لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التحريض على فلسطينيي48، بزعم أنهم تهديد استراتيجي على "الدولة اليهودية"، سواء بسبب تزايد أعدادهم، أو انخراطهم في الأعمال الوطنية، وإثبات ولائهم للقضية الفلسطينية، وفشل مخططات الأسرلة والتهويد التي مورست عليهم طيلة سبعة عقود من دولة الاحتلال.
آخر مسلسل التحريض الإسرائيلي على فلسطينيي48 تمثل في وثيقة أمنية أعدها عدد من كبار الضباط والجنرالات من رابطة "الأمنيين"، ويمثلون تيارات اليمين واليسار، تخلص إلى أن وجود أغلبية فلسطينية في قلب الجليل شمال فلسطين المحتلة يعتبر خطرا استراتيجيا على الدولة، ويعتبرون أن معارضة الحكومة لمخططات تنمية الاستيطان اليهودي في الشمال تزيد من مظاهر القومية العربية.
يائير كراوس الكاتب في صحيفة "مكور ريشون" ذكر أن "الأسابيع الأخيرة شهدت قيام مسؤولين كبار سابقين في المؤسستين الأمنية والعسكرية بصياغة وثيقة لاذعة تشير إلى الجليل كمنطقة تشكل تهديدًا أمنيا واستراتيجيا للدولة، بزعم أن وزارتي الداخلية والإسكان تضعان العراقيل في طريق الاستيطان اليهودي في هذه المنطقة، لأن النسبة المئوية لليهود حاليا 14% فقط، وهي آخذة في الانخفاض باطراد، مما يجعل التهديد الأمني والاستراتيجي في ازدياد، وقد يتدهور الوضع على الأرض".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "جولة قام بها عدة مسؤولين أهمهم الجنرال آيال بن رؤوفين عضو الكنيست السابق وبيتسلئيل سموتريتش وأوريت ستروك، وزعموا أنهم ليسوا قلقين من التهديد الخارجي، بل الداخلي، بزعم أن منطقة الجليل تشهد أقلية يهودية صغيرة أمام أغلبية عربية، وأن هذا الواقع الديموغرافي يشجع على ظهور وجهات النظر القومية بين فلسطينيي48 والتحريض ضد الدولة، زاعمين أن الطريقة الوحيدة لاستدراك هذا الوضع هي تعزيز الاستيطان اليهودي، وتغيير التوازن الديمغرافي".
اقرأ أيضا: إحباط إسرائيلي من إفشال فلسطينيي 48 مخططات الأسرلة
ونقل عنهم أن "هذه قضية استراتيجية تتحدى مفهوم إسرائيل للأمن القومي، ولها عواقب وخيمة على أمن مستوطني الشمال، لأنه في حالة حدوث حرب على حدود الدولة فسيتم إغلاق الطرق الرئيسية، وستصاب مناطق بأكملها بالشلل بسبب النيران الداخلية، حتى لو كانت حجارة وزجاجات حارقة، وقد تجسد هذا التهديد في حرب غزة الأخيرة 2021، وأصبح السيناريو المحتمل أمرا واقعا داخل البلدات العربية، وهذا ضوء أحمر لا يمكن تجاهله، يتطلب الاهتمام".
يدعي الإسرائيليون أن وجود أغلبية فلسطينية في منطقة الجليل يخلق لديهم شعوراً بالتفوق الديموغرافي، وظهور دعوات لمطالب سيادية بالحكم الذاتي والكونفدرالية، وربما تشكيل دولة في المستقبل، في ضوء شعورهم بالحرمان منذ عقود، فضلا عن استغلال قوى معادية للاحتلال مثل حماس وحزب الله لهذا الوضع لتحريضهم تمهيدا لإنتاج نواة مسلحة في الجليل، مما يعني احتمالية مواجهة إسرائيل حربا ضد عدو خارجي، وفي الوقت ذاته حرب داخلية داخل المجتمع الإسرائيلي.
من الواضح أن هذا التحريض الإسرائيلي على فلسطينيي48 يتزامن مع دعوات لتوطين مئات الآلاف من اليهود في الجليل، وهي دعوات تصدر من معسكري اليمين واليسار بزعم وجود حالة إجماع كامل عليها ضد الفلسطينيين، ويجعل من هذه القضية على جدول أعمال الحكومة القادمة، بغض النظر عمن سيصبح رئيسًا للوزراء، بزعم أن دولة الاحتلال تعاني من قصور ديموغرافي وجغرافي حاد، وبالتالي فإن ما يسمونها "الحرب على الجليل" هي صهيونية اليوم بامتياز، مع مخاوف من استهداف جديد ضد فلسطينيي48 في الشمال.
الاحتلال يرجئ استخراج الغاز من "كاريش" إلى ما بعد سبتمبر
يديعوت: غزة تشل حركتنا جنوبا دون أن تطلق رصاصة واحدة
صحف الاحتلال تشكك بجدوى تصفية الظواهري