تحاول روسيا تثبيت نفوذها في مدينة القامشلي شمالي الحسكة، وذلك من خلال تشكيل عسكري جديد يعتمد على العناصر المحلية.
وفي التفاصيل، فتحت القوات الروسية الباب أمام الشباب في مناطق سيطرة النظام (المربع الأمني، وعدد من الأحياء) في مدينة القامشلي، للانتساب إلى مليشيا "مهام الدفاع"، براتب شهري مقداره 300 دولار أمريكي للشخص، بحسب ما أكدته مصادر لـ"عربي21".
ووضع رئيس الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة مضر حماد الأسعد، التشكيل الجديد في إطار محاولات روسيا التي لم تنقطع منذ أكثر من عامين، الهادفة إلى التوغل في منطقة شرق الفرات.
وقال لـ"عربي21"، إن القوات الروسية عقدت أكثر من اجتماع شعبي مع الموالين للنظام في القامشلي، بهدف تسهيل مهمة التشكيل العسكري الجديد.
اقرأ أيضا: "قسد" تضغط على النظام السوري لمنع تسليم عين عيسى
وأضاف حماد الأسعد، أن تصريحات الروس حول التشكيل تُشير إلى أنه سيكون رديفا لـ"الفيلق الخامس" الذي شكلته روسيا في الجنوب السوري من المقاتلين السابقين الذين خضعوا للتسوية.
وبحسب رئيس الهيئة، فإن عشرات الشباب من العرب والكرد والسريان، انضموا فعلا للتشكيل الجديد، معتبراً أن الهدف من ذلك، تقوية نفوذ روسيا في القامشلي والحسكة عموما.
وقال حماد الأسعد: "الواضح أن التحركات الروسية تأتي بتنسيق مع الولايات المتحدة"، مؤكدا أن "هناك اتفاقا روسيا أمريكيا غير معلن على الترتيبات المستقبلية لشرق الفرات".
وفي هذا الصدد، ربط حماد الأسعد بين تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية الأخيرة حول النفط، وأن مهمة حمايته ليست من مهام القوات الأمريكية، والتشكيل الروسي الجديد، قائلا: "روسيا تتحضر لتولي دور أكبر في الحسكة، وغالبا ستكون مهمة التشكيل الجديد حماية آبار النفط في حال قررت الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا".
لكن الصحفي الكردي شيرزان علو، اعتبر أن انسحاب الولايات المتحدة من شمال شرق سوريا غير وارد في حسابات واشنطن، على الأقل في المرحلة الحالية.
وقال: "الولايات المتحدة تعارض بشدة أي محاولات روسية للتوغل في الحسكة، وهناك شبه اتفاق على منع تشكيل أي قوة موازية لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وهذا الاتفاق يعني أن هذا التشكيل الجديد سيكون محدودا".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد أن الإقبال على الانضمام للتشكيل الروسي الجديد في حدوده الدنيا، نظرا إلى الحسابات المتعلقة بقوة التواجد الأمريكي في المنطقة، وعدم الثقة بالروس.
وقال علو، إن الولايات المتحدة ليست متمسكة بالنفط السوري لقيمته، وإنما هي تحرص على التحكم به كورقة ضغط لفرض شروط على النظام السوري في التسوية السياسية.
اقرأ أيضا: ماذا وراء استيلاء "قسد" على مبان للنظام في الحسكة؟
وكانت روسيا قد دفعت في أواخر الشهر الماضي بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى القامشلي الخاضعة لسيطرة "قسد" باستثناء مربع أمني للنظام بمركز المدينة، وجزء من الريف الجنوبي، إلى جانب مطار القامشلي.
وشهدت القامشلي خلال الفترة الماضية، توترات بين النظام السوري و"قسد"، حيث عمدت الأخيرة إلى محاصرة مناطق سيطرة النظام، انتهت بوساطة روسية، وأدت في نهاية المطاف إلى استئناف المفاوضات بين "قسد" والنظام السوري.
وتتخذ روسيا من مطار القامشلي قاعدة عسكرية لها في الحسكة.
ما وراء نفي مسؤول أمريكي نية إقامة "دولة كردية" بسوريا؟
هل تنسحب مليشيات إيران من مطار "التيفور"؟.. مصادر توضح
هل تنسحب معارضة سوريا من "اللجنة الدستورية"؟