صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: تحولنا من عشيقة سرية إلى شريكة علنية

قمة النقب شهدت اجتماعا تطبيعيا هو الأول من نوعه داخل الأراضي المحتلة- الأناضول

يرصد الإسرائيليون التطورات في علاقاتهم مع الدول العربية المطبعة معهم، التي سبقت قمة النقب، سواء تلك التي بدأت في 22 آذار/ مارس حين التقى رئيس الوزراء نفتالي بينيت والرئيس المصري السيسي وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد في شرم الشيخ، ثم لقاءات وزيري الخارجية يائير لابيد والحرب بيني غانتس بالملك الأردني عبد الله الثاني، وتتويج العلاقات في قمة النقب التي جمعت لابيد مع نظرائه في الإمارات والبحرين والمغرب ومصر، فضلا عن أمريكا.

 

وذكر إيلي فوده المستشرق الإسرائيلي، وأستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعات الإسرائيلية، أن "هذا الوضع الإقليمي جعل من إسرائيل محورا مركزيا في الجهود ضد إيران، ويضعها في موقع رئيس، سواء من خلال الدفاع عن دول الخليج من هجمات الحوثيين في اليمن، أو إتاحة الفرصة أمامها لزيادة وزنها في ما يتعلق بوساطتها بين روسيا وأوكرانيا، بجانب مساعدة مصر في إيجاد حلول لمشكلتها المتمثلة في الأمن الغذائي عقب حرب أوكرانيا، ومساعيها للحصول على مساعدة مالية واقتصادية".


وأضاف في مقال على موقع "القناة 12" العبرية، ترجمته "عربي21"، أن "علاقات إسرائيل التطبيعية لم تقتصر على المشاركين في قمة النقب، فلدينا السعودية وتركيا وقطر، سواء من خلال زيارة الرئيس يتسحاق هرتسوغ إلى أنقرة ولقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أو لقاء رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي مع نظيره القطري، فضلا عن اللقاءات غير المعلنة مع حكام الرياض، وكل هذه الاتصالات تقدم مؤشرا آخر على تغيير مكانة إسرائيل في المنطقة". 

 

"عشيقة سرية"


ولا تتردد المحافل السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية في القول إن توالي هذه اللقاءات مع دول المنطقة، نقل إسرائيل من درجة إلى أخرى، بحيث لم تعد في مرتبة "العشيقة السرية"، وهو دور دأبت علية طيلة عقود ماضية، حين كانت علاقتها مع الدول المطبعة الحالية خفية، أما اليوم فقد أصبحت علاقاتها معروفة للجمهور، وبالتالي فإنها انتقلت إلى درجة "الشريكة العلنية".


في الوقت ذاته، هناك نقطة لا يراها إلا المتابعون للشأن الإسرائيلي، وتتمثل في أن جانبا مهما من هذه التطورات السياسية مع الدول العربية المطبعة يتمثل في المنافسة الناشئة بين قادة الحكومة: نفتالي بينيت رئيس الحكومة، ويائير لابيد وزير الخارجية، وبيني غانتس وزير الحرب، فكل منهم يحاول ملاءمة الإنجازات السياسية الحاصلة لصالحه الشخصي والحزبي، خاصة أمام الرأي العام الإسرائيلي، وقد تجلى ذلك في العديد من السلوكيات اللافتة، التي قد تسفر عن توترات مع الدول المطبعة.