قررت إيران تعليق محادثاتها التي توسطت فيها بغداد؛ بهدف نزع فتيل التوترات المستمرة منذ سنوات، مع السعودية، بعد يوم من تنفيذ الأخيرة لأكبر عملية إعدام جماعي معروفة في تاريخها الحديث، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
كما أفاد الإعلام الرسمي الإيراني، الأحد، بأن أي موعد لجلسة جديدة من الحوار بين طهران والرياض لم يتم تحديده.
وأفاد موقع "نور نيوز" الإيراني، المقرب من مجلس الأمن القومي في البلاد، بأن الحكومة أوقفت من جانب واحد محادثات، كانت تجريها مع السعودية في بغداد العام الماضي بهدف إعادة العلاقات الدبلوماسية.
ولاحقا، أوردت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، أنه "لم يحدد بعد موعد لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات بين إيران والسعودية".
وأضافت: "لم تعلن إيران بعد موعدا محددا لهذه المفاوضات"، مشيرة الى أن "بعض المصادر الإخبارية أفادت أن المباحثات بين إيران والسعودية تم تعليقها مؤقتا"، في وقت سابق اليوم.
وكان وزير الخارجية العراقي قال السبت؛ إن الجولة الرابعة من المحادثات بين الوفدين السعودي والإيراني، من المقرر أن تستأنف الأربعاء القادم في بغداد.
ويأتي تعليق المحادثات في أعقاب إعدام السعودية 81 شخصا أدينوا بجرائم تتراوح من القتل إلى الانتماء لجماعات مسلحة، فيما يعتقد نشطاء أن المجموعة التي تم إعدامها تضم 41 شيعيا.
الحوثي يدين
اتهم الحوثيون، الأحد، السعودية باعدام اثنين أسرى من عناصر الجماعة، ضمن مجموعة الـ81 شخصا الذين أعدمتهم السعودية.
وقال المكتب السياسي للجماعة في بيان الأحد، إن اثنين من المعتقلين اليمنيين السبعة الذين أعدمتهم السعودية، كانا عسكريين في صفوف القوات الأمنية التابعة للحوثي.
وأَضاف مكتب الجماعة السياسي أن "جريمة إعدام الأسيرين وغيرها لن تسقط بالتقادم"، محملة النظام السعودي تبعات هذه الممارسات التي اعتبرتها "إجرامية"، حسب البيان.
فيما ندد رئيس لجنة شؤون الأسرى في الجماعة، عبدالقادر المرتضى، بصمت الامم المتحدة أمام هذه الجريمة ـ حد وصفه ـ التي ارتكبها النظام السعودي بحق أسيرين من أسرى الجماعة لديه.
وقال المرتضى: "إن صمتها وهي الراعية الرئيسية للملف يضعها في دائرة الشك والريب بانها راضية بمثل هذه الجرائم".
وكان بيان الداخلية السعودية قد نص على ارتكاب مجموعة مكونة من 37 شخصا جرائم، مثل: "الشروع في قتل رجال الأمن، من خلال استهداف مراكز شرطة ومقار أمنية أخرى، والترصد للدوريات الأمنية وإطلاق النار عليها، وإعاقتهم ومنعهم من مداهمة المطلوبين أمنيّا والتستر عليهم، وتوفير المعلومات لهم".
بالإضافة إلى ذلك، "القيام بعدد من جرائم الخطف والاغتصاب والسطو وسلب الأموال تحت تهديد السلاح، وإثارة الفتن وإشاعة الفوضى، وصناعة القنابل والمتفجرات والتدريب على استخدامها، وتشكيل خلايا إرهابية تتلقى أوامرها من تنظيمات إرهابية خارج المملكة، ورصد عدد من المسؤولين والاعتداء على بعضهم، وشراء وبيع وحيازة الأسلحة والذخائر والقنابل والمتفجرات والمخدرات"، وفقا لبيان وزارة الداخلية، الذي لم يحدد انتماءات المدانين المذهبية.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، قال؛ إن "السعودية دولة مهمة في المنطقة، وخلافاتنا يجب ألا تمنع العلاقات بين البلدين"، مضيفا أن "من ينتفع بهذه العلاقات هم شعوب المنطقة والبلدان".
اللافت أن تعليق إيران للمفاوضات يأتي برغم تصريح زاده بأن "المفاوضات في بغداد حققت تقدما، رغم أن نتائجها الملموسة كانت قليلة ومحدودة".
وقبل أيام، وفي مقابلة صحفية قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؛ إن إيران دولة جارة للسعودية، وإن الأخيرة منفتحة على تحسين العلاقات معها.
اقرأ أيضا: أمير سعودي يبرر إعدام 81 شخصا: "ارتكبوا مجازر صارخة"
وبدأت السعودية السنية وإيران، اللتان تخوضان حروبا بالوكالة في المنطقة، محادثات مباشرة العام الماضي في محاولة للحد من التوتر، بوساطة عراقية.
وقطعت الرياض في عام 2016 علاقاتها مع طهران، بعد أن اجتاح محتجون إيرانيون السفارة السعودية في طهران، في أعقاب إعدام رجل دين شيعي في السعودية.
وندد "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران في بيان الأحد بعمليات الإعدام، ووصفها بأنها "جريمة نكراء".
وتدعم السعودية وإيران أطرافا متعارضة في الصراعات الإقليمية والخلافات السياسية في سوريا ولبنان والعراق منذ سنوات، فيما تقود الرياض تحالفا عربيا يشن حربا على جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن منذ عام 2015.
إيران ترحب بتصريحات ابن سلمان حول العلاقة مع طهران
العراق وإيران يتبادلان رفات جنود قتلوا في حرب الثمانينات
جولة تفاوض بين كييف وموسكو.. زيلينسكي: روسيا تريد محونا