015.
عنصرية إسرائيلية تجاه فلسطينيات الداخل بسبب الإنجاب
جنرال إسرائيلي: نظام عالمي جديد يتشكل وليس في صالحنا
معلق إسرائيلي: حادث ماليزيا هو أكبر إخفاق منذ حادثة "المبحوح"