سياسة تركية

ماذا وراء اجتماع نشطاء سوريين بزعيم المعارضة التركية؟

كليجدار أوغلو: لا بد من عودة اللاجئين السوريين، ولكن بعد تهيئة البيئة المناسبة لعودتهم- الأناضول

التقى رئيس حزب "الشعب الجمهوري" التركي المعارض، كمال كليتشدار أوغلو، في إسطنبول، بمجموعة من النشطاء السوريين، ما أثار تساؤلات عن دوافع الطرفين، في وقت تتهم فيه أحزاب معارضة بتأجيج العنصرية ضد اللاجئين في البلاد.

 

ووضع مراقبون الخطوة في سياق سعي النشطاء السوريين لخفض منسوب التحريض ضد اللاجئين في تركيا، ومحاولة فهم سياسة ومواقف المعارضة التركية الحقيقية تجاه الثورة.
 
وفي تصريح لـ"عربي21"، قال الصحفي زكي الدروبي: "من خلال المتابعة تم ملاحظة أن وسائل الأعلام العربية تأخذ تصريحات كيتشدار أوغلو على نحو مجتزأ ما أدى لسوء فهمها، ولهذا عملنا على اللقاء معه من أجل فهم حقيقة موقف حزب الشعب الجمهوري من اللاجئين السوريين ومن أهداف وتطلعات الشعب السوري من أجل الحرية من نظام الاستبداد والانتقال إلى النظام الديمقراطي".

وأشار إلى أن "كليتشدار أوغلو نفى تلقيه دعوة من الأسد لزيارة دمشق، معتبرا أنه أوضح سياسة الحزب بالمسألة السورية مرات عدة خلال تصريحاته الإعلامية، وملخصها تحقيق الأمن والسلام في سوريا أولا والديمقراطية والحريات ثانيا، وبعدها يتم إعادة بناء ما دمرته الحرب من بنى تحتية بتمويل أوروبي، ومن ثم إيجاد مشاريع وفرص عمل تجذب اللاجئ السوري ليعود طواعية من تلقاء نفسه".

ونقل الدروبي عن الزعيم التركي المعارض قوله: "لا بد من عودة اللاجئين، ولكن بعد تهيئة البيئة المناسبة لعودتهم، لذلك علينا أن نضمن للعائدين سلامة أرواحهم وأن نوفر لهم الأمن والأمان، وأن نوفر لهم البنى التحتية اللازمة من مستشفيات ومدارس ومرافق عامة، وعلينا أن نحقق لهم الاستقرار المعيشي من خلال بناء المدن الصناعية لهم، وإيجاد فرص عمل للشباب، ولا بد أن يكون للدول المانحة والممولة دور في ذلك".

 

اقرأ أيضا: أردوغان: تركيا ليست خادما لأحد.. ويحذر بشأن اللاجئين


بدوره، أكد الناشط الحقوقي السوري والمنسق العام للقاء، طه غازي، على أن "اللقاء كان مخصصا لمناقشة أوضاع اللاجئين السوريين، ومشاكلهم والحلول المقترحة".

 

وتابع غازي خلال حديثه لـ"عربي21": "لا بد أن ننقل مجتمعنا السوري في تركيا إلى مرحلة جديدة، من خلال السعي لإيجاد البيئة الاجتماعية والسياسية الآمنة لبقاء السوريين في تركيا لأعوام قادمة، ولا بد أن نخرج من قوقعة خوفنا في طرح أفكارنا وإبراز رؤيتنا بكل حرية، ولا بد لنا ألا نسمح باستقطابنا لصالح حزب ما أو تيار ما في تركيا".

وأحدث اللقاء جدلا بين الأوساط السورية، خاصة أن المعارضة التركية متهمة بالمسؤولية عن زيادة الخطاب التحريضي على الوجود السوري في تركيا، وفق ناشطين سوريين.

وأعاد النشطاء التذكير بتصريحات سابقة لكليتشدار أوغلو، التي أكد فيها أنه "سيساهم في إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في غضون عامين، في حال فوز حزبه بالانتخابات التركية".

وانقسمت الأوساط السورية بين مرحب بالخطوة، وآخر منتقد لها ومحذر من نتائجها على الصعيد الانتخابي التركي،

 

اقرأ أيضا: وزير داخلية تركيا: لا نقبل بالعنصرية وليست من صفات بلدنا


وفي هذا السياق أوضح الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة أن "اللقاء جاء في وقت هام جدا يشهد عودة الأحزاب السياسية التركية لتصدير خطاب معاد للاجئين السوريين في تركيا".

وأشار خليفة، في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "أي لقاء يساهم في تخفيف حدة التصريحات الموجهة ضد السوريين في تركيا يعتبر خطوة جيدة، الأمر الذي يكسر الحدة التي انتهجها الشارع التركي في الفترة الأخيرة، خصوصا بعد أحداث أنقرة".

 

وأكد على أن "أي انفتاح على القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والإعلام التركي المستقل، سيكون مهما للعمل على تهدئة الشارع المنفعل بسبب ما تمر به تركيا من أوضاع اقتصادية، تؤثر بالضرورة على الشعب المحلي واللاجئين".

 

وكانت تركيا قد شهدت موجة من التحريض من بعض السياسيين على اللاجئين السوريين خاصة بعد الأحداث التي شهدتها العاصمة أنقرة في آب/أغسطس الماضي، على آثر شجار كبير بين لاجئين سوريين وأتراك، نتج عنه مقتل شاب تركي وإصابة آخر على يد شاب سوري.

وظهر وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو" بعد وقوع الحادثة في مقطع فيديو، أكد فيه على "رفضه للعنصرية"، مضيفا: "إننا لا نقبل بالعنصرية حتى لو استخدمها شقيقي"، داعيا الأتراك إلى عدم الإنصات إلى من يحاولون إضعاف نظام الدولة.

وتساءل الوزير التركي: "هاجمتم السوريين في الأحياء (..)، هل أنتم الدولة؟".

 

اقرأ أيضا: تحقيق دولي: الوقت غير مناسب لإعادة اللاجئين لسوريا