سياسة عربية

المغرب يطلق منصة محمد السادس للحديث الشريف.. لماذا؟

المغرب يطلق منصة للعناية بالحديث الشريف (الأناضول)

أعلن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق، عن إطلاق منصة محمد السادس للحديث الشريف، في خطوة قال إنها تهدف للمساعدة في صون وحفظ الأحاديث النبوية الشريفة.

وقال الوزير، خلال ندوة صحفية عقدها اليوم الإثنين بمقر الوزارة: "إن المشروع جاء تنفيذا لأمر ملكي، واشتغل عليه لمدة سنة كاملة 8 من العلماء المتخصصين في الحديث الشريف، وتمكنت من حصر المتن الذي سيعرض في المنصة، ويتكون من 10 آلاف حديث، مع تبيان الصحيح من الضعيف من المكذوب".
 
وشدد التوفيق، على أن "العناية بالحديث الشريف، كانت حاضرة في عهد الدولة العلوية، حيث كانت الدروس الحديثية في عهد السلطان مولاي يوسف، تمهيدا للدروس الحسنية".

وتجلت "العناية بالحديث الشريف في أمور كثيرة، منها تجديد دار الحديث الحسنية، بناية وبرنامجا، ثم إحداث جائزة الحديث الشريف، وإقامة الدروس في الإذاعة والتلفزيون".

ويرى المسؤول الحكومي، أن "إحداث المنصة يهدف إلى معرفة الناس للحديث الصحيح، وأن يصان الحديث من التزوير والعبث".

وأشار التوفيق، إلى أن "الإطار المؤسساتي للمشروع، هو إمارة المؤمنين المنوط بها حفظ الملة والدين"، مؤكدا أن "إمارة المؤمنين تقوم على البيعة، التي تعني أن تبيع الأمة المشروعية في الحكم لإمام مقابل الالتزام بشروطها التي تنص عليها الكليات الخمس".

وحول علاقة المغاربة بالعناية بالحديث الشريف قال التوفيق: "أما المغاربة فقد كانوا من أشد الناس حرصا على العناية بالحديث، وتجلى اهتمامهم في جوانب كثيرة منها الرحلة للتلقي ووضع المصنفات والشروح والاختصاص ببعض الأسانيد والاحتفال الرسمي والشعبي بختم البخاري ووضع كتب تجمع بين الصحيحين ووضع مختصرات وترتيب قراءات لتوعية الناس بمكانة الحديث كقراءة كتاب الشفاء للقاضي عياض. وكانت هذه العناية حاضرة لا سيما في عهد الدولة العلوية. وقد كانت الدروس الحديثية في حضرة السلطان سيدي محمد بن يوسف بمثابة تمهيد للدروس الحسنية".

واعتبر أنه ومن هذا المنظور أسس العاهل المغربي الملك الحسن الثاني مؤسسة دار الحديث الحسنية، وهو إجراء دعمه الملك محمد السادس بتجديد دار الحديث الحسنية؛ وإحداث جائزة أهل الحديث؛ والأمر بإقامة الدروس الحديثية التكوينية والتفاعلية في الإذاعة والتليفزيون، وأخيرا إقامة هذه المنصة.

 



يذكر أن الدروس الحسنية هي دروس تلقى بحضرة ملك المغرب، وتحت رئاسته الفعلية وبحضور كوكبة من العلماء والمشايخ والدعاة والقراء وأصحاب الفكر والثقافة من المغرب وخارجه طيلة أيام شهر رمضان، أنشأها الحسن الثاني سنة 1963م وتزامن ذلك مع انتخاب أول برلمان مغربي.

وقد تحول القصر الملكي بالرباط إلى جامعة رمضانية، يتم دعوة الفقهاء والباحثين لإلقاء دروسهم من خلالها حول قضايا وهموم الأمة الإسلامية ومشاكلها، وفق منهجية علمية. 

ويدعى لحضور هذه الدروس أكابر شخصيات الدولة المغربية، من أمراء ومستشارين وضباط ووزراء ورؤساء الفرق البرلمانية وأعضاء الدواوين الوزارية ورؤساء المجالس العلمية وعمداء الجامعات، والعديد من الشخصيات العلمية والثقافية وأصحاب الفكر والرأي، كما يحضر هذه الدروس السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي المعتمد في المغرب.

ومن أهم الأسماء التي مرت بجامعة الدروس الحسنية الإمام أبو الأعلى المودودي وشيوخ الأزهر كجاد الحق علي جاد الحق، والمجاهد الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والزعيم الشيعي الإمام موسى الصدر، والعلامة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي أمين عام رابطة العالم الإسلامي، والشيخ أبي الحسن الندوي والشيخ متولي الشعراوي، والشيخ سعيد رمضان البوطي، والشيخ محمد الحبيب بلخوجة، والدكتور عصام أحمد البشير، وصبحي الصالح، والعلامة الشيخ يوسف القرضاوي، والدكتور عبد الصبور شاهين، والشيخ محمد سيد طنطاوي، والشيخ عبد الله بن بيه.

أما أبرز المشاركين من علماء المغرب فهم: المكي الناصري، والعلامة علال الفاسي، والشيخ عبد الله كنون، والفقيه الرحالي الفاروقي، والعلامة الدكتور أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب والرئيس المنتدب لـمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، والدكتور عبد الكبير العلوي المدغري، ومحمد الأزرق، والشيخ الغازي الحسيني، والدكتور لسان الحق، والدكتور محمد يسف والدكتور أحمد عبادي وفريد الأنصاري ومصطفى بن حمزة، والدكتور فاروق النبهان وغيرهم. 

تميزت الدروس في عهد محمد السادس باعتلاء المرأة لأول مرة المنبر الحسني في شخص الدكتورة رجاء الناجي المكاوي.