مدونات

تلاشٍ..

كاتب آخر
مالي أراكَ في مطلعِ قصيدة، وجواب أُغنية، وحوارٍ قصصيّ وأنت الذي في شتات الطريق تركتني وأنيني.

تُعانِقُ كلماتي في خيوطِ الظلمةِ روحك، وصوتي يمتَزِجُ مع هواء منطقتك، ودعائي يصاحب خُبزَك إلى باب منزلك ويجلِسُ فوق كل مائدة يُلامِسُ فيها الطعام ثَغرك، ونَحيبي دائما ما كان يقِفُ في أول الشارعِ متكئا على اللوحةِ الّتي تَحمِلُ اسم حيّك، فينظرُ إلى مِصباح غرفتك، ويُناديك لعلّك تسمع، وهو يُقرُّ بأن لا عنوان لقلبي سِواك، ولا مَهرب لعينيّ إلا إليك.

كانت صَبوَتي تصِلُ لكلّ منزلٍ مع خُطوطِ الهاتف، كلّها كانت تسمعُ لَهفَتي ماعَداك، كُنتَ تُغلِق الخط فور سماعِك لنبرةِ صوتٍ تُشبِهُ صوتي، ثم أحاول مرة أخرى، فأُناديكَ بالراديو، وأنشُرُ اسمك على المسارح، كُنتَ أصما ميؤوسا من شفائك.

فلما اشتد بي الجوى نشرتُ خبرا عن حزني في الجريدة التي تشتريها كل يوم دون تكاسل، وأوصَلتُ لوعتي كل صباح مع ساعي البريد، ورافقتُ حامِل الحطبِ لبيتِك حين ضَل الطريق لعلّهُ يخبرك عنّي، وناظَرتُكَ من أمام عملك يوميا دونما ضَجرٍ أو سَأم لعلّ عينيكَ تتوب وترمُقُني.

كيف تخالُ أنني أضعتُك؟ في حينِ أنّي لم أكُ أبحثُ عنكَ قط كما كنتُ أبحثُ عنّي فيكَ..

ولم أجدني..