صحيفة تركية: بايدن فشل بأول اختبار دولي له بعد تقرير خاشقجي

قالت صحيفة "خبر ترك"، إن التقرير الذي نشرته المخابرات الأمريكية حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بإسطنبول، لا يعدّ سوى "إعلان المعلوم"، بأربع صفحات، مشددة على أن الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، فشل في أول اختبار دولي له.

وأوضحت "خبر ترك" في تقرير للكاتب اتشيتنيار اتشيتين، وترجمته "عربي21"، أنه على الرغم من إعلان الرئيس بايدن تغيير قواعد العلاقات بين واشنطن والرياض، إلا أنه بعد تقرير خاشقجي كان واضحا أنه لا يرغب بتغيير هياكل القوى في الشرق الأوسط.

وأشارت إلى أنه على الرغم من إقرار التقرير الصادر عن المخابرات الأمريكية بعلاقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بقضية خاشقجي، إلا أن إدارة بايدن لم تعتمد عقوبات مباشرة ضده.

وتابعت بأن الرئيس بايدن أخفق في أول اختبار دولي له، وسيكون هذا الموقف حاضرا أمامه خلال فترة رئاسته، لأن التقرير أظهر المحرض على الجريمة، لكنه عاقب الوسطاء فقط.

اقرأ أيضا: NYT: بايدن يترك قاتل خاشقجي دون عقاب

وأضافت أن الولايات المتحدة في تقرير خاشقجي تذكرنا بمفهوم "العدالة والمال"، عندما يكون الأمر متعلقا في منطقة الشرق الأوسط.

وأشارت إلى أن النظام السعودي، في البداية، زعم أن خاشقجي غادر القنصلية بإسطنبول بعد الانتهاء من معاملاته، بتقمص شخصية الصحفي السعودي المغدور من أحد عناصر فريق الاغتيال، وهو ما دحضه الإعلام التركي في غضون 48 ساعة، ما ساهم في تقبل الرياض بحدوث الجريمة.

ولفتت إلى أنه بعد ذلك، تغير مصير التحقيق، وبدأ النظام السعودي الذي حشر بالزاوية، بإرسال العديد من الشخصيات ذات المستوى العالي إلى أنقرة لإجراء محادثات للتراجع أو إيجاد حل وسط.

وبالعودة إلى التقرير، أشارت الصحيفة إلى أن لغته كانت حذرة للغاية، وتحدد المسار حول احتمالات إعداد لائحة اتهام من جهة، والضغط على الرياض.

وذكّرت الصحيفة بالزيارة التي قامت بها رئيسة وكالة المخابرات الأمريكية السابقة جينا هاسبل، وفريق مكون من 21 شخصا، بالإضافة للفريق التقني، إلى أنقرة، واجتماعها لفترات طويلة مع نظرائه، واستمعت مع الأدلة لكافة تفاصيل جريمة مقتل خاشقجي، بما فيها المكالمات الهاتفية، وعليه فإن التقرير الأمريكي الجديد لم يقدم شيئا جديدا سوى المعلومات التي تلقتها الولايات المتحدة من تركيا.

وقالت الصحيفة إن محمد بن سلمان عندما أصبح وليا للعهد، في حزيران/ يونيو 2017، سارع بتشكيل "وحدة النمر" من بين حراسه الشخصيين ومرافقيه، تركزت مهامها لاستهداف معارضيه وأعدائه، ما بين إجبارهم للعودة إلى المملكة، أو التخلص منهم إذا لزم الأمر.

اقرأ أيضا: CNN: تقرير خاشقجي وضع بايدن وابن سلمان في مأزق
 
وتابعت بأن هذه الوحدة قوامها 50 شخصا، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2018، تم اختيار 15 شخصا منهم تركزت مهمتهم بالتخلص من أبرز ناقدي ابن سلمان، وهو الصحفي جمال خاشقجي، كما يعرف بأنها قامت باختطاف الناشطة السعودية في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول من دبي إلى الرياض، ومحاولة اختطاف سعد الجبري في كندا.

وأشارت إلى أن التقرير خلص إلى أن ولي العهد يتمتع بالسيطرة المطلقة على أجهزة الأمن والمخابرات السعودية منذ عام 2017، ما يجعل من غير المحتمل أن يتم تنفيذ مثل هذه العملية دون موافقة مسبقة منه، لافتة إلى تقرير سابق للمخابرات الأمريكية بعد الجريمة مباشرة، قال إن ابن سلمان كان العقل المدبر للجريمة، وهو ما رفضه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي قال: "ربما فعل، وربما لا".

ونوّهت إلى أن ترامب في ذلك الوقت لم يخف سبب موقفه المرتبط بشراء السعودية الأسلحة من الولايات المتحدة، قائلا: "إذا قمنا بإلغاء هذه العقود بغباء، فإن روسيا والصين ستكونان المستفيدين الهائلين، وستسعدان للغاية بالحصول على كل هذه الأعمال الجديدة".

وأكدت الصحيفة أن التقرير الأمريكي يثبت أن النظرة الأمريكية لم تتغير تجاه السعودية، حتى في ظل رئاسة بايدن، الذي يواجه الآن "لعبة توازن" محفوفة بالمخاطر.

وأوضحت أن العائلة المالكة في السعودية هي واحدة من أقرب الحلفاء التقليديين لواشنطن في الخليج، وبايدن تحدث في خطابه الرئيس بشأن سياسته الخارجية في أوائل شباط/ فبراير، بأنه لا ينبغي إحداث أي تغيير من حيث المبدأ، ورغم ذلك أوقف تسليم الأسلحة الحساسة إلى السعودية، ما أعطى إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة لم تعد تدعمها بالحرب في اليمن.
 
وختمت الصحيفة بأنه من الواضح أن هدف الرئيس الأمريكي الجديد هو السيطرة على "سلطة القوة" لولي العهد السعودي.