سياسة عربية

غضب فلسطيني من جرائم الاحتلال.. وانتقادات حادة للسلطة

FALvYWKXMAQGHnK

سادت حالة من الغضب في المناطق الفلسطينية المحتلة، جراء تواصل جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين في مدينة القدس والضفة الغربية المحتلتين.

واغتال جيش الاحتلال فجر اليوم في مناطق مختلفة من الضفة الغربية أربعة فلسطينيين خلال "حملة أمنية مكثفة في خمسة أماكن، طالت نشطاء من حركة حماس، وشملت اعتقالات وملاحقات"، بحسب ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية في تقرير لها.

مسار خائب وسبيل واحد

وفي تعليقه على ما حدث في الضفة فجر اليوم، أكد القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشيخ خضر حبيب، أن "العدو الصهيوني الذي أقام كيانه الغاصب على أنقاض مدن وقرى شعبنا وعلى جماجم أطفالنا ونسائنا بعد ارتكابه مئات المجازر بحق شعبنا، يشن اليوم عدوانا متواصلا على شعبنا في كل أماكن تواجده".

وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "ليس غريبا على هذا العدو، أن يواصل جرائمه بحق شعبنا في ظل المعادلة الدولية الظالمة، والصمت الدولي والتواطؤ مع هذا الكيان من قبل قوى الاستكبار العالمي، لذلك فإن ارتكابه لهذه الجرائم فجر اليوم في الضفة، ليس غريبا عليه".

وأوضح حبيب، أن "ذاكرة شعبنا تسجل كل هذه الجرائم لساعة الحساب مع هذا المشروع الصهيوني، الذي سيزول في ظل استمرار مقاومة شعبنا، فالنصر لنا والزوال لهذا الكيان الغاصب"، مستنكرا الصمت الدولي على جرائم الاحتلال.

وأكد أن "هذا الصمت الدولي مع العجز والانهيار للنظام الرسمي العربي الذي لا يحرك ساكنا، كل هذا، أدى إلى تجرؤ العدو على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني، وأكثر شيء ساهم في ذلك، هو حالة التشرذم والخلافات على الساحة الفلسطينية".

ولفت إلى أهمية العمل على تحقيق الوحدة على مشروع ورؤية وطنية، لأن هذا يتيح المجال "لضرب العدو بيد واحدة، وعندها لن يستطيع العدو أن يرتكب مثل هذه الجرائم".

وعن المطلوب من السلطة برئاسة محمود عباس، في ظل تصاعد جرائم الاحتلال في القدس والضفة مع تواصل التنسيق الأمني بين السلطة وجيش الاحتلال، قال القيادي: "السلطة ورئيس السلطة يدركان أن هذا المشروع فشل منذ زمن بعيد، ولكن المكابرة والعناد، هو ما يدفع هؤلاء إلى الاستمرار في هذا المسار الخائب حقيقة".

وأضاف: "أمر عجيب ومدهش، أن يقتل الاحتلال شعبنا وبعد ذلك ننسق أمنيا مع المحتل، علما بأن هذا التنسيق هو لصالح الاحتلال على حساب أمن المواطن الفلسطيني الذي يقتل بدم بارد في كل الساحات".

وشدد على وجوب أن "ترفع السلطة يدها الثقيلة عن المقاومة في الضفة، وتمنح شعبنا كامل الحرية لمواجهة هذا المحتل الصهيوني، وحينها ستختلف المعادلة وموازين القوى، وشعبنا قادر على الدفاع عن نفسه في مواجهة هذا المحتل".

وأكد حبيب، أن "المقاومة هي السبيل الوحيد لرفع هذا الظلم عن شعبنا الفلسطيني، ومنع هذه المذابح الرهيبة التي ترتكب بحق أبناء شعبنا من قبل الاحتلال".

استدارة فلسطينية

بدورها، أكدت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها، عبد اللطيف القانوع، أن "دماء شهداء القدس وجنين فجر اليوم، ستظل وقودا لاستمرار ثورة شعبنا ضد المحتل الصهيوني، مع الإصرار المتجدد على اقتلاعه وكنسه عن أرضنا، ولن تنكسر ثورة شعبنا وإرادته أمام جبروت الاحتلال".

وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "ارتقاء شهداء اليوم، هو نتاج التنسيق الأمني المتواصل مع الاحتلال الصهيوني، وثمرة اللقاءات التطبيعية التي عقدتها قيادات من السلطة مع وزراء صهاينة وأعضاء كنيست في رام الله قبل أيام".

