تتجه الأنظار نحو البلدة القديمة في القدس المحتلة، الأحد، مع استعداد مستوطنين متطرفين إلى إحياء ما يعرف بـ"مسيرة الأعلام".
وأعلنت شرطة الاحتلال تأهبها لحدوث أي مواجهات خلال مسيرة الأعلام، التي رفض رئيس الوزراء نفتالي بينيت تغيير مسارها، وإصراره على المرور من باب العامود.
مائير ترجمان الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "رئيس الوزراء نفتالي بينيت أجرى نقاشات مكثفة حضرها وزير الأمن الداخلي عومر بارليف، ومفوض الشرطة يعكوب شبتاي، واستمع منهما عن استعدادات الشرطة لأحداث الأحد، مؤكدا على ضرورة توفر المعلومات الاستخبارية أولا بأول".
وأضاف أنه "بجانب
التأهب الأمني للهجمات المسلحة،
أو إطلاق الصواريخ من غزة، يسعى الاحتلال لمنع بث أي صورة أو مقطع فيديو مسيء له حول
العالم من قبل عشرات الفرق الإعلامية التي ستغطي الحدث، كما حصل في جنازة الصحفية
شيرين أبو عاقلة، ومهاجمة نعشها، ما عرض الاحتلال لانتقادات واسعة في جميع أنحاء
العالم".
في الوقت ذاته، كشفت
تسريبات إسرائيلية من النقاشات التي جرت في الأيام الأخيرة لدى المؤسستين العسكرية
والسياسية أنه لا توجد تحذيرات ملموسة بشأن اضطرابات أو إطلاق صواريخ من غزة، لكن
لدى الجميع حساسية واضحة ومألوفة، ومع ذلك، فقد رفعت أجهزة أمن الاحتلال حالة التأهب
في القدس المحتلة والمدن العربية في فلسطين48 إلى المستوى الذي يسبق أعلى مستوى من
التهديد، كما أنه تقرر إلغاء الإجازات والحضور الكامل لجميع ضباط الشرطة، ونشر 3000
شرطي في القدس وعكا واللد.
وتبدي أوساط الاحتلال
تخوفاً بعيد المدى في حال تم تغيير مسار مسيرة الأعلام هذا العام، وهي التي سارت في
هذا المسار منذ 33 عامًا، وكانت تمر بباب العامود، باستثناء العام الماضي 2021 عندما
قررت الحكومة تحويل مسارها عقب صواريخ حماس، أما حاليا فلا توجد نية لتكرار ذلك
خشية أن يمنح هذا التنازل الفلسطينيين على اعتبارها سابقة عند كل حدث، رغم إبقاء
البوابات الشمالية للمسجد الأقصى مفتوحة أمام دخول المسلمين، دون حصول احتكاكات مع
المستوطنين اليهود.
وتتحدث التقديرات الإسرائيلية
عن مشاركة 16 ألف مستوطن يهودي في المسيرة، نصفهم من النساء، وفي الأيام الأخيرة شنت
قوات الاحتلال حملة اعتقالات في صفوف المقدسيين طالت أكثر من 100 حالة استعدادًا للمسيرة،
رغم عدم وجود أي تحذيرات مستهدفة لهجمات مسلحة.
اقرأ أيضا: يديعوت: مسيرة الأعلام أكبر تحد أمام حكومة نفثالي بينيت
دعت حركة "حماس" كافة الفلسطينيين في القدس المحتلة، والداخل، وقطاع غزة للقيام بهبة جماهيرية واسعة ضد مسيرة الأعلام.
وقالت الحركة في بيان "ليكن يوم الأحد هبة جماهيرية واسعة لشعبنا وأمتنا، في كل أماكن تواجدهم دفاعا عن القدس والأقصى".
كما طالبت الفلسطينيين بـ"الاحتشاد في عموم فلسطين وخارجها، ورفع العلم الفلسطيني في كل مكان، تأكيداً على عروبة الأرض".
الفصائل تحذر
حذرت الفصائل الفلسطينية في مدينة غزة مساء اليوم الخميس، الاحتلال الصهيوني من ارتكاب أي حماقة عبر اقتحام المسجد الأقصى من خلال مسيرة الأعلام، مؤكدة أن هذا المخطط سيكون برميل بارود سيشعل المنطقة بأكملها.
وقال عضو قيادة إقليم قطاع غزة في حركة حماس زكريا أبو معمر في ختام اجتماع للفصائل الفلسطينية، إن الفصائل الفلسطينية والغرفة المشتركة في حالة انعقاد دائم، وتراقب وتتابع من كثب كل ما يصدر عن العدو من تصريحات وصور للأحداث والاعتداءات في الأقصى.
وأعلن أن الفصائل الفلسطينية في حالة استنفار عام، داعيا شعبنا إلى الدفاع عن الأرض والمقدسات ومواجهة الهجمة الصهيونية على مقدساتنا وإلى الاشتباك مع العدو في كل نقاط التماس، داعيا كذلك "جماهير شعبنا في القدس والضفة والداخل إلى الاحتشاد في الأقصى ابتداء من يوم غد، واعتبار يوم الأحد يوما وطنيا للدفاع عن الأقصى والنفير العام".
وحمل حكومة العدو تبعات ما سيُصاحب هذه الاعتداءات من ردود، مشددا على أن "شعبنا لن يقف مكتوف الأيدي، وسيتصدى بكل الأشكال لهذا المخطط بهدف حماية شعبنا ومقدساتنا".
وأكد أبو معمر أنّ شعبنا ومقاومته لن يتراجعوا عمّا حققته معركة سيف القدس، مشددا على جهوزية كل الساحات وترابطها للرد على العدوان.
ومنذ سنوات، بدأت أعداد المشاركين بالمسيرة، المارين من خلال باب العامود، تزداد.
وبرز اسم هذه المسيرة بشكل أكبر في العام الماضي، عندما هددت فصائل فلسطينية بإطلاق الصواريخ من غزة على القدس الغربية في حال السماح بالمسيرة، فتم تأجيلها عن موعدها لعدة أسابيع قبل أن تتم تحت إجراءات أمنية مشددة.
الآلاف يشيعون جثمان أبو عاقلة بحضور رسمي واسع (شاهد)
الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة (إنفوغراف)
إطلاق النار على شاب في القدس بعد تنفيذه عملية طعن (شاهد)