صحافة إسرائيلية

هآرتس: إسرائيل حاولت تجنيد "هيكل" في عهد عبد الناصر

هيكل عمل مستشارا للرئيس الأسبق جمال عبد الناصر- أرشيفية

رفعت حكومة الاحتلال السرية عن ملفات تعود لحقبة ستينيات القرن الماضي، تسلط الضوء على محاولات المخابرات الإسرائيلية تجنيد الصحفي المصري المخضرم، محمد حسنين هيكل، مستشار الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.


وأوردت صحيفة "هآرتس" وثائق تكشف عن "عملية معقدة" قامت بها المخابرات الإسرائيلية لتجنيد المستشار الرئيسي للرئيس المصري، وأحد أبرز المقربين منه "محمد حسنين هيكل"، الذي كان مقيدا في الملفات السرية تحت اسم "عوزي".


ولم يذكر ملف هيكل، الذي يغطي الفترة 1959-1960، النتيجة النهائية لهذه المحاولات، ويقول تقرير للصحيفة ترجمته "عربي21"، إن هيكل "قد يكون تم تجنيده أو استخدامه للتأثير على سياسة القاهرة تجاه إسرائيل، أو على الأقل لتغيير مسار الرأي العام المعادي لها".


لكن الصحيفة تقول، إنه "عند مراجعة كتابات هيكل ومحاضراته، فإن من الصعب تصديق تحوله إلى عميل استخبارات في خدمة إسرائيل على الإطلاق، لقد كان وطنيًا شرسا، ومستاء من قوة إسرائيل المتزايدة باستمرار ولم يكن من النوع الذي يغريه المال، ولا شيء في حياته يوحي بإمكانية ابتزازه للتعاون مع الموساد".


وكان هيكل أكثر أصدقاء ناصر إثارة للإعجاب، ولم يكن يريد منصبًا رسميا، لكنه وافق بعد وقت طويل على الخدمة لفترة وجيزة كوزير للإرشاد الوطني، وكان له تأثير كبير على تفكير ناصر، كما تقول "هآرتس".

 

اقرأ أيضا: تاريخ مصر الحديث والمعاصر.. قراءة في تجربة هيكل (1من2)

وأضافت: "لقد أحدثت أفكاره وبلاغته موجات من خلال مقالاته المتكررة في الأهرام والتي قام بتحريرها، وأعطت هذه المقالات أيضا منظورا فريدا من الداخل لصانعي السياسة الفضوليين الإسرائيليين ومحللي المخابرات في الستينيات، حيث كانت العديد من نشرات الأخبار العبرية تفتتح نشراتها بالإشارة إلى مقالات وتحليلات هيكل في الأهرام".

 

وقالت الصحيفة: "كان مراسلًا جريئًا، يتجول في عواصم بلاد الشام وساحات القتال، ويغطي حروب الآخرين ويكتسب سمعة الاتصالات والشجاعة والتماسك، كانت آراؤه عن إسرائيل مزيجًا من الإحباط والإعجاب".


وذكرت الصحيفة أن "هيكل صرح في مقابلة عام 1988 مع مجلة الدراسات الفلسطينية، بعد فترة طويلة من خروجه من مركز السلطة، مقدما رواية مذهلة وغير مؤكدة عن اجتماعين مع ديفيد بن غوريون (في القاهرة) في عام 1946، ومقابلة في القدس في أوائل عام 1948، وعلاقات حميمية مع الجناح الأكثر اعتدالًا من الجالية اليهودية المصرية، وزيارات إلى فلسطين تحت الانتداب البريطاني".


محاولات تجنيد هيكل


وكشفت الوثائق أنه ضمن محاولات الالتقاء بهيكل من أجل التقرب منه، أو تجنيده، سعت المخابرات الإسرائيلية إلى عقد لقاء معه في نيويورك، عبر وسيط وتحت غطاء العمل الصحفي من خلال صحفي رمز له بـ"سانت جون"، سعى لترتيب اللقاء حين كان هيكل يشارك في زيارة ناصر للأمم المتحدة.


لكن الموساد مني بخيبة أمل، فسرعان ما غادر هيكل نيويورك قبل أن يتمكن "سانت جون" من اعتراضه أو الالتقاء به، ولم يستطع الإسرائيليون إخفاء إحباطهم، "فقد طار الطائر من القفص قبل لحظات من الإمساك به".


وقالت الصحيفة: "كانت فرصة مفيدة، فلن يضطر هيكل إلى بدء رحلة مشبوهة إلى الخارج"، ولكن، في أوائل السبعينيات، تم اكتشاف أن هذه الترتيبات كان يقف وراءها الجاسوس المصري أشرف مروان، بالتنسيق مع الموساد الإسرائيلي.