ونبه القانوع، إلى أن هذه اللقاءات والتنسيق الأمني، "شجعا الاحتلال مجددا على ملاحقة المقاومة وقتل شبابها الثائرين وارتكاب مزيد من الجرائم ضد شعبنا الفلسطيني".

ولفت إلى أن "خيار مواجهة الاحتلال والتصدي له ومقاومته بكل الوسائل، هو الأقدر على إرباك الاحتلال وإجباره على وقف جرائمه، وهو ما يتطلب من السلطة إنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال ووقف اللقاءات التطبيعية معه".

من جهته، رأى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، أن "جرائم الاحتلال المتواصلة، تستدعي سياسة فلسطينية، تقوم على التحلل من التزامات اتفاقيات أوسلو بما فيها التنسيق الأمني، واستنهاض المقاومة الشعبية من خلال قيادة وطنية موحدة في مواجهة الاحتلال، بما يفتح الطريق أمام انتفاضة توصل لعصيان وطني شامل في وجه هذا الاحتلال، بما يرفع كلفته ويجعله يدفع ثمنا لهذه الجرائم والسياسة التي تمارس بحق شعبنا".

وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "جرائم اليوم من قبل الاحتلال، تأتي استكمالا للجرائم التي اقترفها قبل أيام في نابلس وغيرها، وهذا يستدعي من الكل الوطني الفلسطيني، نقل ملف هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية، لمحاسبة الاحتلال".

ونبه أبو ظريفة، إلى أن "إجرام الاحتلال عليه أن يخلق استدارة عند الكل الوطني الفلسطيني بالتسريع في إنهاء التناقضات الداخلية، لإبقاء التناقض مع الاحتلال ومستوطنيه، من خلال استعادة الوحدة وبناء مؤسسات النظام السياسي على قاعدة الشراكة والمشاركة والوصول إلى برنامج وطني واستراتيجية جديدة قادرة على مواجهة الاحتلال ووضع حد لكل جرائمه".


من جانبه، أكد المتحدث باسم حركة الأحرار ياسر خلف، أن "هذه الجريمة لن تكسر إرادة شعبنا، بل ستعزز صموده وستبقى دماء الشهداء وقودا لمواصلة مسيرة المقاومة والنضال".

ونبه في تصريح خاص لـ"عربي21"، إلى أن "الشعب الفلسطيني أمام عدوان جديد وجريمة بشعة يرتكبها الاحتلال، وهي صفحة سوداء جديدة في تاريخه المليء بالجرائم".  

ورأى خلف، أن جرائم الاحتلال التي ارتكبت فجر اليوم في الضفة، هي "ثمرة عار التنسيق الأمني وإصرار رئيس السلطة عليه، وعلى الحلول السلمية التي مكنت الاحتلال من قضيتنا وشجعته على قتل أبناء شعبنا بدم بارد"، مشددا على وجوب "وقف التنسيق الأمني وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال".

وقال: "صوت البنادق يجب أن يعلو الآن ثأرا لدماء الشهداء وتأكيدا على أن شعبنا ومقاومته لن يقبلوا باستمرار إجرام الاحتلال وعربدته"، داعيا أبناء شعبنا في الضفة إلى "تفجير ثورة غضب وانتفاضة شعبية واسعة يشارك فيها الجميع؛ وفي مقدمتهم الشرفاء من أبناء الأجهزة الأمنية، من أجل التصدي للاحتلال ولجم عدوانه الهمجي".

 

حماس تدعو لتصعيد المقاومة


دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأحد، الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى تصعيد "المقاومة ضد المحتل في جميع نقاط التماس والطرق الالتفافية".


وقالت الحركة، في بيان، أصدرته عقب استشهاد 4 فلسطينيين برصاص إسرائيلي في مدينتي رام الله وجنين، إن "خيار المقاومة والرصاص هو القادر على حماية حقوقنا وتحرير أسرانا وحماية مسرانا".


وتابعت الحركة:" دماء الشهداء لن تذهب هدرا، وإن شعبنا وفي مقدمته قادة حماس سيظلون في مقدمة الصفوف لمواجهة المحتل مهما بلغت التضحيات، حتى دحره عن أرضنا، واستعادة حقوقنا كاملة، وحماية مقدساتنا".