نشرت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية تقريرا رصدت فيه أبرز المواقف الدولية من الانقلاب العسكري الذي شهده السودان.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا الانقلاب مثّل فشلا جديدا للدبلوماسية الأمريكية، حيث تحرك مدبرو الانقلاب مباشرة بعد اجتماع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك مع المبعوث الأمريكي الخاص للسودان جيفري فيلتمان.
وكانت الولايات المتحدة أول من أدان الانقلاب، قبل أن يدينه الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي.
وبعد رد الفعل الخجول لمنظمة الوحدة الأفريقية على الانقلابات التي جرت هذا العام في مالي وتشاد وغينيا، أعرب موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، عن "استيائه العميق" من الوضع الحالي في السودان داعيا إلى استئناف المشاورات بين المدنيين والعسكريين واحترام حقوق الإنسان وإطلاق سراح المعتقلين، ودعا إلى اجتماع طارئ لمجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي.
حليف للقاهرة
تشير الصحيفة إلى أن الأنظار تتجه حاليا إلى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في منطقة القرن الأفريقي "إيغاد"، حيث من المتوقع أن تلعب دورا مهما في هذا الملف بعد تهميشها عند اندلاع الحرب في إقليم تيغراي الإثيوبي في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.
وترى إثيوبيا المجاورة أن الانقلاب في السودان لا يخدم مصالحها، حيث ضغط الجيش السوداني على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك منذ فترة من أجل تبني خط أكثر عدوانية ضد أديس أبابا.
وفي ظل الصراع المحتدم منذ سنوات بسبب سد النهضة الإثيوبي، يبدو أن مصر اكتسبت حليفا أكثر موثوقية بعد أن تمكن الجيش السوداني من إبعاد المدنيين عن السلطة.
اقرأ أيضا: قتيلان في أم درمان ومظاهرات بالخرطوم ضد الانقلاب (شاهد)
الحاجة إلى الدعم
تقول الصحيفة إن التيارات الإسلامية السودانية، المرتبطة بحزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه عمر البشير، وجماعة الإخوان المسلمين، دعت منذ فترة إلى الانقلاب على المدنيين في الحكومة الانتقالية، ومن المنتظر أن تواصل حربها على الإصلاحات السياسية والاقتصادية والقضائية التي أعقبت الإطاحة بالبشير.
وعلى صعيد إقليمي، من المنتظر وصول مبعوثين مصريين وإماراتيين إلى الخرطوم للدفاع عن مصالح القاهرة وأبو ظبي خلال المفاوضات القادمة، مثلما حدث بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير سنة 2019.
وسيكون المجلس العسكري بحاجة ماسة إلى الدعم من حلفائه الخليجيين، خاصة أن الوضع السياسي الجديد قد يفرز عقوبات دولية، وإلغاء للاتفاقيات المبرمة مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وحجب مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الأمريكية.
مظاهرات ضد الانقلاب
ترى الصحيفة أن الغموض يلف مستقبل الوضع السياسي في السودان، وقد تصبح البلاد ساحة شطرنج بين القوى العظمى.
وكان مكتب عبد الله حمدوك قد أصدر خلال الساعات الأولى من الانقلاب بيانا حث فيه المتظاهرين على النزول إلى الشوارع لحماية الديمقراطية. وقد جاء في البيان "ندعو الشعب السوداني إلى التظاهر بكل الوسائل السلمية الممكنة لاستعادة ثورته من اللصوص".
وفيما قرر الجيش إعادة رئيس الوزراء المخلوع إلى منزله، واصل المتظاهرون النزول إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم التام للانقلاب.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
لوموند: انقلاب السودان يكرس نفوذ مصر لدى جنرالاته
FP: البرهان أحبط جهودا أمريكية لمنع الانقلاب في السودان
WP: دور دول الخليج ومصر واضح في انقلابي تونس والسودان