طرحت زيارة المبعوثة الأممية بالإنابة إلى ليبيا، ستيفاني ويليامز، إلى روسيا، بعض التساؤلات حول أهداف الخطوة وتوقيتها، وعلاقتها بالمشاورات الليبية المقرر عقدها مطلع الشهر المقبل، في تونس، وما إذا كانت ستناقش مع الروس أزمة مرتزقة فاغنر.
والتقت ستيفاني فور وصولها إلى موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وبعض المسؤولين هناك، لبحث آخر تطورات الملف الليبي ومخرجات المشاورات المتتالية الأخيرة، وفق بيان للخارجية الروسية.
"شروط روسية"
واشترط لافروف على ستيفاني، لأي عملية سياسية في ليبيا، ضرورة مشاركة جميع القوى السياسية التي لها نفوذ على الأرض، وتريد ضمان وحدة أراضي الدولة الليبية وسيادتها، وذلك لضمان نجاحها.
وطالب كذلك بضرورة ضمان توزيع عائدات تصدير النفط بطريقة عادلة وشفافة، لصالح جميع الليبيين، وفق شروطه.
اقرأ أيضا: أردوغان يبحث مع بوتين قضية "قره باغ" والوضع في سوريا وليبيا
وأطلعت المبعوثة الأممية، لافروف، على الاستعدادات لمنتدى الحوار السياسي الليبي في تونس، الذي سيحضره ممثلو جميع القوى السياسية والمناطق الليبية.
"مهمة صعبة"
من جانبه، رأى عضو لجنة الحوار عن مجلس الدولة الليبي، عبد القادر احويلي، في حديثه لـ"عربي21" أن "سبب الزيارة الآن للمبعوثة الأممية لموسكو، هو وضع روسيا في التفاصيل المتعلقة باجتماعات تونس القادمة، وذلك بهدف الحصول على أكبر قدر من التوافق على مخرجاتها مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمتدخلة في الشأن الليبي".
وعند سؤاله عن فرص نجاح البعثة الأممية في إقناع الروس بالاندماج سريعا في الحلول السياسية وسحب المرتزقة، قال احويلي: "هذه مهمة صعبة، لعدة أسباب، أهمها أن الروس غير راضين عن نشاطات المبعوثة بالإنابة ستيفاني ويليامز"، وفق تقديراته.
وأشار وزير التخطيط الليبي، عيسى التويجر خلال حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "دلالة انفتاح البعثة على روسيا هو أن الأخيرة تمكنت من خلال سيطرة الفاغنر على مناطق مهمة في ليبيا من أن تجعل من نفسها رقما هاما في القضية الليبية، لذا أي توافق سياسي لا يمكن أن يستثني موسكو وتواجدها".
وأوضح أن "قيام روسيا بفتح مسار مواز للحوار الليبي يهدد جهود ستيفاني والبعثة ويعرض المبعوثة الأممية للفشل، بالتالي فهي تسعى للتنسيق لتضمن مشاركة واسعة في ما ستقدمه من حل ليكون محل توافق في مجلس الأمن"، وفق تقديره.
اقرأ أيضا: هل تنجح مهلة الـ90 يوما الدولية لإخراج "المرتزقة" من ليبيا؟
معرفة موقف موسكو
في حين رأى عضو البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة، أن "روسيا لها دور بارز ومهم إلى جانب أمريكا وفرنسا كلاعبين أساسيين في المنطقة، وإذا لم يكن لأي من هذه الدول دور محوري في أي تسوية سياسية في ليبيا فلن تنجح".
وأضاف لـ"عربي21": "من الممكن تجاوز رغبات تركيا أو قطر أو الإمارات أو مصر، لكن روسيا من الصعب تجاوزها والمبعوثة الأممية تدرك ذلك جيدا، ومن المعروف أن روسيا وحلفاءها الليبين غير مطمئنين للنتائج المتوقعة من الحوار الجاري الذي سيتوج بلقاء تونس، لذلك أعتقد أن هذه الزيارة تأتي لجس نبض الروس والاطلاع على ملاحظاتهم لتقريب وجهات النظر"، بحسب قراءته وتوقعاته.
كيف قرأ محللون إعلان "فصائل عراقية" التهدئة مع الأمريكان؟
مناقشات المسار الدستوري الليبي بالقاهرة.. ما أهدافها ومحاورها؟
"عربي21" تنشر تفاصيل تهريب نظام الأسد الكبتاغون لصالح حفتر